لا تبخسوا الناس أشياءهم

كتبت- ترياء البنا

حسم لقبا الكأس لظفار، ودوري عمانتل للسيب، وكلاهما استحق اللقب، لا جدال في ذلك، ليتبقى لقب محلي أوحد (كأس الاتحاد العماني) شبه المحسوم واقعيا، بين السيب وبهلاء، عطفا على مركز الفريقين في دوري عمانتل وظروفهما المتضادة تماما، لينتهي الموسم الرياضي 2023/2024 الاستثنائي الذي خسرنا خلاله ناديي السويق والمصنعة، وكان فوز واحد خلاله يرتقي بفريق من ذيل الترتيب إلى مراكز المقدمة.

السيب استحق أن يعيد درع دوري عمانتل إلى خزائنه بعد موسم واحد من فقدانه لصالح النهضة، ساعده على ذلك أنه وضع اللقب هدفه الأول واشتغل عليه بكل الأدوات الممكنة، والتي كانت كفيلة بتحقيق مبتغاه، وبعد 4 جولات من انطلاق الموسم صعد السيب إلى صدارة الترتيب ولم يتراجع قيد أنملة، ما أوحى بأن الإمبراطور على الطرق الصحيح وأيقن القارئ للمسابقة أن السيب بطل هذا الموسم.

على الجانب الآخر، استحق ظفار أيضا لقب الكأس الغالية، فقد نجحت الإدارة والجهاز الفني في الفصل بين بطولتي الكأس( المفضلة للزعيم)، والدوري الذي عانى خلاله الفرق مر المعاناة ولازال في خانة حرجة وقبل جولتين من النهاية أمام الرستاق والنهضة، أصبح بحاجة إلى تعادل يضمن بقاءه ضمن أندية النخبة، فقد ركز الجهازان الفني والإداري في بث فكرة أن الكأس للزعيم في نفوس اللاعبين، وهو ما كان دافعا قويا لهم خلال أدوار البطولة، وهذا أمر يحسب للإدارة والجهاز الفني.

وبين هذا وذاك، غاب النهضة، بطل ثنائية الموسم الماضي عن منصات التتويج، ولكنه رغم ذلك لم يغب عن المشهد، بل كان حاضرا بقوة، النهضة وصل إلى نهائي الغرب بكأس الاتحاد الآسيوي، وهذا يعد إنجازا، فقد مثل الكرة العمانية تمثيلا مشرفا بالبطولة، كما أنه لم يبتعد في جدول ترتيب دوري عمانتل عن مركز الوصافة، ووصل إلى نهائي كأس جلالة السلطان المعظم، إضافة إلى خسارة لقب السوبر لصالح السيب، إذن النهضة ظل حاضرا للأمتار الأخيرة في كل المنافسات التي شارك بها، وأعتقد أن التشتت بين المسابقات المحلية والقارية، ومباريات المنتخب الأول، ساهم بشكل كبير في فقدان الفريق للمخزون البدني من أجل المواصلة، خاصة وأننا ندرك جيدا أن اللاعب العماني بلغة كرة القدم هاو وليس محترفا، كما أننا على يقين بأن صاحب بالين كذاب، فما بالك بصاحب الثلاثة؟.

أخيرا.. النهضة لم يخرج بموسم صفري، والكابتن حمد العزاني ليس مدربا مفلسا، ودعم الإدارة لم يذهب سدى، ولاعبو النهضة ليسوا سيئين، كما يردد عديد نشطاء السوشيال ميديا، والذين يقارنون بينه وبين السيب، وكأنهم قد نسوا أن السيب حين حقق كأس الاتحاد الآسيوي فقد لقبي الكأس والدوري، وفاز فقط بكأس الاتحاد العماني، وهذا أمر بديهي ومقبول، لا يدعو أبدا إلى مهاجمة اللاعبين أو التقليل من المدرب، وحتى في نهائي الكأس بالأمس كان النهضة الأكثر خطورة وخلق عديد الفرص التي كانت كفيلة بحسمه للقب، ولكن النهضة فقط جانبه التوفيق خلال هذا الموسم، والألقاب أدارت ظهرها له بتفاصيل دقيقة جدا، ولكنه يظل القطب الثاني للكرة العمانية حاليا إلى جانب السيب، فمن القسوة أن نبخسه حقه أو نقلل مما قدمه طيلة الموسم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى