
(إفي)- توووفه
ترجع ريال مدريد خسارة ثقيلة من غريمة التقليدي برشلونة الأجد في الكلاسيكو على ملعب (كامب نو) بخماسية لعدة أسباب أبرزها:
1-بدء اللقاء بدون روح أو ثقة: دخل الميرينجي اللقاء وهو خائف من الهزيمة متناسيا قيمته وقدرته، ولم يقدم المدرب، جولين لوبيتيجي، تكتيكيا شيئا مع الفريق وكان توجهه هو اللعب الدفاعي بشكل قوي معتمدا على إلحاق الضرر بخصمه عن طريق الهجمات المرتدة، ولكن لم يتجاوب اللاعبون مع هذا الفكر وكانوا تائهين في ظل الضغط المتواصل من لاعبي الفريق الكتالوني، فلم يتمكنوا من التحصل على الكرة وكانوا في حالة جسدية غير مناسبة، فقد شارك مارسيلو وهو يعاني من مشاكل بالكاحل وكان إيسكو بعيدا تماما عن لياقته البدنية، وكانوا يتلقون الضربات دون إظهار القدرة على الرد عليها.
2-الأخطاء الدفاعية وعدم القدرة على حلها: عاني الخط الدفاعي للفريق الملكي بأكمله في مباراة الأمس، فلم يحظ ناتشو بدعم بيل في الجانب الأيمن وتخطاه جوردي ألبا، لاعب برشلونة، كثيرا من خلال انطلاقاته وكان هذا سبب جوهري في نتيجة اللقاء، وعاد فاران أيضا لارتكاب أخطاء كلفت الفريق أهدافا كما في ركلة الجزاء التي ارتكبها ضد لويس سواريز الذي سددها وأحرز الهدف الثاني لفريقه، وأيضا فقد الكرة كثيرا كما حدث مع سيرخيو راموس وكلف الفريق هدفا آخر، فلم يكن قائد الفريق في حالة جيدة وحالفه سوء التوفيق في العديد أوقات المباراة، وأيضا اهتم مارسيلو بالجانب الهجومي على حساب الدفاعي ولم يتمكن من الركض والرجوع لمساندة الفريق في الهجمات التي قام بها الخصم.
3-غياب شخصية القائد: افتقد الفريق تحت قيادة لوبيتيجي شخصية القائد الذي ينهض بالفريق إذا وقع أو لم يكن بالمستوى المتوقع منه، فكان يجب أن يكون جاريث بيل هو من يتحلى بهذه الشخصية ولكن الويلزي لم يظهر سوى في مناسبة وحيدة تواجدت فيها مساحات على الجانب الأيسر بعد وقت قصير من بداية المباراة. فتراجع مستواه منذ أن عانى من بعض المشكلات العضلية جعله يرجع الخطوة التي كان قد اتخذها إلى الأمام لملء الفراغ الذي تركه البرتغالي كريستيانو رونالدو -والذي لم ينجح أحد في ملأه- فبنزيما يفتقد للشخصية وإيسكو بعيد من الناحية الجسدية بعدما أصيب بالتهاب الزائدة الدودية، ومودريتش لم يجد الطريق الصحيح وماركو أسينسيو تم استبداله مجددا بعدما قلة فاعليته وتأثيره في اللحظات السيئة.
4-العقم التهديفي: اضطرت إصابة فاران لوبيتيجي إلى إجراء بعض التغييرات التكتيكية التي جاءت بثمارها، حيث أرجع كاسيميرو للخلف ليلعب بثلاثة مدافعين ودفع بلوكاس فاسكيز في الجانب الأيمن ومارسيلو في الأيسر، وأدى ذلك إلى تحسن مستوى الفريق بعض الشيء واستحواذ اللاعبين على الكرة لبعض الدقائق ولكن بدون أية أنياب هجومية، فمنذ أن فاز ريال مدريد على روما (3-0) في 19 سبتمبر/أيلول الماضي بدوري الأبطال لم يسجل مهاجمو الفريق سوى هدف وحيد خلال ثماني مباريات وكان أمام فيكتوريا بلزن التشيكي وأحرزه كريم بنزيمة، وأضاع المهاجم الفرنسي رأسية محققة في لقاء الأمس وأيضا مودريتش وإيسكو الذي لم يكن في حالة جيدة للتسجيل، وكانت هذه الجزئية إحدى النقاط السوداء التي لم يتمكن لوبيتيجي من معالجتها بعد مرور 8 ساعات ودقيقة بدون تسجيل أية أهداف.
5-انهيار يمثل نهاية مرحلة: انهار لاعبو الميرينجي تماما بعد تلقيهم الهدف الثالث ولم يقووا على النهوض مجددا، فلم يحارب اللاعبون حتى النهاية كما هو معتاد من المدريديين ولم يستوعبوا تأثير تلقي الفريق لخمسة أهداف من الغريم التقليدي، وكانت نتيجة المباراة الكبيرة هي مؤشر ما حدث على ملعب (كامب نو) وهذا على الرغم من غياب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن الكلاسيكو، وكان استسلام اللاعبين كفيلا بانهاء الفترة القليلة التي قضاها لوبيتيجي كمدرب للفريق، وكان احتفال مارسيلو بعد هدفه وتحيته لزملائه فقط على دكة البدلاء بمثابة نهاية دعمه لمدربه.