لقاء الجريحين!

كتبت- ترياء البنا

مباراة تاريخية لنسخة موسم 2023/2024، من نهائي كأس جلالة السلطان المعظم الـ52، تقام للمرة الأولى بمجمع خصب الرياضي بمسندم، وتجمع الجريحين؛ النهضة، الراقي الذي خسر فرصة التأهل إلى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، بعدما غامر بموقعه في المنافسة على لقب دوري عمانتل من أجل اللقب الآسيوي، والطرف الآخر ظفار، الزعيم الذي يعاني الأمرين، وأصبح- في مشهد غير معتاد- مهددا بالهبوط من دوري الكبار إلى دوري الدرجة الأولى( تمكين).

ورغم أن الفريقين يعانيان كثيرا، إلا أن النهضة يظل أفضل حالا من ظفار، فرغم تقلص فرص الراقي في المنافسة على لقب دوري عمانتل، خاصة بعد عدم استغلاله فرصة تعثر السيب بفقد خمس نقاط من مباراتين، حيث فرط النهضة في فرصة الفوز أمام الرستاق( الذي تصاعد نسق أدائه منذ تولى المدرب الوطني سلطان الطوقي مهمة قيادته الفنية)، وفقد نقطتين ثمينتين بالتعادل، إلا أن النهضة يحتفظ بحظوظه الأقوى في حسم لقب كأس جلالته.

وتأتي نسبة حظوظ الراقي الكبيرة بالفوز باللقب، لعدة أسباب؛ فقد وصل إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الآسيوي وقدم مشوارا يستحق عليه الاحترام، وسط ضغط المباريات التي لعبها بكافة المنافسات التي شارك بها، أضف إلى ذلك مباريات المنتخب الأول، الذي شارك بها نجومه الدوليون، كما أنه رغم ابتعاده عن لقب الدوري ( منطقيا)، إلا أنه احتفظ بمركز الوصافة، ولم يتقهقر في جدول الترتيب، كما أنه نجح في إقصاء السيب ( الأفضل هذا الموسم) من بطولة الكأس، والأهم من كل ذلك، فهو يمتلك لاعبين دوليين وأصحاب خبرات كبيرة وسبق لهم تحقيق البطولات.

على الجانب الآخر، يعيش زعيم الكرة العمانية، والأكثر تحقيقا للألقاب، أسوأ فتراته، فبعد حرمانه من القيد، لم يجد مخرجا أمامه سوى الاعتماد على مخرجات النادي من الشباب، وهم رغم موهبتهم الجلية، يحتاجون إلى مزيد من الخبرات، فرغم أنهم قدموا مباريات جيدة إلا أنهم خسروها بتفاصيل الخبرة، ولعل أهم تلك المواجهات مباراة السيب في مجمع السعادة، وبعد خسارة النقاط بشكل متتال، بدا اللاعبون وكأنهم في حالة استسلام للواقع، وهذا ما وضح خلال ديربي النصر والخسارة برباعية، تبعتها الخسارة بثلاثية أمام نادي عمان، وأصبح الزعيم بحاجة إلى معجزة من أجل البقاء في دوري الكبار.

أخيرا.. مواجهة نهائي الكأس التاريخية في العاشر من مايو، تجمع فريقين كبيرين، يعيش كلاهما فترة ليست بالجيدة، سيخوض المدرب الوطني الكبير صاحب الإنجازات حمد العزاني اللقاء بهدف وحيد وهو حصد لقب غال، هو الأوحد أمامه خلال هذا الموسم، يصالح به جماهير الراقي الحزينة على ضياع اللقب الآسيوي، ولقب الدوري، خاصة وأنه يتمتع باستقرار إداري وفني ويمتلك كوكبة من النجوم المحليين والمحترفين، فيما سيحاول نجم الكرة العمانية يونس أمان إنقاذ ما يمكن إنقاذه بتحقيق لقب للزعيم يحفظ ماء وجهه، ويكون دافعا للفوز بالجولات المتبقية من دوري عمانتل وربما تخدمه نتائج المنافسين ليبقى وسط الكبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى