شابوه الأدعم

كتب: ترياء البنا

أسدل الستار الليلة على حلم آخر عاشته جماهير كرة القدم العربية والآسيوية، بذكريات لا تقل عن ذكريات أجمل نسخ مونديال كأس العالم، ولا نملك كجمهور عربي إلا أن نقول: شابوه قطر ومع الشكر.

انتهى اليوم مشوار منافسات كأس آسيا وبأجمل نهاية، فبعد إبهار تنظيمي تأكد الجميع أنهم سيعايشونه قبل انطلاق البطولة عطفا على ذكريات النسخة الاستثنائية لكأس العالم، نجح العنابي على المستوى الفني في إسعاد جماهيره التي زحفت خلفه منذ بداية المنافسات بشكل مخيف وحتى الختام، والشكر أيضا لمنتخب عربي آخر هو الأردن، والذين تألقوا منذ البداية وكانوا بلا شك الحصان الأسود للبطولة، ونجحوا في تحقيق إنجاز تاريخي للنشامى بالتأهل إلى النهائي، مع خامس مشاركاته بالبطولة القارية ، وكان خصما عنيدا أمام أشرس المنافسين، ما دفع لاعبي الأدعم، اليوم إلى وضع عصارة خبراتهم في تصفيات أوروبا، والكأس الذهبية، والمونديال لخطف اللقب القاري أمامه، فهم عرفوا من أين تؤكل الكتف، وأصبح لديهم من القدرات ما يجعلهم يكسبون المواجهات الصعبة، وقبل نهائي اليوم كان هناك اللقاء الأصعب- من وجهة نظري- أمام منتخب إيران في قبل النهائي.

إن نجاح الدوحة المتوقع بالكأس الآسيوية، بعد نسخة المونديال مع كل ما منحته لجميع من حضر إلى قطر، جعل الجميع هنا سعيدا بتحقيق إنجاز اللقب للمرة الثانية تواليا، خاصة وأن العنابي قدم حلال البطولة أداء جيدا مع الدورين الأول والثاني، ثم كشر عن أنيابه وحارب بشراسة من أجل الاحتفاظ باللقب، فحصل النجم أكرم عفيف على لقب الهداف، وأفضل لاعب بالبطولة، وحصل مشعل برشم على لقب أفضل حارس، وحصل الفريق على جائزة اللعب النظيف، وكل ذلك يعكس نسبة التركيز الكبيرة للعنابي من أجل إسعاد الجماهير، ليس فقط القطرية، وإنما العربية.

ومما لا يدع مجالا للشك، أن فرحة الجمهور العربي بقطر أمر بديهي، بعد أن أصبحت الدوحة الوجه الأجمل للمنطقة العربية والشرق الأوسط، وفخر كل العرب، ولم لا وهي من أتت بالعالم إلينا، وليس فقط كذلك بل انتزعت من العالم كله( مواليه ومعارضه)،احتراما وتقديرا لم تحظ به أية دولة على مستوى العالم نظمت إحدى نسخ المونديال.

ومع كل ما قدمته قطر خلال كأس العرب، كأس العالم، وكأس آسيا، أصبحنا نترقب استضافتها للأولمبياد، وهو شيء متوقع، لأن مجرد استضافة قطر لأي حدث رياضي هي شهادة توثيق مسبقة بنجاح هذا الحدث.

ختاما… شابوه قطر ومع كل الشكر، شابوه نجوم العنابي الذين أسعدونا في ليلة هطلت بها أمطار الخير وكأنها تعلن فرحة السماء بهذا النجاح، لأنكم اقتنصتم لقبا استحقته قطر وشعبها والجماهير العربية، ليكمل اللوحة الفنية التي رسمتها الدوحة والتي أصبحت بلا منازع عاصمة الرياضة العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى