سقط القناع!

كتبت- ترياء البنا

في قيرغيزستان خسر الأحمر الرهان، جملة تلخص حال منتخبنا الوطني الذي لم يدخل بعد المعمعة الحقيقية لتصفيات كأس العالم، وخسر ليس فقط نقاط مباراة كانت في المتناول، وإنما الأهم الثقة التي كانت تملؤنا بمشوار هذه المرة من رحلة الألف ميل التي لم نبدأ بعد خطوتها الأولى، الأمر لا يتعلق بثلاث نقاط، فلا زال المشوار في مستهله، وإنما يتعلق بمدى قوة وتماسك المنظومة، وهل صلابتها تضاهي وتواكب طموحنا بالتأهل للمونديال؟.

بخسارة مواجهة قيرغيزستان، سقط القناع عما نعانيه، وهو أن غياب اثنين فقط من القوام الأساسي للفريق أدى إلى انهيار تام على مستوى التشكيلة الأساسية وتسكين المراكز، وبالتالي الأداء، غاب صلاح وأمجد فشاهدنا سيناريو لم يكن يتوقعه أكثر المتشائمين.

المسؤولية الأولى يتحملها برانكو إيفانكوفيتش، والذي أرى من وجهة نظري، وأنا لست مدربا، أنه بدأ بالتشكيلة الخطأ في مباراة أصعب من سابقتها حتى ولو كانت الصعوبة فقط أنها خارج الديار، كيف لا يلعب علي البوسعيدي وعمر المالكي ومعتز صالح منذ البداية؟ ولماذا لا يدفع بلاعب مهاري مثل ناصر الرواحي، إذا كان جاهزا، لأننا افتقدنا مثل هذه القماشة بغياب صلاح؟، خاصة وأننا بالفعل كنا الأفضل خلال ثلثي الشوط الأول وأضعنا فرصا كان من الممكن من خلالها التقدم بالنتيجة لو بدأنا بالعناصر المناسبة.

وبعيدا عن الخسارة وأخطاء برانكو، وعدم قدرة اللاعبين على إنهاء الهجمات بشكل جيد، والتخاذل في بعض الأوقات بالتمرير غير الفعال ورمي الكرة للآخرين، إلا أن الأخطر هو كشف ما نعايشه من غياب القاعدة الأساسية من اللاعبين، والتي كانت لتتوفر من خلال منتخبات المراحل السنية، فئة بلا مسابقة محلية، وأخرى ألغيت منذ فترة، وثالثة تعتمد على المعسكرات والمشاركات الخارجية فقط، فأي منتخب في العالم يصاب اثنان من لاعبيه فيصاب هو بالشلل؟

إننا ندفع ثمنا باهظا لعدم توفر استراتيجية واضحة الأهداف وآلية تحقيقها، وهذا ما نادينا به مرارا وتكرارا، فالهرم لا يرتفع بلا قاعدة ولو حدث وارتفع بنيانه دون قاعدة فسينهار مع أول عاصفة، وربما تكون الخسارة المبكرة مفيدة لإعادة ترتيب الأوراق المبعثرة، إذا كنا نستهدف ظهورا مشرفا في كأس آسيا التي اقتربت، وكنا نمني النفس بتحقيق إنجاز جديد بها، والحلم الأكبر بتأهل تاريخي للمونديال، بعد خيبة الأمل التي أصابتنا بخسارة أمام منتخب مثل قيرغيزستان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى