
(د ب أ)- توووفه
فيما أعرب السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن أمله في ألا يتأثر القرار بالجوانب السياسية، يرى كثيرون من المتابعين للصراع على حق استضافة بطولة كأس العالم 2026 أن الجانبين السياسي والمالي قد يلعبان دورا بارزا في حسم القرار.
وتحسم الجمعية العمومية (كونجرس) للفيفا في اجتماعها الـ68 المقرر غدا الأربعاء في العاصمة الروسية موسكو مصير النسخة الثالثة والعشرين من بطولات كأس العالم.
ويتنافس ملفان فقط على حق استضافة نسخة 2026 من بطولات كأس العالم ؛ أحدهما هو الملف المقدم من المغرب، والثاني هو ملف التنظيم المشترك بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وتصب الترشيحات بشكل كبير في صالح ملف التنظيم المشترك خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لدعم هذا الملف وإن احتوت تصريحاته على بعض التهديدات.
وقال ترمب ، في تغريدة على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت ، فيأبريل الماضي : “الولايات المتحدة قدمت ملفا قويا بالاشتراك مع كندا والمكسيك لطلب استضافة مونديال 2026 . سيكون من المخزي أن تتكتل الدول، التي نساندها دائما، ضد الملف الأمريكي. لماذا يتعين علينا دعم هذه الدول طالما أنها لا تدعمنا (بما في هذا الدعم في الأمم المتحدة) ؟ “.
ولم يتضح بعد ما إذا كان بعض أعضاء كونجرس الفيفا سيرضخون لهذه التصريحات بعد التشاور مع حكومات بلدانهم.
كما لم يتضح ما إذا كان البعض في كونجرس الفيفا سيصوت لصالح الملف المغربي اعتراضا على تهديدات ترمب.
وكان ملف التنظيم الثلاثي المشترك حصل على درجات أعلى في تقرير التقييم الذي أعدته قوة المهام (تاسك فورس) المكلفة بتقييم إمكانيات ومزايا ونقاط ضعف كل من الملفين.
كما تعهد الملف الثلاثي بعائدات مالية للبطولة أكبر مما تعهد به الملف المغربي.
وأعرب إنفانتينو عن أمله في ألا يتأثر القرار كثيرا بالناحية السياسية وأن يتخذ كونجرس الفيفا “القرار الصائب لصالح كرة القدم”.
وبذل مسؤولو كل من الملفين جهودا هائلة اليوم الثلاثاء لإقناع مندوبي الاتحادات الأعضاء في كونجرس الفيفا، ومن بين هذه الجهود ذلك الاجتماع مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) في أحد فنادق موسكو حيث يشارك أسطورة كرة القدم البرازيلي روبرتو كارلوس ضمن حملة الدعاية للملف المغربي.
وطبقا لعضو رفيع المستوى في الفيفا، رفض ذكر اسمه ، ضمن الملف المغربي نحو 45 صوتا من 53 صوتا في أفريقيا إضافة لنحو 25 صوتا من آسيا والعديد من الأصوات في أوروبا.
وفي المقابل ، سيدعم اتحادا كونميبول (أمريكا الجنوبية) وكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) الملف الثلاثي. فيما لم يتضح بعد اتجاه أصوات أعضاء اتحاد أوقيانوسيا في هذا الاقتراع الذي يشهد تصويت 206 اتحادات أعضاء بالفيفا مع استبعاد تصويت الاتحادات الأربعة المشاركة في الملفين (المغرب والولايات المتحدة والمكسيك وكندا) فيما تتردد أنباء عن عدم حضور اتحاد كوسوفو.
وفي أوروبا ، أكدت فرنسا بالفعل أنها ستصوت لصالح الملف المغربي فيما أرجأ الاتحاد الألماني قراره لما بعد مشاهدة الاستعراض المقرر لكل من الملفين.
وفيما يتعلق بتقييم إمكانيات الملفين ، يصب الأمر في صالح الملف الثلاثي الذي حصل على 0ر4 درجات من 0ر5 درجات في تقييم قوة المهام (تاسك فورس) فيما بلغ تقييم الملف المغربي 7ر2 درجة في ظل حجم المخاطر الكبير التي تهدد ثلاث من مواقع الاستضافة إضافة للمشاكل الخاصة بتوفير أماكن الإقامة ووسائل الانتقالات.
كما تعهد القائمون على الملف الثلاثي بأن تبلغ عائدات البطولة 3ر14 مليار دولار مقارنة بالتعهدات المغربية التي حددت نصف هذا المبلغ فقط.
وتمثل العائدات المالية الضخمة حافزا كبيرا لإنفانتينو والفيفا الذي لا يزال يعاني من الناحية المالية في أعقاب قضايا الفساد التي ضربت الفيفا في السنوات الماضية.
ويعتمد إنفانتينو والفيفا على كأس العالم فقط كمصدر رئيسي للدخل.
وقال راينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم إن الملف الثلاثي يهتم بشكل كبير “بالمنظور الاقتصادي الأعظم لدى الفيفا” لكنه أكد أيضا أن “الميزة الكبرى للملف الثلاثي في مجال الاستدامة هو امتلاكه جميع الملاعب والبنية الأساسية اللازمة للاستضافة”.
وإذا كان التصويت غدا لصالح الملف الثلاثي ، ستصبح المكسيك أول دولة تستضيف فعاليات ثلاث نسخ مختلفة من المونديال حيث سبق للمكسيك استضافة مونديال 1970 و1986 كما استضافت الولايات المتحدة مونديال 1994 فيما لم يحالف الحظ المغرب في أربع محاولات سابقة للفوز بحق استضافة المونديال.