أمان ينتصر للتاريخ

كتبت- ترياء البنا

في نهائي تاريخي بمسندم الجميلة، بطله VAR، حقق زعيم الكرة العمانية لقبه المفضل، رغم الفترة الصعبة التي يعيشها ظفار والذي يحتل المركز العاشر بين 12 ناديا بدوري عمانتل، ولايزال مهددا بالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، في مشهد لم تعتده الجماهير، في ظل اعتماده على مخرجاته من الشباب الذين يتميزون بالموهبة الفطرية، كعادة ظفار التي طالما أنجبت النجوم، ولكنهم لازالوا يحتاجون مزيدا من الوقت لاكتساب الخبرات.

وبينما كانت الكفة قبل انطلاق صافرة اللقاء تصب في مصلحة النهضة، بما يمتلكه من دافع قوي للحاق بركب الألقاب، بعد خسارة نهائي الغرب بكأس الاتحاد الآسيوي، وكذلك لقبي الدوري والسوبر، خاصة وأنه يمتلك عناصر دولية لديها من الخبرات ما يرجح فرصها، إلا أنه مع بداية اللقاء بدا لاعبو ظفار الأكثر تركيزا والأفضل انتشارا في الملعب، ونجح الكابتن يونس أمان في قطع الماء والكهرباء عن نجوم الراقي بالرقابة اللصيقة وعدم إعطائهم المساحة سواء على الأرض أو المساحة الزمنية للتمرير، وتفوق لاعبو ظفار على أنفسهم في تنفيذ خطط المدرب متسلحين بروح عالية كانت قد غابت عن الفريق منذ فترة.

على الجانب الآخر، دخل النهضة اللقاء بأريحية أكبر وثقة في تحقيق الفوز، ولكنه رغم الاستحواذ، لم يتعجل التسجيل، ومع مرور الوقت زادت ثقة لاعبي ظفار في أنفسهم وبدأوا التقدم للأمام مع تركيز واضح والتزام خططي في الوسط والدفاع، لتأتي الكلمة الأولى لتقنية حكم الفيديو المساعد، باحتساب ركلة إنقاذ لظفار وضعته في المقدمة.

ومع انطلاق الشوط الثاني ورغم تقدمه، لم يتراجع ظفار للمناطق الخلفية، حتى وإن تقدم على استحياء وظل يمثل الخطورة رغم محاولات النهضة المستميتة لإدراك التعادل، ولكنه لم يكن أبدا محظوظا في إنهاء الهجمات، وتفنن لاعبوه في إهدار الفرص، ومن الضغط المتقدم نجح قاسم سعيد بخبرته في كسب ركلة جزاء ثانية ذهبت بالكأس الثانية والخمسين الاستثنائية، إلى خزائن زعيمها الذي أكد تفوقه باللقب الحادي عشر للبطولة الغالية، وأكد أنه بمن حضر، ولينجح يونس أمان في تحقيق اللقب لاعبا ومدربا، وينتصر للتاريخ الذي لطالما أكد في كل مرة أن الكأس هي البطولة المفضلة لظفار مهما كانت المعطيات، وهنا أتذكر حديث كابتن يونس أمان مع توليه قيادة الفريق، حيث قال لي بالنص: تذكري جيدا من الآن أن ظفار في نهائي كأس جلالة السلطان، وصدق توقعه وانتصر التاريخ على الواقع، ويحقق الزعيم اللقب التاريخي للكأس ليكون دافعا للوصول بالفريق إلى بر الأمان ليبقى وسط الكبار ويبدأ مرحلة تصحيح الأوضاع.

أخيرا.. نهائي الكأس كان على قدر الحدث، حيث كان كل شيء رائعا على مستوى التنظيم والنقل والاحتفالية المبهرة وكذلك المباراة، فقد قدم الفربقان مردودا جيدا وظلت الإثارة حاضرة لآخر الدقائق، ولا يسعني إلا أن أقول هارد لك للراقي هذا الموسم الذي عانده بقسوة، ومبارك لظفار وجماهيره التي استحقت الفرحة باللقب وسط ظروف صعبة يعيشها الزعيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى