النهضة والرهان الصعب

كتبت- ترياء البنا

مباراة يترقبها جميع متابعي كرة القدم العمانية على اختلاف انتماءاتهم، ينتظرونها منذ أن أوقعت القرعة النهضة والسيب وجها لوجه في أقوى مواجهة بالموسم الحالي بكأس جلالة السلطان المعظم، وما زاد الأمر إثارة تفوق النهضة البطل على وصيفه ومتصدر جدول ترتيب الدوري بهدفين لهدف على أرض الإمبراطور ووسط جماهيره الغفيرة.

قبيل انطلاق هذا الموسم، أجزم معظم قراء المشهد الرياضي المحلي بأنه سيكون موسم النهضة بطل ثنائية الموسم الماضي والسيب بطل ثلاثية الموسم الذي سبقه، ليس فقط لأنهما حققا تلك الألقاب، ولكن الأهم أن إدارتيهما عملتا بشكل جيد خلال فترة الإعداد للموسم، خاصة على مستوى التعاقدات مع لاعبين أصحاب إمكانيات وخبرات كبيرة تؤكد نية الإدارتين بتحقيق البطولات.

ومع غياب السويق الذي مثل الموسم الماضي ضلعا مهما في ماراثون كأس جلالة السلطان المعظم ودوري عمانتل، صدق التوقع، فبعد مرور 10 جولات على مسابقة الدوري السيب في الصدارة والنهضة خلفه( رغم تبقي مباراتهما المؤجلة لارتباط النهضة ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي)، وأصبح الجميع موقنا بانحصار لقبي الموسم بين الراقي والإمبراطور، ورغم أن جدول الدوري يؤكد ذلك، إلا أن قرعة الكأس كان لها رأي آخر شديد الوقع على جماهير الناديين، حيث أوقعتهما وجها لوجه مبكرا، لنحرمنا نحن كجماهير من أحدهما في دور الأربعة.

ورغم أن نتيجة الذهاب بتفوق النهضة على مستضيفه السيب تشكل ضغطا على الإمبراطور الذي من المتوقع أن ينتفض ليثأر لهيبته أمام حامل اللقب الذي انتزعه منه الموسم الماضي أيضا وسط جماهيره التي ملأت مدرجات مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وتكرار المشهد في لقاء الذهاب، إلا أن التحدي الأكبر من وجهة نظري يخص الراقي النهضاوي، فالنادي الذي يحارب على أكثر من جبهة داخلية بقيادة المدرب الوطني المتميز حمد العزاني، لا يريد أبدا أي عائق يعكر صفو موسمه الجيد وخاصة التمثيل المشرف للسلطنة بكأس الاتحاد الآسيوي، حيث تظل مواجهة السيب بالنسبة له رهانا كبيرا، إذا فاز به سيكون قد أخذ جرعة معنوية قوية لمواصلة الطريق الخارجي الذي تصدر مشهده بدور المجموعات وكان أول المتأهلين منه إلى الدور الثاني.

ومع طموح الفريقين من المباراة وأهدافهما، ورغم دخول النهضة اللقاء وهو متقدم بهدفين على أرض الخصم، وخوضه المباراة على فرصتي الفوز أو التعادل، وعزم السيب الثأر لخسارة لقاء الذهاب، وأن اللقاء سيكون صعبا عليهما، إلا أنه سيكون الأمتع لنا كمشاهدين، على اعتباره فرصة كبيرة لكليهما في إزاحة الآخر من سباق الكأس، حيث يتوقع الجميع أن من سيتأهل منهما سيكون بطل المسابقة الأغلى، رغم أننا تمنينا أن تكون هذه المواجهة في النهائي، فهل يكسب الراقي التحدي ويمشي واثق الخطوات في كافة البطولات، أم يزأر الإمبراطور ويرفض التفريط في الفرصة، ويزج بالنهضة إلى خارج إحدى أهم بطولات الموسم؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى