الحسين عموتة.. من هو صاحب الإنجاز التاريخي للنشامى بكأس آسيا؟

تقرير- ترياء البنا

أحد أبرز المدربين الذين يصنعون الإنجازات بأقل الإمكانيات، يستطيع العمل والنجاح تحت الضغط، فأطلق عليه عاشق الضغط، حقق عديد الألقاب على المستويين المحلي والدولي، وأهمها، دوري أبطال أفريقيا مع الوداد، الكونفيدرالية مع الفتح الرباطي، كأس أفريقيا للمحليين( الشباب)2020، وأخيرا وصافة كأس آسيا مع منتخب الأردن للمرة الأولى في تاربخه.

إنه الحسين عموتة الذي ولد 24 أكتوبر 1969، مارس الكرة في شوارع الحي الذي كان يقيم فيه، شارك لأول مرة بالثانوية في بطولة مدرسية أقيمت عام 1981 بأكادير، ولكن مسيرته الرسمية بدأت عام 1988، كلاعب وسط في فريق الاتحاد الزموري للخميسات، وأظهر مستويات أهلته لينتقل عام 1990 إلى صفوف نادي الفتح الرباطي في تجربة امتدت 6 سنوات، أسهم خلالها في الفوز ببطولة الدوري المغربي عامي 1993 و1994، ونال أيضا لقب هداف البطولة.

انتقل من الدوري المغربي في أول تجربة احترافية، إلى نادي الرياض السعودي لموسم واحد فقط، ثم انتقل إلى السد القطري عام 1997، وتوج معه بالدوري ولقب الهداف، بالإضافة إلى كأس الأمير وكأس ولي العهد في موسمه الثاني.

وبعد 4 سنوات، انتقل في تجربة جديدة إلى الدوري الإماراتي مع نادي الشارقة، قبل أن يعود للسد القطري مرة أخرى عام 2002، على سبيل الإعارة، ثم عاد إلى ناديه الأصلي بمدينة الخميسات في 2003، حيث ختم مشوار اللعب.

على المستوى الدولي، ظهر عموتة مع المنتخب المغربي في 5 مناسبات فقط، بين 1991 و1994، سجل خلالها هدفا واحدا، وكان أول ظهور له في الثاني من سبتمبر 1990 خلال تصفيات كأس الأمم الأفريقية لعام 1992، في المباراة التي انتهت بانتصار المغرب على موريتانيا 4/0، خاض وديتين مع أسود الأطلس، ومباراة واحدة ضمن تصفيات كأس الأمم الأفريقية لسنة 1994، وكان جزءا من المنتخب لأقل من 23 سنة في الألعاب الأولمبية التي أقيمت في برشلونة 1992، ولعب في المباراة الثانية ضد السويد.

وعموتة أحد 4 مدربين مغاربة تولوا تدريب أسود الأطلس في المباريات الـ3 الأخيرة من تصفيات كأسي العالم وأمم أفريقيا عام 2010، خلفًا للفرنسي “روجي لومير”.

عين مدربا للمنتخب المحلي لأقل من 23 سنة في ديسمبر 2019، وحقّق معه بطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين بـ15 هدفا عام 2020، كما قاده في كأس العرب عام 2021، وتوقفت المسيرة آنذاك في ربع النهائي، وغادر عموتة المنتخب المحلي عام 2022، رغم أنه كان مقررا أن يشارك به في كأس أفريقيا للمحليين، وكذلك في نسخة خاصة من كأس أفريقيا المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية 2024، وبقي حلم تدريب المنتخب الأول مؤجلا إلى وقت آخر، بعد أن اعتذر عموتة كما صرّح عن المهمة في مونديال قطر 2022، لأنه لم يكن جاهزا لرهان من هذا الحجم.

درب عموتة أندية لعب في صفوفها، ووقع على حضور جيد وحصد الألقاب. فقد بدأ بتدريب ناديه اتحاد الخميسات للناشئين سنة 2003، ثم أصبح مدربا لفريق الكبار موسم 2007-2008، وحقق معه وصافة الدوري المغربي، مما أهله للمشاركة في دوري أبطال أفريقيا لأول مرة في تاريخه، ثم رحل صانع مجد الخميسات بعد 3 مواسم ناجحة، لتتدهور نتائجه بعدها ويهبط إلى الدرجة الثالثة (دوري الهواة) حتى 2024.

وبين 2008 و2011، عمل مدربا لنادي الفتح الرباطي وأعاده إلى دائرة الألقاب، إذ قاده إلى نهائي كأس العرش، ثم نجح في التتويج بأولى بطولاته محليا، وعلى الصعيد الأفريقي حقق لقب كأس الاتحاد الأفريقي(الكونفيدرالية)، وكان ثاني مدرب مغربي يتوج بهذا اللقب.

وتكررت القصة في أول تجربة تدريبية خاضها في الدوري القطري، الذي عرف جيدا ملاعبه ومنافساته وأجواءه باعتباره لاعبا سابقا به، وأصبح في 2011 المدير الرياضي للسد القطري، قبل أن يعين بديلا للمدرب خورخي فوساتي في 2012، ونجح في تتويج “الزعيم” بلقب دوري نجوم قطر بعد غياب 5 سنوات، إضافة إلى لقب كأس أمير دولة قطر وكأس السوبر القطري.

تعاقد مع نادي الوداد الرياضي في يناير 2017 لمدة موسم ونصف، وكان أول فريق يدربه دون أن يلعب في صفوفه، حيث حقق معه لقب الدوري المغربي، وحجز بطاقة التأهل إلى كأس العالم للأندية، بعد أن توج بدوري أبطال أفريقيا الذي غاب عن خزانته ربع قرن، وكان أول مدرب مغربي يحقق هذا الإنجاز، إذ إن جميع الألقاب القارية التي توّجت بها الفرق المغربية كانت عبر مدربين أجانب.

عين مدربا مرة أخرى للوداد خلفا لوليد الركراكي في 18 أغسطس 2022، وانتهت فترة تدريبه بداية ديسمبر من العام نفسه، بإقالته بعد أن سافر إلى قطر ضيفا مدعوا لتحليل مباريات المونديال، وخلال الفترة بين مايو ويونيو 2023، قاد نادي الجيش الملكي باعتباره مشرفا فنيا في المباريات الـ5 المتبقية من الدوري، واستطاع أن يحقق معه لقب الدوري المغربي بعد غياب 15 عاما.

عطفا على خبرته الكبيرة وكونه قناصا للألقاب في مسيرة تمتد لما يقارب 35 عاما لاعبا ومدربا للأندية ومنتخبات الفئات العمرية والمحليين، تعاقد معه الاتحاد الأردني ليبدأ مشواره في تدريب منتخب “النشامى” الأول، وأعلن في 27 يونيو 2023، تعاقده مع المدرب المغربي، لقيادة المنتخب 3 سنوات في الاستحقاقات القارية والدولية، وفي مقدمتها تصفيات كأس العالم 2026، ونهائيات كأس آسيا 2024 في قطر.

وبعد 6 أشهر فقط من تولي عموتة -وهو المدرب رقم 36- قيادة منتخب الأردن، ظهرت كتيبته بشكل آخر عن المواجهات الودية، وتمكن من قلب كل التوقعات، فخلال 3 أسابيع وصل برفاق موسى التعمري إلى النهائي لأول مرة في تاريخ مشاركاتهم، عقب تجاوز كوريا الجنوبية بهدفين نظيفين في نصف النهائي، هز لاعبوه شباك الخصوم 12 مرة في ست مباريات، محققا بذلك المشوار المميز في تاريخ مشاركات الأردن الـ4 السابقة، التي لم يتخط بها العداد الهجومي حاجز 5 أهداف، وكان قبل ذلك، سحق ماليزيا برباعية نظيفة في أولى مباريات دور المجموعات، كما كان على بعد ثوان قليلة من الفوز على كوريا الجنوبية قبل أن تدرك التعادل بهدف عكسي 2-2، ثم خسر أمام البحرين 0/1.

وفي ثمن النهائي أمام العراق، سجل هدفين في الثواني الأخيرة ليقلب تأخره إلى فوز صعب وتاريخي (3-2)، وفي ربع النهائي الثالث للأردن في آسيا بعد 2004 و2011 مع المصري الجوهري والعراقي عدنان حمد، مضى عموتة لانتصار جديد على طاجيكستان بهدف دون رد، وتأهل لدور الـ4 للمرة الأولى في تاريخه، ثم تخطى كوريا الجنوبية في قبل النهائي بهدفين نظيفين، قبل أن يخسر رهان اللقب أمام قطر 1/3، ولكنه كسب احترام وإشادة كل من تابع بطولة كأس آسيا، قطر 2023.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى