النهضة وتحدي الموسم!

كتبت- ترياء البنا

يخوض نادي النهضة مساء اليوم مواجهة من العيار الثقيل، أمام العهد اللبناني الذي يقوده المدرب السوري رأفت محمد، الخبير بخبايا الكرة العمانية، والذي يعرف جيدا نقاط قوة وضعف النهضة، ولا أدل على ذلك من أنه منذ إجراء أول قرعة ووقوع العهد مع النهضة في ذات المجموعة، طلب أن يكون ملعبه في البطولة بالعراق، حيث إنه لا يلعب في لبنان، وهو ما يؤكد تخوفه من النهضة صاحب ثنائية الموسم الماضي، الذي يعج بالنجوم الدوليين.

أتذكر جيدا أنه خلال المؤتمر الصحفي السابق لمباراة الإياب بين الفريقين في دور المجموعات، وكان العهد حقق الفوز في لقاء الذهاب بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر 2/1، أكد مدرب العهد أن اللقاء لن يكون سهلا، لأن النهضة استعاد نجومه الذين غابوا عن المواجهة الأولى وأصبح مكتمل الصفوف، ولم يخبئ أنه كان يتمنى تلافي اللعب بسلطنة عمان، على أرض النهضة ووسط جماهيره، ولكن الأمر في النهاية يرجع لما تراه إدارة النادي، وصدق حدسه وحسم النهضة المباراة خلال 45 دقيقة، وفاز 2/1.

لا شك أن النهضة فنيا يتفوق على العهد، ولكن الفروقات ليست كبيرة، لأن الفريق اللبناني لم يفرط في التأهل رغم كل الصعوبات والمعوقات التي اعترضت طريقه، سواء في دور المجموعات أو الأدوار الإقصائية، فالفريق يتميز بالانسجام وتوفر العناصر ذات الخبرات الكبيرة، ويسعى بكل ما أوتي من قوة لتحقيق إنجاز 2019، لذلك اجتهد في حرمان النهضة من مزية خوض مواجهتي نهائي الغرب على أرضه وبين جماهيره المتعطشة للقب الآسيوي.

وعلى الجانب الأول، النهضة يمتلك الطموح الكبير، ليس فقط لجماهير النادي، ولكن للجماهير العمانية قاطبة، بتحقيق اللقب الثاني تواليا لعمان بكأس الاتحاد الآسيوي، ويصب تركيزه بشكل قوي على حصد اللقب الآسيوي، لذا فقد دفع الثمن غاليا في سباق المنافسة على درع دوري عمانتل، وخسر لقب السوبر المحلي لصالح السيب، كما أنه يمتلك كل مقومات القوز سواء في لقاءي نصف النهائي أو النهائي، من إدارة مستقرة تبذل الغالي والنفيس من أجل تذليل أية عقبات تواجه الفريق، وجهاز فني بقيادة المدرب الوطني الكبير حمد العزاني، الذي نجح في إعادة النهضة للواجهة وحصد البطولات.

مباراة اليوم بالطبع ليست حاسمة في تسمية الطرف الذي سيمثل منطقة الغرب في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، ولكن النتيجة الإيجابية للنهضة اليوم قد تكون بنسبة كبيرة عاملا مهما في زيادة ثقة لاعبيه في أنفسهم ومنحهم أريحية كبيرة في لقاء العودة، وعلى الجانب الآخر وضع لاعبي العهد تحت الضغط، وخطف بطاقة التأهل للنهائي، ولكن رغم ذلك، يظل تجنب الخسارة هو الخيار الأول لحمد العزاني، لتجنب أية مفاجآت غير سارة على أرضنا في مواجهة العودة، وتحت أي ظروف، أرى أن النهضة قادر على تحقيق الهدف خارج الديار وحسم التأهل سواء مبكرا أو من مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وحصد لقب يضع الكرة العمانية في المشهد القاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى