
كتبت- ترياء البنا
لا يختلف اثنان على أن ميسي أحد أساطير كرة القدم القلائل، وأنه سيظل أهم أسطورة كروية لزمن قادم طويل، ورغم أن عالم الساحرة المستديرة مليء بالحكايات، تظل حكاية ميسي الأجمل، رغم أنني لست من عشاق اللاعب، إلا أنها الحقيقة، ليس لأنه لاعب موهوب، فالموهوبون كثر، ولكن لأنه خلق الألق من رحم العجز.
أمس، حصد ميسي، صاحب جميع الأرقام القياسية، جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، للمرة الثامنة في تاربخ مسيرة صاحب ال36 ربيعا، بعد 2009، 2010، 2011، 2012 تواليا، وهذا بحد ذاته إنجاز، ولكن البرغوث لم يكتف بذلك وإنما عقد العزم على مواصلة تحطيم أرقام الكبار وكأنه أقسم أن يكون الأفضل، بعدما وصفه مارادونا بأنه خليفته في الملاعب، ليحقق نفس الجائزة في 2015، 2019، 2020، والختام باللقب الثامن أمس.
ما يدعو للدهشة والتعجب في مشوار ميسي، أن ابن أحد عمال المصانع، وعاملة نظافة، يعاني من نقص في هرمونات النمو، نجح باقتدار في تغيير خارطة كرة القدم، عبر بوابة برشلونة الذي آمن بموهبة الصغير ذات ال12 عاما، وضمه وتكفل بمصاريف علاجه، ليتكفل هو بحصد الإنجازات للفريق الكاتالوني منذ أول ثلاثية محلية لبرشلونة مع أول مشاركة لميسي بالفريق الأول، لتتوالى بعدها الإنجازات محليا وقاريا وعالميا، ويتغنى بموهبته الأساطير، وينعتونه بموتسارت كرة القدم.
ولكن مع كل إنجاز، تزداد عزيمة وإصرار الفتى الذهبي لبرشلونة في تحقيق الأفضل، ولم يكن يعيقه سوى لقب كأس العالم، والذي كان حلمه الوحيد المتبقي، والذي بتحقيقه يكون قد ارتضى بمسيرة مرصعة بكل ما يمكن أن يذكر في كرة القدم، وهو ما تحقق له على أرض عربية في مونديال قطر، والتي سيظل اسمها يتردد كثيرا مع كل نهائيات المونديال، فهي من شهدت تحقيق الحلم الأكبر لواحد من أعظم من مروا على تاربخ الكرة.
من وجهة نظري، ميسي يمتلك تاربخا على كل لاعب طموح أن يذاكره جيدا، لأن هناك لاعبون كثر كانوا موهوبين ولكنهم لم يستثمروا موهبتهم وتاهوا فاختفوا، وهناك آخرون يمتلكون كل شيء وينعمون بكل الإمكانيات المادية والبدنية، ولم يرتق طموحهم إلى جزء من عشرة من طموح ميسي، الذي استطاع أن يختم مسيرته خير ختام بعدما غير نظرة العالم لكرة القدم، فوضع البصمة الأقوى على خارطتها.