الآسيوية عربية

كتبت- ترياء البنا

ترجمة حرفية للنسخة الثامنة عشرة من بطولة كأس آسيا قطر 2023، فبعدما تساقطت الأوراق شرقية وغربية واحدة تلو الأخرى، وصل القطار إلى محطته الأخيرة وهو مكسو بالصبغة العربية الخالصة في تكرار لسيناريو 2007، معلنا أن بطل آسيا عربي.

مشوار طويل بدأ مبكرا مع اعتذار الصين عن استضافة تلك النسخة والتي كان من المقرر أن تستضيفها، وهنا على الجماهير الآسيوية -وخاصة العربية- أن تتقدم بجزيل الشكر لبكين، التي أتاحت لكل من وطأت قدماه الدوحة، أن يستمتع بنسخة للبطولة الآسيوية برائحة مونديالية، لتكون هذه النسخة من بطولة القارة الصفراء استثنائية على كافة المستويات تنظيمية وفنية.

حملت هذه النسخة من البطولة في طياتها الإثارة والمفاجآت منذ انطلاق صافرة مباريات دور المجموعات، حيث خرجت منتخبات لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع رحيلها مبكرا، بينما سطرت منتخبات أخرى تاريخا جديدا لها على مدار مشاركتها، فحققت طاجيكستان في أولى مشاركاتها القارية التأهل إلى دور الثمانية، وتأهل الفدائي للمرة الأولى للدور الثاني، وغادر الكبار تواليا، حيث لم يقدموا ما يشفع لهم بالبقاء في مواجهة منتخبات تحضرت بشكل جيد واستعدت بكل أسلحتها لخوض هذا المعترك الصعب، ليكون الملعب هو الفيصل دون النظر إلى الاسم أو التاريخ، ولعل أبرز مثال هو اليابان التي تغلبت في مونديال كأس العالم على ألمانيا وإسبانيا، ولكنها لم تقدم في كأس آسيا ما كان متوقعا من أكبر منتخبات القارة والمرشح الأول للقب قيل انطلاق البطولة.

وبينما كانت مغادرة العراق الذي قدم مستويات رائعة وهزم اليابان وتصدر مجموعته، تقلق الجماهير العربية، جاء المنتخب الأردني ليؤكد أن منتخبا عربيا أيضا قادر على المضي قدما بخطى واثقة وطموح الوصول إلى المشهد الختامي، في خامس مشاركات النشامى بالبطولة القارية ولأول مرة في تاريخه.

ومع كل ما تقدمه دوحة الخير لزائريها من استثناءات غير مسبوقة بأية بطولة، على مستوى التنظيم، كان هناك على الجانب الآخر منتخب يطهو أكلته على نار هادئة، يسير خطوة بخطوة، ويخوض كل لقاء على حدة دون ضجيج، يعطي كل منافس حجمه ويحقق مبتغاه من كل لقاء، إلى أن وصل إلى اللقاء الأصعب خلال مشواره بمواجهة إيران، الخصم الشرس الذي جاء إلى الدوحة لاستعادة لقب غائب منذ 48 سنة، حينها كشر العنابي عن أنيابه، مؤكدا تشبثه بفرصة الحفاظ على اللقب الذي حصده لأول مرة في نسخة الإمارات 2019، وقدرته على تحقيقه للمرة الثانية تواليا على أرضه وبين جماهيره، في ليلة تألق بها رفاق النجم الكبير أكرم عفيف الذي تعملق أمام شباك إيران، ونجح العنابي في الفوز 3/2، ليضرب موعدا مع النشامى الذي حطم طموح الشمشون الكوري- أحد المرشحين أيضا- وتأهل على حسابه إلى الفصل الأخير من حدوتة آسيا، والذي سيعلن مع إسدال ستاره عن البطل العربي لآسيا 2023.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى