العنابي يحلم بالسطوع أسيويا

(د ب أ)-توووفه

 

قبل أربع سنوات على استضافة بلاده فعاليات بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم ، يتطلع المنتخب القطري إلى خطوة مبكرة ومهمة على طريق الاستعداد للمونديال من خلال مشاركته المرتقبة في بطولة كأس آسيا 2019 بالإمارات.

ومن المؤكد أن المنتخب القطري (العنابي) يعتبر عام 2019 فرصة مثالية للاستعداد قبل أربع سنوات على المونديال من ناحية وأيضا ترك بصمة على الساحة الأسيوية قبل الانتقال في منتصف العام الجاري إلى البرازيل للمشاركة في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2019) للمرة الأولى في تاريخه.

وأظهر المنتخب القطري بعض ملامح بناء فريق قادر على المنافسة في مونديال 2022 وذلك من خلال المباريات الودية التي خاضها في الفترة الماضية حيث يعتبر الجيل الحالي للعنابي نواة جيدة للفريق الذي سيخوض المونديال على أرضه.

وشق العنابي طريقه إلى النهائيات الأسيوية ببراعة من خلال نجاح هائل في الجزء الأول من التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019 حيث تصدر مجموعته برصيد 21 نقطة بفارق أربع نقاط أمام نظيره الصيني حيث حقق العنابي سبعة انتصارات وخسر مباراة واحدة وسجل لاعبوه 29 هدفا واهتزت شباكه أربع مرات.

ولم يقدم العنابي نفس المسيرة الناجحة في الجزء الثاني حيث حل أخيرا في مجموعته ليفشل في التأهل إلى المونديال الروسي.

ولكن النتائج التي حققها الفريق في مبارياته الودية خلال الشهور الماضية تؤكد أن العنابي يستطيع ترك بصمة جيدة في البطولة الأسيوية حيث فاز على الصين 1-0 وعلى فلسطين 3-0 والإكوادور 4-3 وسويسرا 1-0 والأردن 2-0 وقيرغيزستان 1-0 وتعادل مع أيسلندا 2-2 وخسر أمام أوزبكستان 0-2 وأمام الجزائر  0-1 وإيران 1-2 .

وحرص المدرب الإسباني فيلكس سانشيز على إعداد الفريق في الأسابيع القليلة الماضية بعيدا عن الأضواء والضجيج الجماهيري والإعلامي حيث طلب خوض مبارياته الودية الأخيرة بدون حضور الجماهير أو وسائل الإعلام من أجل الاستعداد في هدوء للبطولة الأسيوية.

ولم يعد أمام سانشيز ولاعبيه سوى إثبات جدارتهم قاريا من خلال النسخة المرتقبة من كأس آسيا والتي تستضيفها الإمارات من الخامس من يناير الحالي إلى أول فبراير المقبل.

وفرض المنتخب القطري نفسه بقوة على الساحتين الخليجية والعربية وكذلك على الساحة الأسيوية في السنوات الماضية وأصبح بين المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب الأسيوي أو على الأقل للوصول بعيدا في أدوار البطولة.

وفرض العنابي اسمه بقوة بين الكبار في قارة آسيا خلال السنوات الماضية نظرا للاهتمام الكبير بكرة القدم واستقدام أكبر المدربين وأبرز النجوم العالميين للعب في الدوري القطري للمحترفين (دوري نجوم قطر) .

واستطاع الدوري القطري أن يخطف الأضواء داخل منطقة الخليج ويسعى العنابي إلى التأكيد دائما على أن الارتفاع الملحوظ في مستوى بطولة الدوري ألقى بظلاله على أداء المنتخب أيضا وأن الفريق أصبح قادرا على المنافسة قاريا رغم إخفاقه في بلوغ نهائيات كأس العالم.

وعندما يشارك الفريق في النسخة الإماراتية من البطولة الأسيوية ، ستكون هذه هي المشاركة العاشرة له في البطولة حيث بدأ مشاركاته في نسخة 1980 ولكنه غاب عن نسخة 1996 التي استضافتها الإمارات أيضا.

وعلى مدار المشاركات التسع السابقة ، كانت أفضل إنجازات الفريق هي بلوغ دور الثمانية في نسختي 2000 بلبنان و2011 التي استضافتها بلاده.

وبعد بلوغه دور الثمانية في نسخة 2011 ، يحلم العنابي بخطوة جديدة إلى الأمام وحجز مكانه بالمربع الذهبي رغم صعوبة المنافسة التي تنتظره في الإمارات خاصة في الأدوار الإقصائية حال تأهل الفريق إليها.

وأوقعت القرعة العنابي في مجموعة متوسطة المستوى حيث تضم معه المنتخب السعودي إضافة لمنتخبي لبنان وكوريا الشمالية ما يعني أن المنافسة القوية التي ينتظرها في هذه المجموعة ستكون في مواجهة جاره السعودي.

ويرى المنتخب القطري أن الفرصة قد تكون مواتية له حاليا للوصول بعيدا في البطولة بعدما استفاد من تجارب الماضي وتمتع بوجود عدد من اللاعبين المتميزين في صفوفه.

وأسفرت السنوات القليلة الماضية عن اكتساب لاعبي العنابي لمزيد من الخبرة والاحتكاك بمدارس كروية عديدة منها الأسيوي والعربي والعالمي.

وبينما اعتمد العنابي كثيرا على المساندة الجماهيرية في نسخة 2011 وعلى خبرة اللاعبين وإمكانياتهم البدنية والفنية العالية في النسخة الماضية عام 2015 ، سيكون رهان الفريق حاليا على المزج بين عنصر الشباب الذي يتواجد بشكل كبير في صفوف الفريق والخبرة المتمثلة في بعض العناصر القديمة إضافة لرغبة اللاعبين في تقديم إنجاز جديد إلى جماهيرهم.

ويعتمد سانشيز على مجموعة متميزة من اللاعبين الذين ينشطون في الدوري القطري وفي مقدمتهم الموهبة الفذة حسن الهيدوس وعبد الكريم حسن أفضل لاعب في آسيا لعام 2018 .

كما تشهد صفوف الفريق تألق عناصر جديدة متميزة مثل خوخي بوعلام وكريم بوضيف وأكرم حسن عفيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى