* رونالدو .. غرام الأفاعي ..!

كتب- محمد العولقي

 

أثبتت الأحداث الكروية الساخنة المتعلقة بفضائح لاعبي كرة القدم وبعض المواقف الملتهبة، أننا نفتقد أساسيات فهم أسرار تلك الفضائح ، فاستبدلها فرسان رصد تلك الفضائح بالادعاء المتوتر الذي لا يزال مصلوبا تحت قدمي من يدعي وصلا بليلى، وليلى لا تقر له بذلك..

انصرف عشاق ريال مدريد الإسباني عن الأزمة الفنية التي يعاني منها الفريق، ويمموا أقلامهم ووجوههم صوب فضيحة (كريستيانو رونالدو) الأخلاقية ..

منهم من ضحك على مصيبة (رونالدو) حتى بانت أضراس العقل وأنياب الجنون، ومنهم من راح يتشفى ويتفنن في تعرية أمور أخلاقية خاصة، كانت إلى وقت قريب تنام بأمان في صندوق الريال الأبيض، قبل أن تنتقل بقدرة (غادر) إلى مجلات (البلاي بوي) الخاصة بالفضائح الأخلاقية المدوية..

من يتتبع خيوط أزمات (رونالدو) منذ رحيله عن الريال وتفاقمها المتسارع، سيشفق على النجم البرتغالي الذي ما انفك ينتهي من أزمة، حتى يبدأ موال مشكلة أخرى لا تقل ضراوة عن الأولى، و كلما قال (رونالدو):” عساها تنجلي”، قالت الأيام: “هذا مبتداها “..

وبعد أن تكاثرت (الديكة) المتطلعة لإفساد فجر (ورونالدو) ، يصح القول إن (الدون) أخطأ عندما تعالى على ريال مدريد ، متجاهلا حقيقة أن النادي الملكي هو من منحه صولجان تلك السطوة العالمية التي زاحم بها (ميسي) رأسا برأس ، ومن غير اللائق أن يتطاول على ناديه، ثم يثرثر دون أن يخلي باله من (لغلوغه)، لمجرد الاختلاف في وجهات نظر مالية..

تبدو السحابة السوداء التي تمطر على رأس (رونالدو) الكثير من الفضائح المختلفة الطراز والأنواع محصلة طبيعية لمشاهد الغرام والانتقام بين اللاعب وفريقه السابق ..

وعندما يتفجر بركان الفضائح تحت قدمي (الدون) ، فهو انفجار مدروس يلخص حكاية كيف أن الأحقاد تتناسل بنظام الذباب عندما تنتهي المصالح ..

يشعر (رونالدو) أنه في أتون متاهة متقنة تستهدف تدميره، الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود ، ما إن يخرج من مطب ليلة الإسناد الزمني في (لاس فيغاس) حتى يسقط في متاهة (رشوة) تنفتح معها الأفواه وتتضخم من هولها أوداج فرسان تعرية الفضيحة حتى من ملابسها الداخلية ..

لا أحد يعلم على وجه الخصوص عن الأطراف التي تكيد لرونالدو، ومدى علاقة ما يحدث للاعب برغبته مغادرة الريال، ثم تفضيله يوفنتوس دون أن يترتب على ذلك زيادة مالية عن عرض فريقه الذي أوصله أعلى قمة جبل إيفرست ..

لكن المشاركين في (المندبة) الإعلامية بالذات يعطون انطباعا مبدئيا يؤكد أن ما يحدث لرونالدو من متاعب أخلاقية مجرد قرصة أذن من جهات (خفية) ترغب في تهميشه وتقزيمه وتعكير صفو بدايته الجيدة مع يوفنتوس.

وما بين نائحة مغرر بها ، وثكلى مستأجرة يجد (رونالدو) نفسه محاصرا بفخ كبير لا فكاك منه دون تدخل عاجل من ريال مدريد وليس يوفنتوس..

الأمر هنا لا يتعلق بسطوة ريال مدريد وتوغله بين أكبر الكيانات العالمية صانعة القرار فحسب، وإنما يتعلق أيضا بضرورة الإجابة عن أسئلة الساعة : كيف استطاع ريال مدريد حماية نجمه، وإخماد فضيحة الاغتصاب في المهد قبل تسع سنوات؟

ولماذا عادت الفضيحة إلى واجهة الأحداث بكل هذه الضخامة والقوة، تزامنا مع خروج (رونالدو) من بوابة الريال ؟

هل كان ريال مدريد وراء تسريب وثيقة شراء لسان الضحية مقابل 375 ألف دولار تقريبا، على حد زعم صحيفة برتغالية..؟

لست محاميا ولا قاضيا، وعلاقتي بالقانون أشبه بعلاقة شعبان عبدالرحيم باللغة الصينية، لكن في تصوري أن ريال مدريد شريك في مراوغة العدالة في حال ثبت أن النادي الملكي هو من سرب الوثيقة، مرة لأنه تستر على عملية الاغتصاب تسع سنوات كاملة الدسم ، ومرة لأنه هو من أجبر (رونالدو) على توقيع وثيقة شراء لسان الضحية ..

والسؤال الأكثر شراسة: إذا كان ريال مدريد يعرف ثمن غلطة الشاطر قانونيا، فمن هي الجهة الآثمة التي تبنت عملية تسريب الوثيقة من خلف ظهر الريال ..؟

من هي هذه الجهة التي اخترقت نظام ريال مدريد الحصين وعبثت بمحتوى وثيقة (تودي صاحبها في ستين داهية)..؟

ألمح (رونالدو) قبل تفجير فضيحته الجنسية في (لاس فيغاس) أن أطرافا في الريال والاتحاد الأوروبي تسعى للنيل من سمعته وروحه المعنوية لأسباب لم يفصح عنها حتى الآن ..

لكنه أشار إلى أن حرمانه من جائزتي الفيفا والاتحاد الأوروبي بداية لمسلسل تصفية حسابات قديمة لن تتوقف بالحسنى ..

دعونا من الفيفا والويفا البيبسي كولا، وللنظر إلى ردود أفعال ريال مدريد الباردة جدا، والتي لم تحمل قدرا ولو يسيرا من التعاطف مع رونالدو ..

تلك البرودة المدريدية تتبع سياسة أن الملكي لا يقبل لي الذارع، ولا يقبل الخضوع لأي نجم مهما كان وزنه ، ومن يتحدى فالملف الأسود كفيل بتحويله إلى هشيم تذروه الرياح..

ومهما كان حجم شماتة (فلورنتينو بيريز) في مصيبة (رونالدو)، ومدى علاقته من قريب أو من بعيد بمسلسل غرام الأفاعي ، فإنه حتى الآن عاجز عن تبرير تخلي الريال عن منقذه وهدافه التاريخي (رونالدو)

بغض النظر عن حكاية (العظمة) الملازمة لمشوار (رونالدو) وغطرسته غير المستحبة ..

الشيئ الوحيد الذي يستمتع به (بيريز) بعد رحيل (الدون)، هو حالة الهذيان التي تعصف بمهاجمي فريقه، فهم يخلقون فرصا كالأرز أمام المرمى، لكنهم يسددون خارج الخشبات الثلاث، كما لو أنهم يشتغلون في التهريب ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى