شتانجه يحلم بانتشال الكرة السورية من بين أنقاض الحرب 

(د ب أ)- توووفه

 

رغم السيرة الذاتية الرائعة والحافلة التي يحظى بها المدرب الألماني بيرند شتانجه المدير الفني للمنتخب السوري لكرة القدم ، تبدو مهمة الفريق في كأس آسيا 2019 المقامة حاليا بالإمارات في غاية الأهمية بالنسبة للمدرب الألماني.

واستهل المنتخب السوري مسيرته في البطولة بشكل متواضع وسقط في فخ التعادل السلبي مع نظيره الفلسطيني، رغم أن الأخير عانى من طرد أحد لاعبيه في الشوط الثاني.

ورغم التعادل المخيب للآمال ، نظر بعض المشجعين إلى مكاسب أخرى من المباراة ومن مشاركة الفريق في البطولة الحالية، وهي مكاسب تتخطى الناحية الرياضية وتتعلق بقوة ووحدة سورية.

وفي نفس الوقت ، يرى الألماني شتانجه /70 عاما/ أن التعادل ليس نهاية المطاف وأن الفريق يستطيع الظهور بشكل أفضل في المباريات المقبلة، رغم صعوبة المواجهتين التاليتين للفريق أمام منتخبي الأردن وأستراليا.

وتولى شتانجه تدريب الفريق في أوائل عام 2018 من أجل إعداده للبطولة ،في ظل ظروف أبعد ما يكون عن الظروف المثالية بسبب الحرب الأهلية التي تعاني منها سورية منذ سنوات.

كما يخوض المنتخب السوري البطولة بفريق يبلغ متوسط أعمار لاعبيه 27 عاما ،ما يجعله أحد المنتخبات المشاركة في البطولة الأكبر سنا.

ويخوض شتانجه أول تجربة له كمدرب في بطولة كبيرة بهذا الحجم، ولكنه ليس غريبا على كرة القدم الدولية .

وفي 1983 ، وعندما كان في الخامسة والثلاثين من عمره ، تولى شتانجه تدريب منتخب ألمانيا الشرقية لفترة دامت ست سنوات كان خلالها على علاقة بوزارة أمن الدولة (شتازي) وهو ما كشفته مجلة “شتيرن” الألمانية في 1995 عندما كان شتانجه مديرا رياضيا لنادي هيرت برلين الألماني.

وبعدها ، خاض شتانجه أكثر من محطة تدريبية في أوكرانيا وأستراليا وعمان وقبرص وسنغافورة وبيلاروس.

وتعرض شتانجه لانتقادات بسبب توليه مسؤولية تدريب المنتخب العراقي من 2002 خلال فترة حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ,واستمر حتى عام 2004 .

وفي المقابل ، نال شتانجه جائزة من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) لنجاحه في إعادة الحياة لكرة القدم العراقية، رغم حالة الحرب في هذا البلد.

ويبدو أن شتانجه تأقلم مع المواقف الصعبة حيث تعرض لانتقادات واستفسارات بسبب عمله مع المنتخب السوري،بدعوى أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يستخدم الفريق لأغراض الدعاية لحكمه.

وحتى الآن ، يقول شتانجه إنه يقضي معظم وقته بسورية داخل مكتبه من أجل العمل على منح المواطنين في البلاد قدرا من السعادة عبر كرة القدم.

وصرح شتانجه ، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ، قائلا : “أعتقد أنه يتعين علينا إعادة البسمة لوجوه السوريين الذين عانوا لفترة طويلة… إنهم يعشقون كرة القدم”.

ويسعى شتانجه للابتعاد عن الحديث في مجال السياسة. كان المدرب الكبير قد صرح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) لدى توليه مسؤولية المنتخب السوري في آذار/مارس 2018 ، : “عملي هو الارتقاء بمستوى الشبان. إنني شخص أهتم بالسياسة ولكنني أعلم ما تفعله التصريحات السياسية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى