قطار الإمبراطور السريع

كتبت- ترياء البنا

مع فوز السيب ليلة الأمس بمواجهة نادي عمان بالجولة الرابعة عشر لدوري عمانتل، أستطيع أن أجزم أن قطار الإمبراطور السريع من الصعب أن يتوقف أو يتعرقل قبل المحطة الأخيرة، التي يستطيع أن يصلها بأمان تام معيدا إلى معقله درع الدوري التي لم تغب طويلا.

المؤشرات والإحصائيات والنتائج والأداء الفني، كلها تصب في مصلحة الفريق الذي لم يتذوق طعم الخسارة منذ انطلاق الموسم، حاصدا حتى الآن 38 نقطة من 14 مباراة( 12 فوزا وتعادلان)، وبفارق 9 نقاط عن النهضة الوصيف وبطل النسخة الماضية، والذي يمكن أن نقول إن تشتته باللعب على أكثر من جبهة كان له الأثر الكبير في تعثره في مسابقة الدوري، ومنح السيب الفرصة لمواصلة التقدم بثبات نحو اللقب، في تبديل للأدوار بين الناديين خلال الموسمين الماضي والحالي، وهو الأمر الذي يؤكد عدم امتلاك أي ناد عماني لأدوات المنافسة على أكثر من مسابقة.

ورغم تعثر الراقي خلال مباريات الدوري، فلا يمكن أن نطمسه حقه في أنه نجح في إخراج الإمبراطور من مسابقة الكأس بعد لقاءين ماراثونيين، فاز النهضة بنتيجتهما مبكرا منذ لقاء الذهاب في مجمع بوشر على ملعب السيب ووسط جمهوره، إلا أنه لا يمكن بأية حال من الأحوال أن نغفل الموسم الكبير الذي يقدمه الإمبراطور على مستوى الأداء الرائع (بفضل نجومه الدوليين)، والنتائج التي ارتقت إلى المنافسة على نظافة الشباك( تلقت شباكه 4 أهداف فقط) وعدد حالات الفوز، وهو التحدي الذي بدا واضحا على اللاعبين ورغبتهم الكبيرة في حصد النقاط الثلاث خلال جميع المباريات.

إن مباراة خلال الموسم الحالي طرفها السيب، تعني وجبة كروية دسمة، والاستمتاع بفنيات أرشد العلوي الذي تألق أمس أمام نادي عمان الذي لم يكن ندا سهلا أبدا، فقد نجح في خطف هدف التعديل بعد طرد مدافعه بدقائق معدودة، وقدم أرشد واحدة من أفضل مبارياته، من وجهة نظري الشخصية، وكذلك علي البوسعيدي الذي استعاد بريقه بعد رحيل برانكو على ما يبدو، وبقية لاعبي المنتخب الأول.

أخيرا.. السيب يقدم موسما استثنائيا حتى الآن وما يميزه خلال تلك الفترة إلى جانب خبرات لاعبيه الذين يعدون الأفضل بسلطنة عمان، أن لديه مدربا لا يقتنع بمقولة اللاعب البديل، ففييرا يعتمد على الجميع والجميع أساسيون يستخدمهم وفق رؤيته لسير المباراة، وهو ما يجعل السيب لا يتأثر بغياب أي عنصر مهما كانت قيمته، أضف إلى ذلك العنصر الأهم والأبرز والأوضح، الاستقرار الإداري، لذا أرى أنه يمتلك كل عناصر استعادة درع الدوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى