مصائب رونالدو لا تأتي فرادى!!

كتب- أ.د. حسني نصر

قلبي مع كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي ونجم ريال مدريد السابق. أحاطته المصائب من كل جانب، ليؤكد من جديد صدق المثل العربي الذي يقول إن “المصائب لا تأتي فرادى”.

رونالدو تعرض في الأيام الأخيرة إلى ضربات عنيفة كان أبرزها قرار إيقافه في دورى الأبطال الأوروبي لمباراة واحدة بعد واقعة طرده في لقاء فالنسيا، ثم استبعاده من قائمة المنتخب البرتغالي.

وبعد أن غادر إسبانيا غاضبا من ملاحقة الضرائب الإسبانية له بتهمة التهرب من سداد الضرائب لعدة سنوات، تطارده الآن اتهامات باغتصاب فتاة أمريكية عندما كان في سن 23 عاما، وذلك في فندق بمدينة لاس فيجاس منذ نحو عشر سنوات، قد تعجل بغيابه الدائم عن الملاعب إذا سارت الأمور في غير صالحه.

من حسن حظ رونالدو أن الإيقاف في دورى الأبطال الأوروبي كان لمباراة واحدة وانتهى بالفعل، وسيكون حاضرا في مباراة فريقه القادمة أمام ناديه القديم مانشستر يونايتد.

والإبعاد عن منتخب بلاده في مباراته القادمة أمام بولندا في دورى الأمم الأوروبية الخميس القادم والمباراة الودية مع أسكوتلندا بعدها بثلاثة أيام، يبدو مؤقتا ومرتبا، كما قيل، بينه وبين المدير الفني للمنتخب البرتغالي فيرناندو سانتوس .

لذلك فإنه يمكنه العودة لقيادة المنتخب والمشاركة في الاستحقاقات الرسمية والودية له الشهر القادم.

المصيبة الأكبر التي وقعت على رأس أفضل لاعب في العالم لخمس مرات، وقد تطيح بمستقبله هي اتهامات الاغتصاب التي وجهتها إليه شرطة لاس فيجاس، واستدعائه من أجل الإدلاء بأقواله في التهم الموجهة إليه، ومنحه 20 يوما للسفر إلى الولايات المتحدة والخضوع لتحقيقات الشرطة.

حساسية المجتمع الأوروبي وكذلك المجتمع الأمريكي الشديدة نحو حوادث الاغتصاب، وإعادة فتح التحقيق في واقعة تعود إلى العام 2009، بالإضافة إلى جشع المحامين في أمريكا وتنمرهم بالنجوم، وتأثير التغطية الإعلامية على الرأي العام وسير التحقيقات والمحاكمة إن تمت، قد تعقد الأمر أمام رونالدو، وتقوده إلى السجن مدى الحياة في حال إدانته.

وبالطبع لن يقتصر الأمر على السجن فقط، إذ يمكن أن تجرده الإدانة من كل الألقاب والإنجازات الفردية التي حققها، بالإضافة إلى فقدان مئات الملايين من الدولارات التي يحصل عليها نظير رعاية الشركات الكبرى له، والتي بدأ بعضها جديا في متابعة القضية، تمهيدا لفسخ التعاقد معه حال إدانته.

ورغم أن رونالدو أصدر بيانا نشره عبر حسابه على تويتر ينفي فيه بشدة هذه الاتهامات، مؤكدا أن الاغتصاب جريمة شنيعة تتعارض مع ما يؤمن به، وموجها اللوم إلى من يحاولون الحصول على الشهرة على حسابه.

فإن ذهابه إلى الولايات المتحدة للتحقيق في هذه الاتهامات سيكون محفوفا بالمخاطر، خاصة بعد تسريب اتفاق تم بينه وبين المدعية، وقت وقوع الحادث، قام بموجبه بدفع 375 ألف دولار مقابل صمتها، وعدم ذكر اسمه سواء للشرطة أو للإعلام.

التعاطف مع رونالدو ليس جريمة، والدفاع عنه في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها يبدو طبيعيا، سواء من جماهيره أو من ناديه الحالي أو الأندية التي سبق أن مثلها وارتدى قميصها وحقق لها بطولات عديدة مثل ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي.

يستحق النجم الذي أمتع الملايين على مدى سنوات هذا التعاطف، فهو برئ إلى أن تثبت إدانته، ووقتها يكون لكل حادث حديث.

وحسنا فعل يوفنتوس عندما أصدر بيانا أمس لدعم رونالدو واصفا إياه بـ “البطل العظيم”، وهو ما عرض النادي الكبير لعاصفة من الهجوم والنقد الشديدين على شبكات التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى