الإمبراطور بطلا فوق العادة

كتبت- ترياء البنا

منذ استهلال مسابقة دوري عمانتل لهذا الموسم، ومع انطلاق صاروخ السيب بأقصى سرعة، جولة تلو الأخرى، ووسط انشغال النهضة بطل ثنائية الموسم الماضي بالمشاركة القارية، وهو كان القطب الثاني الذي أدركت قبل انطلاق البطولة، للمنافسة على اللقب، حينها توقعت انحسار اللقب بين أحد الناديين، ليس قراءة للغيب، وإنما بناء على المعطيات والاستقرار الإداري أولا، ثم الفني، ثم أهم لاعبي عمان الذين يلعبون للفريقين، لأسميه دوري النهضة والسيب.

ورغم أن الناديين لم يخيبا التوقعات، إلا أن الراقي أفسح المجال للإمبراطور مبكرا، والإمبراطور بدوره لم يكذب خبر، واستغل الفرصة الذهبية أفضل استغلال، وانطلق قطاره آكلا الأخضر واليابس بلا خسارة، إلى أن اقترب من حافة الأمان، وهنا أبى الفريق إلا أن يلعب بأعصاب جماهيره الوفية، التي لطالما كانت الأكثر زحفا خلف فريقها، مدفوعة بثقة تامة بأن اللقب الذي غادر خزائن النادي الموسم الماضي سيعود حتما هذا الموسم، وتراجع لجولتين، ولكن تبعتهما صحوة الحسم التي جاءت قبل جولتين من نهاية المنافسة، بينما كان بمقدور الفريق حسمها مبكرا لأنه منذ البداية كان مخططا لهدفه واضعا إياه نصب عينيه، لم يشغله عنه شاغل، فكان الأفضل طيلة الموسم.

وما يلفت الانتباه هو الإدارة الواعية للسيب، والتي تعمل دون ضجيج، ونجحت نجاحا منقطع النظير في أهم متطلبات تحقيق الإنجازات، وأقصد هنا التعاقدات، سواء على مستوى اللاعبين أو الأجهزة الفنية، فما يكاد يغادر لاعب قلعة الإمبراطور إلا وتستقطب الإدارة بديلا له على ذات المستوى وليس أقل، كذلك الحال بالنسبة إلى المدربين، فإذا رحل مدرب كبير يأتي مدرب أكبر منه.

إذن استقرار إداري وفني مع كوكبة من أفضل لاعبي سلطنة عمان، عوامل أساسية في تحقيق السيب للإنجاز تلو الآخر، فالسيب حصل على ألقابه الـ3 بالدوري خلال أربعة مواسم فقط، 2020/2024، والموسم الذي خسر فيه اللقب المحلي عوضه بأول لقب قاري ليس له فقط وإنما لعمان بكأس الاتحاد الآسيوي، في إنجاز تفوق فيه الإمبراطور على نفسه.

أخيرا… جاءت الجولة 20 كلمة السر لهذا الموسم، حين أعلنت السيب بطلا لدوري عمانتل قبل جولتين على نهاية موسم بدا استثنائيا لمشاركة 12 ناديا فقط به، كما أعلنت أيضا عن أول الأخبار غير السارة لجماهير الوحدة، الصاعد الهابط، ليعود أدراجه إلى دوري الدرجة الأولى، تأكيدا على أن دوري الأولى يختلف تماما عن دوري الكبار الذي يحتاج الإمكانيات الكبيرة للتشبث بالبقاء به، كما أنها الجولة التي قربت بهلاء أيضا من الهبوط بشكل كبير، بعد خسارته أمام السيب، فيما ستحدد آخر جولتين الناديين اللذين سيصحبا الوحدة إلى دوري تمكين، لتظل الإثارة في القاع حتى آخر رمق للمسابقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى