بعد 9 سنوات.. حقبة جديدة تبدأ في الكلاسيكو

 

 (د ب أ)-  توووفه

 

على مدار نحو عقد كامل ، اصطبغت مباريات القمة (الكلاسيكو) في الدوري الإسباني لكرة القدم بين القطبين الكبيرين برشلونة وريال مدريد بالصراع المثير بين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو.

ولكن النسخة الجديدة من مباراة الكلاسيكو ، والمقررة غدا الأحد على استاد “كامب نو” ببرشلونة في المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني ، ستفتقد لوجود كليهما لتكون المرة الأولى منذ تسع سنوات التي تخلو فيها المباراة منهما والأولى منذ 11 عاما التي تخلو فيها من أحدهما على الأقل.

واتسمت المنافسة بين ميسي ورونالدو على مدار السنوات الماضية بصبغة أسطورية على غرار الصراع بين لاري بيرد وماجيك جونسون في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين وبين إيرتون سينا وألان بروست في بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا-1 ومايك تايسون وإيفاندر هوليفيلد في الملاكمة.

ولكن رونالدو ترك ريال مدريد الإسباني وانتقل إلى يوفنتوس الإيطالي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية.

كما تعرض ميسي للإصابة خلال مباراة فريقه برشلونة أمام أشبيلية بالدوري الإسباني يوم السبت الماضي وتأكد غيابه عن الملاعب لنحو ثلاثة أسابيع.

وبهذا ، ستخلو مباراة الغد ، التي يطلق عليها دوما لقب “كلاسيكو الأرض” ، من الأسطورتين ميسي ورونالدو.

وانتقل رونالدو من مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى الريال في يوليو 2009 وهو نفس العام الذي شهد انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة كما شهد وفاة المغني الأمريكي العالمي مايكل جونسون في منزله وشهد تتويج برشلونة بلقبه الثالث في دوري أبطال أوروبا بقيادة نجمه الشهير ميسي وتحت إشراف المدرب جوسيب جوارديولا.

وكان التعاقد مع رونالدو محاولة قوية من الريال لإنهاء سيطرة برشلونة على مقاليد الأمور في كرة القدم الإسبانية والأوروبية.

ومع انضمام رونالدو للريال ، بدأت مغامرة جديدة للريال وحقبة جديدة في تاريخ مباريات الكلاسيكو حيث نالت هذه المباريات بعدا آخر.

وكان مانويل بيليجريني مديرا فنيا للريال في أول موسم لرونالدو مع الفريق ولكن سرعان ما استبدله الريال بالمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في الموسم التالي.

ومن ثم ، اصطبغت مباريات الكلاسيكو بمزيد من الحماس والانفعالات المبالغ فيها أحيانا.

وعلى مدار 32 مواجهة بين ميسي ورونالدو في مختلف البطولات منذ ذلك الحين ، كانت الغلبة لميسي في 14 مباراة فيما قاد رونالدو الريال للفوز في ثماني مباريات وانتهت عشر مباريات بالتعادل.

وفي هذه المباريات ال32 ، سجل ميسي 19 هدفا مقابل 18 لرونالدو علما بأن بعض هذه المباريات لم تسفر عن شيء باستثناء تعظيم أسطورة اللاعبين.

وكانت آخر مواجهة بين ميسي ورونالدو في مباريات الكلاسيكو في السادس من مايو الماضي وسجل كل منهما هدفا وانتهت المباراة بالتعادل 2 / 2 علما بأن برشلونة حسم لقب الدوري الإسباني لصالحه قبل هذه المباراة.

وكانت المباراة بمثابة محطة مهمة في استعدادات الريال لنهائي دوري أبطال أوروبا الذي خاضه الفريق في 26 من نفس الشهر وتغلب فيه على ليفربول الإنجليزي ليتوج باللقب الأوروبي للموسم الثالث على التوالي وللمرة الثالثة عشر في تاريخه.

وبعد عشر دقائق على انتهاء المباراة النهائية لدوري الأبطال ، ألمح رونالدو إلى أنها ستكون النهائي الأخير له بقميص الريال.

وبالفعل ، تحقق الأمر الذي لم يكن متوقعا وانتقل رونالدو لصفوف يوفنتوس رسميا في العاشر من يوليو الماضي.

والآن ،يشهد “كامب نو” أول كلاسيكو في الموسم الحالي. ويأتي اللقاء متزامنا مع أزمة حقيقية للريال حيث يعاني الفريق من سوء النتائج لعدة أسباب منها افتقاد الفريق لأهداف رونالدو.

وفي المقابل ، يتصدر برشلونة الدوري الإسباني لأسباب منها أن برشلونة لا يزال قادرا على صنع الفارق رغم أن الفريق حقق الفوز على انتر ميلان الإيطالي 2 / صفر في دوري الأبطال يوم الأربعاء الماضي في غياب النجم الأرجنتيني.

وقال فالفيردي ، بعقلانية بعد مباراة الأربعاء الماضي ، إن الفريق بحاجة دائما لجهود ميسي لكن من الممكن أن يكون هكذا ويحقق الفوز.

وعلى النقيض ، قال إيسكو نجم خط وسط الريال عن زميله السابق رونالدو : “لا يمكننا أن نبكي على شخص لم يرغب في التواجد معنا”.

وكانت آخر مواجهة بين ميسي ورونالدو في مباريات الكلاسيكو حظيت بمتابعة 650 مليون مشاهد في كل أنحاء العالم.

والآن ، لا توجد حتى الآن أرقام مؤكدة عن أعداد المشاهدين المتوقعين لمباراة الغد لكن رابطة الدوري الإسباني تعتمد على اسم الناديين وقدرتهما على جذب المشاهدين في كل أنحاء العالم.

ويبقى الشيء الوحيد المؤكد هو أن مباراة الغد ستكون بداية حقبة جديدة في تاريخ مباريات الكلاسيكو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى