روبياليس يقود اتحاد الكرة الإسباني إلى عصر جديد يعج بالمشاحنات والإضطرابات

 

(د ب أ)– توووفه

 

بعد أقل من شهرين على بداية توليه رئاسة الاتحاد الإسباني لكرة القدم، أثبت لويس روبياليس أنه صاحب شخصية حادة لا تمل من إثارة الجدل والدخول في مواجهات، كتلك التي نشبت بينه ونادي إشبيلية الإسباني بسبب مباراة بطولة كأس السوبر الإسباني.

وفجر روبياليس مفاجأة كبيرة في 17 مايو الماضي عندما فاز برئاسة الاتحاد الإسباني لكرة القدم بعد تغلبه على الحرس القديم برئاسة خوان لويس لاريا.

وأعلن آنذاك الرئيس السابق لنقابة لاعبي كرة القدم في إسبانيا أنه بصدد إدراج تغييرات على طريقة إدارة الاتحاد الإسباني لكرة القدم، ولكن ما لم يعلنه في تلك الفترة أنه سيسعى لتحقيق أهدافه تلك بقبضة حديدية.

وكان أول قرارته القوية والتي أثارت جدلا كبيرا في العالم أجمع في 13 حزيران/يونيو الماضي عندما قرر منفردا الإطاحة بالمدير الفني الأسبق للمنتخب الإسباني الأول لكرة القدم، جولين لوبيتجي، قبل يومين من انطلاق المونديال.

وشعر روبياليس بغضاضة كبيرة من قيام لوبيتيجي بالتفاوض مع ريال مديد لتولي مسؤوليته الفنية بعد المونديال، ليقرر الإطاحة به على عكس رغبة كل لاعبي المنتخب الإسباني.

وسقط المنتخب الإسباني مبكرا في المونديال الروسي، ولكن هذا لم يدفع روبياليس في أي لحظة إلى الشعور بالأسف حيال قرار الإطاحة بلوبيتيجي.

بل على النقيض استمر في اتخاذ قرارات قوية ومباغته، فبعد تقدم فيرناندو هييرو باستقالته من تدريب المنتخب الإسباني بعد أن حل في هذا المنصب بديلا للوبيتيجي خلال المونديال، قام روبياليس بالإعلان أمس الاثنين عن تعيين لويس انريكي، كما وضع خوان فرانسيسكو مولينا في منصب المدير الرياضي، وهو القرار الذي لم يتوقف عن إثارة الجدل حتى الآن.

وسبق الإعلان عن اسم المدير الفني الجديد لإسبانيا بدقائق إعلان أخر يتعلق بمقر إقامة مباراة بطولة كأس السوبر الإسبانية بين إشبيلية وبرشلونة.

ومن المقرر أن تقام هذه المباراة، إلا إذا حدث تغييرات غير متوقعة، في 12 أغسطس بمدينة طنجة المغربية.

وأثار هذا القرار غضب إدارة نادي إشبيلية بشكل كبير، حيث شعر النادي الأندلسي بأنه تعرض لضرر بالغ كونه لن يتمكن من خوض المباراة أمام جماهيره.

وبعد وقت قصير من الإعلان عن مقر إقامة المباراة، أصدر روبياليس بيانا قال فيه: “يبدو واضحا أن الاتحاد الإسباني لكرة القدم اتخذ قرارا محددا فيما يخص النسخة الحالية (من البطولة) بهدف حل مشكلات برشلونة وعدم تجاهل طلب إشبيلية في نفس الوقت”.

وارتفعت وتيرة الصراع حول هذه القضية ليلة أمس عندما عاد خوسيه كاسترو، رئيس إشبيلية، لاتهام روبياليس من خلال تصريحات له لشبكة “كادينا كوبي” الإذاعية الإسبانية بالخضوع لسطوة برشلونة، الذي ليس لديه متسع من الوقت في جدول مبارياته لكي يخوض نهائي كأس السوبر ذهابا وإيابا، مما تسبب في ضرر بالغ لناديه.

وبما أن الرئيس الجديد لاتحاد الكرة الإسباني لا يرفض أي جدل خاص أو عام، قام بالاتصال بالقناة الإذاعية وطالب بالاشتراك في الحوار على الهواء مباشرة وقام بتفنيد ادعاءات رئيس إشبيلية في حوار اتسم بنبرة صوت مرتفعة بعض الشيء.

ووصل الأمر خلال الحوار إلى أن قام روبياليس بالتهديد بالكشف عن رسائل متبادلة بين الطرفين تخص هذه القضية.

وقال روبياليس لكاسترو خلال الحوار الإذاعي أمس: “عندما يقوم أحد الأندية بإلقاء كل اللوم على الاتحاد لكي يرضي جماهيره فهذا أمر لا نراه يتسم بالجدية والصرامة”.

وعلي أي حال، يبدو جليا أن الاتحاد الإسباني لكرة القدم بات يعيش عصرا جديدا بعيدا عن الأسلوب المراوغ وغير الواضح للرئيس السابق انخيل بيار، الذي لم يكن يتحدث مع الصحافة، ولكن روبياليس أثبت في وقت قصير أنه لا يهرب من أي نقاش وأنه قادر على الدفاع عن أرائه حتى النهاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى