نهائي كأس آسيا: محطات تستحق المتابعة

توووفه – AFC

بعد ما يزيد قليلاً عن أربعة أسابيع، و50 مباراة و128 هدفاً، لا يزال هناك فريقان فقط يتنافسان على لقب كأس آسيا قطر 2023، حيث تستعد قطر الدولة المضيفة وحاملة اللقب لمواجهة الأردن مفاجأة البطولة، في المباراة النهائية يوم السبت على ستاد لوسيل.

بعد أن كان تفوق في جميع مبارياته في نسخة 2019، قدّم المنتخب القطري عروضاً مميزة من جديد، حيث تغلب على العملاق القاري إيران 3-2 في الدور قبل النهائي، ليعود من جديد إلى المباراة النهائية.

في المقابل، كان منتخب الأردن يقدم أفضل أداء له على الإطلاق في تاريخ البطولة القارية، ببلوغه الدور قبل النهائي، قبل أن يفاجئ جمهورية كوريا ويحقق الفوز 2-0 ليواصل رحلته الخيالية ويسجل حضوره في النهائي.

في الوقت الذي يستعد فيه المنتخبان القادمان من منطقة غرب آسيا لمواجهة الكأس القارية، اختار الموقع الإلكتروني للاتحاد الآسيوي لكرة القدم خمسة أشياء يجب متابعتها في هذه المباراة.

عرض مذهل آخر في لوسيل:

عندما رفع ليونيل ميسي كأس العالم إلى سماء الليل في ستاد لوسيل قبيل نهاية عام 2022، أسدل الستار على واحدة من أعظم نهائيات كأس العالم، بعد ما يعتبره معظم الناس أفضل نهائي على الإطلاق. والآن بعد أقل من 14 شهراً، من المقرر أن يستضيف نفس المكان الحدث القاري المميز في ختام نسخة رائعة من كأس آسيا.

من البداية إلى النهاية، أثارت البطولة القارية إعجاب عشاق كرة القدم في جميع أنحاء آسيا، عبر مباريات ستعيش طويلاً في الذاكرة، ودراما متأخرة لا تصدق، والكثير من المفاجآت، ومن ضمنها وصول الأردن إلى نهائي كأس آسيا لأول مرة على الإطلاق. بعد أن باغت المنتخب العراقي في الرمق الأخير، ثم أطاح بكوريا المرصعة بالنجوم.

عندما تنزل قطر والأردن إلى أرض الملعب، سيفعلان ذلك أمام حشد يزيد عن 88 ألف متفرج يضم عشرات الآلاف من الدولة المضيفة وبحر من الأردنيين المسافرين الذين توافدوا على الملاعب في قطر لمشاهدة إبداعات منتخبهم وهو يصنع التاريخ. من المؤكد أن كلا المجموعتين من المشجعين سيصنعنان أجواءً تليق بهذه المناسبة، حيث تستعد كأس آسيا 2023 في قطر لليلة أخيرة من الدراما.

هل يستطيع عفيف أن يظفر بصدارة الهدافين؟

في سلسلة انتصارات قطر الرائعة على امتداد سبع مباريات في طريقها للفوز بأول لقب لكأس آسيا في عام 2019، ساعد أكرم عفيف في صناعة 10 أهداف وهو رقم قياسي، وهو أكثر من نصف إجمالي رصيد فريقه من الأهداف، في حملة فردية رائعة. والآن بعد مرور خمس سنوات، لا يزال أداء مهاجم نادي السد بنفس الجودة حيث قاد “العنابي” إلى نهائي آخر.

هذه المرة، بالإضافة إلى ثلاث تمريرات حاسمة أخرى، أصبح عفيف أيضاً الرجل الرئيسي أمام المرمى في قطر، حيث سجل ثلاثة من أهدافهم الخمسة في دور المجموعات، وهدف الفوز في دور الـ16 أمام فلسطين، ثم هدف رائع في الفوز بمباراة قبل النهائي ضد إيران، مما يعني أنه يدخل إلى النهائي ولديه فرصة حقيقية في خطف صدارة الهدافين.

ويتصدر العراقي أيمن حسين الترتيب حالياً بستة أهداف، فيما يحتل عفيف المركز الثاني برصيد خمسة أهداف. في حين أن الجوائز الفردية قد لا تكون في صدارة اهتمامات عفيف، إلا أن أدائه حتى الآن يعني أنه يمتلك فرصة في المنافسة على هذه الجوائز.

هل يتألق التعمري على المسرح الأكبر؟

أحد نجوم البطولة حتى الآن، حيث ساهم أداء موسى التعمري في قطر إلى تحويله إلى واحد من أكثر اللاعبين الذين يتم الحديث عنهم في القارة. وقد قدم اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً أفضل أداء له حتى الآن في الدور قبل النهائي عندما صنع الهدف الأول للأردن بتمريرة متقنة قبل أن يسجل الهدف الثاني بشكل رائع ليقود الأردنيون لإقصاء كوريا.

استمتع التعمري بصعود مطّرد على مر السنين، حيث أصبح أحد اللاعبين القلائل من وطنه الذين انتقلوا إلى أوروبا عندما انضم إلى أبويل في قبرص في عام 2018. وقد أدى الأداء الرائع هناك إلى خطف انتباه نادي أوه لوفين البلجيكي قبل أن ينضم إلى مونبلييه الفرنسي في منتصف عام 2023، وأصبح بالفعل لاعباً أساسياً في الفريق الأول في أحد أكبر الدوريات الأوروبية.

مثل بقية زملائه في منتخب الأردن، يقف المهاجم الآن على أعتاب إكمال صعود ملحوظ إلى الصدارة في كرة القدم الآسيوية وتحقيق إنجاز لم يكن يعتقده سوى القليل من الناس ممكناً قبل بضعة أسابيع فقط. وبينما ستتطلع قطر إلى عفيف كمصدر إلهام، فإن منتخب الأردن يمتلك تعويذة خاصة به من خلال التعمري، الذي يتطلع إلى تقديم الأفضل في أكبر مباراة في مسيرته.

هل تستطيع قطر اختراق خط الدفاع الأردني؟

image content

منذ أن وضع أيمن حسين منتخب العراق في المقدمة بنتيجة 2-1 أمام الأردن بعد 76 دقيقة من مباراة دور الـ16، لم يستقبل مرمى فريق المدرب حسين عموتة أي هدف آخر في ما يزيد عن 200 دقيقة من اللعب، مع احتساب الوقت المحتسب بدل الضائع. حيث لم تتمكن طاجيكستان ولا كوريا من إيجاد طريق المرمى أمامهم.

وحافظ المنتخب الأردني على نظافة شباكه في مباراتي ربع النهائي وقبل النهائي، ليسير بثقة إلى المباراة النهائية. فقط أستراليا كانت الفريق الوحيد من ضمن المشاركين في الأدوار الإقصائية الذي أنهى مباراة دون دخول أي هدف في مرماه عندما تغلب على إندونيسيا 4-0 في دور الـ16. وفي المجموع حافظ المنتخب الأردني على نظافة شباكه في ثلاث مباريات بالبطولة، وهو الأمر الذي لم تفعله سوى أستراليا وتايلاند إلى جانب قطر.

أمام كوريا، استحوذ المنتخب الأردني على الكرة بنسبة 30% فقط، لكنه نجح في تطبيق الدفاع المركّب أمام اللاعب المستحوذ على الكرة، لتقتصر محاولات لاعبي كوريا في سبع تسديدات فقط، لم تكن من بينها أي تسديدة مباشرة على المرمى (بين الخشبات الثلاث). ثم نفذوا الهجمات السريعة التي أجبرت الدفاع الكوري على محاولة مطاردتهم، حيث كانت خطة المباراة مثالية للأردن. وإذا أرادت قطر الدفاع عن لقبها، فسوف تحتاج إلى اختراق خط الدفاع الأردني الصلب الذي تطوّر بشكل ملحوظ مع تقدم البطولة.

اللقب الثاني أو أبطال جدد؟

عندما تغلبت قطر على إيران لتتأهل إلى المباراة النهائية، عادلت إنجاز أستراليا بالوصول إلى النهائيين مرتين متتاليتين في عامي 2011 و2015. ومع ذلك، فاز المنتخب الأسترالي بواحدة فقط من تلك البطولات، وكان آخر فريق يفوز باللقب في نسختين متتاليتين هو اليابان عندما رفعت لقبي 2000 و2004، وقبل ذلك كانت السعودية وإيران وجمهورية كوريا هي المنتخبات الأخرى التي حققت لقبين على التوالي.

في المقابل، ضمن فوز الأردن على كوريا أن يصبح الفريق رقم 11 الذي يصل إلى النهائي منذ اعتماد نظام الأدوار الإقصائية في عام 1972، ونجحت خمس دول أخرى ظهرت في النهائي للمرة الأولى في رفع الكأس: إيران (1972)، السعودية (1984)، اليابان (1992)، العراق (2007)، قطر (2019).

وبغض النظر عمن سيحقق الفوز يوم السبت فإن المزيد من التاريخ سيصنع. إذا نجح منتخب قطر في تحقيق اللقب الثاني على التوالي، فإنه سيصبح الفريق الخامس فقط الذي يفوز باللقب في أكثر من مناسبة، وسيكون من ضمن أعظم المنتخبات في تاريخ البطولة. أما إذا كان الفوز من نصيب الأردن فسوف يصبح الفائز العاشر بلقب كأس آسيا بعد مسيرة مظفرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى