لوحات ميسي الفنية تضيء طريق برشلونة نحو لقب الليجا

توووفه – وكالات

أصبح نادي برشلونة يغرد منفردا على قمة ترتيب أندية الدوري الإسباني، وذلك عقب تربعه على الصدارة بدون منافسة تذكر، مع وصول المسابقة إلى منتصف الطريق تقريبا، في ظل تألق نجمه الأبرز ليونيل ميسي الذي يقدم عرضا مذهلا في كل مباراة.

ونجح المدير الفني الإسباني للنادي الكتالوني، إرنستو فالفيردي، في تحويل الفريق إلى ماكينة لا تفتر لصناعة الانتصارات، كما وجد خلال الفترة الماضية صيغة سحرية للتحكم في المباريات والسيطرة عليها.

ولم يظهر المدرب الإسباني في أي مرة في صورة الشخص المرتعش الذي يتربص بالفرص السانحة من أجل توجيه ضربات، وقد ظهر هذا جليا في مباراة برشلونة أمام ريال بيتيس أمس الأحد وفوز النادي الكتالوني بخمسة أهداف نظيفة جاءت جميعا في النصف ساعة الأخيرة من اللقاء.

وأصبح اسم بطل الدوري الإسباني محسوما بشكل كبير، فلم يعد الأمر مرهونا بمعرفة هوية صاحب لقب الموسم الجاري ولكن بموعد إعلانه بطلا بشكل رسمي.

وأصبح الفارق بين برشلونة وملاحقيه فلكيا، بالشكل الذي يصعب معه التفكير في بطل أخر للدوري الإسباني بعيدا عن برشلونة، حيث نجح الأخير في توسيع فارق النقاط مع أتلتيكو مدريد، أقرب ملاحقيه إلى 11 نقطة، ومع فالنسيا، صاحب المركز الثالث إلى 14 نقطة، ومع غريمه التاريخي ريال مدريد إلى 19 نقطة.

وبالإضافة إلى فارق النقاط، سجل برشلونة أرقاما مهمة هذا الموسم، فقد حقق النادي الكتالوني 17 انتصارا وثلاثة تعادلات في 20 مرحلة مرت من المسابقة الإسبانية، هذا بجانب أهدافه الـ57 التي أحرزها في شباك منافسيه مقابل تسعة أهداف فقط استقبلتها شباكه.

وفي معرض رده على سؤال عما إذا أصبحت بطولة الدوري الإسباني “مملة”، قال فالفيردي في المؤتمر الصحفي الذي أعقب فوز فريقه العريض على ريال بيتيس، قائلا: “بالنسبة لنا هي لا تعد كذلك، سنستمر في تحقيق الفوز في المباريات بدون تكهنات، لا تزال هناك 18 مرحلة وهو رقم كبير، ولكن كل مباراة نفوز بها ستكون بمثابة خطوة كبيرة”.

وبعيدا عن الردود الدبلوماسية لفالفيردي والذي يراعي فيها الإشادة بالمجهود الجماعي لفريقه، يحظى المدرب الإسباني بوجود قدرات فردية عالية داخل الفريق كتلك الخاصة بميسي، الذي يقدم موسما رائعا أعاد به الأذهان إلى أفضل فتراته كلاعب كرة، وهو ما أشارت إليه اليوم الاثنين صحيفة “ماركا” الإسبانية قائلة: “يبدو كما لو كان في العشرين من العمر”.

وفي مباراة بيتيس، قدم النجم الأرجنتيني فقرة جديدة من عروضه السحرية اشتملت على تمريرات ومراوغات وهدفين في إطار لوحة فنية متكاملة أثارت إعجاب أنصار الفريق المنافس ودفعته إلى التصفيق له.

وفي ظل هذا الأداء الراقي، لا يمكن تصور أي لاعب أخر في القارة الأوروبية يمكنه مضاهاة ميسي أو حتى الاقتراب ولو بقدر يسير من مستواه الفني الحالي.

وقال فالفيردي متحدثا عن المهاجم الأرجنتيني/30 عاما/: “يجب الاستمتاع به، لقد عانيت منه في الماضي، وأعرف قيمته، الآن يمكنني الاستمتاع به، رؤيته في كل يوم أمر مذهل، إنه اللاعب الأفضل حاليا وفي المستقبل”.

ومن جانبه، أشاد أنطونيو أدان، حارس مرمى ريال بيتيس أيضا بميسي في تصريحات لشبكة “كادينا سير” الإذاعية الإسبانية، وقال: “ميسي يبرهن في كل مباراة أنه أحد أفضل اللاعبين أو أفضلهم عبر التاريخ، لقد بدا أنه يترجل ولكنه من أربع كرات صنع هدفين وسجل هدفين أخرين، إنه ميسي ويجب تهنئته لأنه يجعل هذه الرياضة أفضل”.

وأثنت الصحافة الإسبانية بشكل كبير على النجم الأرجنتيني، وقالت صحيفة “سبورت” أنه مع رحيل البرازيلي نيمار دا سيلفا عن برشلونة تألق ميسي بشكل أكبر واضطلع أكثر بدور البطولة في الفريق.

وأضافت الصحيفة قائلة”: “لقد تحول إلى لاعب كامل وأكثر حسما من مواسم سابقة، عندما كان يتقاسم دور البطولة مع نيمار وسواريز”.

وأشارت صحيفة “أس” إلى أن الكرة التي يقدمها ميسي وأسلوبه الفني الجميل جعلاه يستحق إعجاب جميع فرق الدوري الإسباني.

وفي هذا الصدد تسلط إحصائيات النجم الأرجنتيني الضوء على مدى تألقه وتؤكد استحقاقه للإشادة والإعجاب: 19 هدفا وتسع تمريرات حاسمة في 20 مرحلة من الدوري الإسباني و23 هدفا و11 تمريرة حاسمة في الموسم ككل.

وهكذا أصبح تألق ميسي واقترابه من أفضل مستوياته على الإطلاق مرادفا لتألق برشلونة وظهوره بالشكل الأقوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى