عفوا.. الأرقام لا تكذب!

كتبت- ترياء البنا

النتائج هي اللغة الرسمية لترجمة المعطيات، معادلة يدركها الجميع، وفي جميع المجالات، وفيما عدا ذلك لا يعدو مجرد مهاترات لا قيمة لها ولا مردود منها، وخير مثال على ذلك؛ ما تشهده الكرة القطرية والرياضة القطرية بشكل عام.

نجحت قطر في اقتناص لقب آسيا للمرة الثانية تواليا، والثانية في تاريخها، ولم يكن ذلك سوى جني لثمار عمل بدأ منذ 20 عاما، مع وضع حجر الأساس لأهم عناصر المنظومة الكروية بإنشاء أكاديمية أسباير التي أفرزت نجوما زرعت فيهم الشغف والتعطش لحصد البطولات وتحقيق الإنجازات، بالطبع هذا إلى جانب التطور الاستثنائي الذي شهدته البنية الأساسية ووصل إلى أقصى طموح باستضافة مونديال كأس العالم.

إن حصول المنتخب القطري على لقب بطل آسيا للمرة الثانية وسط عتاولة القارة، خير دليل على أن الحصاد على قدر العمل، لأنه وباسترجاع بسيط للذاكرة، نجد أن العنابي لم يخسر أية مباراة خلال نسختي 2019 بالإمارات( رغم كل الظروف المحيطة به)، و2023 بالدوحة، حيث حقق خلال النسختين العلامة الكاملة بدور المجموعات، مع أفضلية في النسخة الماضية التي أنهى دورها الأول بتسع نقاط مع تسع أهداف( أقوى خط هجوم)، وشباك نظيفة، وثاني سوبر هاتريك في تاربخ البطولة باسم المعز علي( حيث أحرز 4 أهداف خلال 51 دقيقة أمام كوريا الشمالية، فيما الأول علي دائي صاحب الأهداف الأربعة أمام كوريا الجنوبية خلال 23 دقيقة 1996).

كما نجح المنتخب القطري خلال النسختين أيضا في الفوز على أبطال سابقين للبطولة، وعلى رأسهم منتخب اليابان(صاحب الأربعة ألقاب) في نهائي 2019 والذي كان قد وصل قبلها إلى الدور الثاني بنهائيات كأس العالم روسيا 2018، وإيران( صاحب الألقاب الثلاثة) في قبل نهائي 2023، أضف إليهما السعودية والعراق وكوريا الجنوبية في نسخة الإمارات، وهو المنتخب الذي لم يكن تجاوز دور المجموعات بأمم آسيا سوى مرتين 2000، 2011.

إن سر الصعود المتسارع للكرة القطرية هو استراتيجية التطوير التي وضعتها الدولة بعد البطولة الآسيوية 2011، بالاعتماد على مخرجات أسباير لأن القاعدة القوية للناشئين هي البذرة الأولى لبناء منتخب أول قوي، لذا حقق منتخب تحت 19 سنة بطولة آسيا في 2014، وصعد لكأس العالم للشباب 2015، وحقق برونزية أمم آسيا تحت 23 سنة.

ختاما.. الأرقام والإنجازات هي التي تتحدث عن العمل، أما الكلام فلا جدوى له، وفوز العنابي بجميع لقاءاته في نسختين متتاليتين من كأس آسيا ليس من قبيل الصدفة أو الحظ، لقد أنجزت قطر لأنها امتلكت الطموح وسخرت جميع الإمكانيات لتحقيقه، متجاوزة كل العراقيل، ولم تنجح فقط في وضع اسمها على خارطة كرة القدم، بل أصبحت عاصمة الرياضة العالمية، والقبلة الأنجع لتنظيم أي حدث رياضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى