“دوري أمم أوروبا”.. مسابقة جديدة لضخ التنافسية في القارة العجوز

(إفي)

كشف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) قبل أيام عن بطولة جديدة للمنتخبات، تحمل اسم “دوري أمم أوروبا”، لتكون بديلا لمعظم اللقاءات الودية التي رآها غير مجدية، سواء للمنتخبات الكبيرة التي تفوز عادة، أو للفرق المتواضعة التي اعتادت على الخسارة، مما أثر في روح المنافسة والتطور الرياضي في القارة العجوز.

ويرجع سبب التفكير في هذه المسابقة الجديدة لأن الاتحادات الوطنية العضوة في اليويفا ومدربي منتخباتها الأولى، أفادوا بأن المباريات الودية لا تعطي اللاعبين دوافع للمنافسة الرياضية، وهو المناخ الذي سيخلقه الدوري الجديد للفرق الوطنية في أوروبا، فضلا عن طموح تلك المنتخبات لخوض البطولة للفوز باللقب، وهو ما سيكون مفيدا أيضا على المستوى الجماهيري.

وبفضل هذه المسابقة الجديدة أيضا، ستتمكن المنتخبات صاحبة التصنيف المتراجع من خوض مباريات أكثر توازنا وندية مما سيمنحهما فرصة لتحقيق الفوز في بعض المباريات بدلا من الهزائم المتكررة أمام الفرق الأعلى في المستوى والتصنيف في الوديات العادية.

ورغم أن المسابقة الجديدة ستشغل معظم تواريخ المباريات الودية وفقا لأجندة الاتحاد الدولي (فيفا)، إلا أن بعض المنتخبات ستكون متاحة لخوض وديات، وخصوصا الفرق صاحبة التصنيف العالي التي قد ترغب في مواجهة أي من الفرق الوطنية من خارج أوروبا.

وبما أن هذا الدوري يراعي مواعيد المباريات الدولية المعلنة من الفيفا في أجندته، فلن يكون هناك حمل زائد على اللاعبين أو أنديتهم، بل قد تؤدي أجندة المسابقة الجديدة إلى عودة اللاعبين بشكل أسرع لصفوف الأندية.

ومن ضمن مميزات المسابقة الجديدة أيضا، أن الاتحادات الوطنية ستضمن دخلا ثابتا بوجود تواريخ محددة لمنافسات دوري أمم أوروبا التي تتيح مساحة كافية من الوقت قبل بطولة كأس العالم وبعدها، وهو ما سينعكس أيضا على حقوق البث التي تتوافق مع تعاقدات اليويفا لتصفياتها.

وأعلن اليويفا أن الدوري الجديد الذي ستخوضه المنتخبات الأوروبية قسم إلى 4 مستويات (أو دوريات)، يتضمن كل مستوى منها 4 مجموعات، في كل منها 3 أو 4 منتخبات، وفقا لعدد المشاركين في كل دوري، وهم كالآتي:

-المستويان الأول والثاني، في كل منهم 12 فريقا (4 مجموعات كل منها به 3 فرق).

-المستوى الثالث 15 فريقا (4 مجموعات، ثلاث منها بها 4 منتخبات، وواحدة بها 3 فرق).

-المستوى الرابع 16 فريقا (4 مجموعات في كل منها 4 منتخبات).

واعتمد الاتحاد القاري في تقسيم المستويات على تصنيف اليويفا للمنتخبات الأوروبية، حيث لجأوا للتصنيف الصادر في أكتوبر لعام 2017 الماضي لتوزيع الفرق على النسخة الأولى التي ستنطلق موسم (2018-19) المقبل.

وستجرى منافسات كل مجموعة بنظام الدوري، ذهاب وإياب، بين كل الفرق خلال أشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر لعام 2018 المقبل.

وقرر اليويفا أن يصعد متصدر مجموعته في كل مستوى مباشرة للدوري الأعلى، وأن يهبط الأخير في كل منها للدرجة الأدنى.

بالإضافة للترقي للدرجة الأعلى، سيتنافس أبطال المجموعات على لقب البطولة لكل دوري (the “Final Four”) في يونيو عام 2019 المقبل، وذلك بمباراتي ذهاب وعودة لنصف النهائي ومباراة واحدة في النهائي ومثلها لتحديد المركزين الثالث والرابع، حيث سيجري اختيار دولة مضيفة لهذه الدورة (Final Four) في ديسمبر عام 2018 الجاري.

بعد انتهاء الموسم الأول للبطولة الجديدة (2018-19)، سيتغير تصنيف المنتخبات التي خاضت مستويات الدوري الأربعة الأسس التالية وعلى الترتيب، وهي: مركز كل منتخب في مجموعته، ثم عدد النقاط التي حصل عليها كل فريق، ثم فارق الأهداف لصالح كل منها، والأهداف المسجلة، والأهداف المسجلة خارج الأرض، وعدد مرات الفوز بالمباريات، وعدد مرات الفوز خاج الديار، وتقييم النقاط التأديبي، وتصنيف “معامل اليويفا”.

ومن جهة أخرى، سيوفر الدوري الجديد كذلك فرصة ثانية لمنتخبات الوسط للتأهل لبطولة أمم أوروبا، حال فشلها في حجز مقعدها من خلال التصفيات الخاصة بـ”اليورو”، عن طريق ما أُطلق عليه “ملحق تصفيات اليورو” الذي ستجرى منافساته في مارس  لعام 2020 وسيضم 16 فريقا لتتنافس على 4 مقاعد في البطولة القارية.

وسيقع الاختيار على هذه المنتخبات الـ16 عن طريق نتائجهم في “دوري أمم أوروبا”، بواقع 4 فرق من كل مستوى (A, B, C, D)، على أن يكونوا أفضل 4 في كل درجة لم ينجحوا في التأهل لليورو من خلال التصفيات الخاصة بها.

وستقام “يورو 2020” خلال شهري يونيو ويوليو من نفس ذلك العام، على أن تقام تصفيات خاصة بها خلال عام 2019 المقبل، يتأهل منها 20 منتخبا إلى البطولة، ويتبقى 4 مقاعد تحسم خلال الملحق الذي سيكون في مارس 2020.

ويبدأ مشوار اليورو مع إجراء قرعة التصفيات عقب ختام دور المجموعات لدوري أمم أوروبا في نوفمبر من عام 2018، والتي ستتكون من 10 مجموعات، 5 منها مكونة من 5 منتخبات و5 أخرى بها 6 فرق.

وستقام تصفيات اليورو بنفس نظام الذهاب والعودة المعتاد في المجموعات وستكون منافساتها بواقع مباراتين كل شهر، وذلك في كل من: مارس ويونيو وسبتمبر وأكتوبر ونوفمبر من عام 2019 المقبل.

ويتأهل المتصدر والوصيف مباشرة إلى “يورو 2020″، ليصبح الإجمالي 20 منتخبا من أصل 24 مقعدا في تلك النسخة الاحتفالية من البطولة القارية والتي ستتزامن مع الذكرى الـ60 لانطلاق أولى إصدارات هذه المسابقة.

وسيكون إكمال عقد المتأهلين لليورو معقدا بعض الشئ. فسيكون هناك 4 مقاعد شاغرة، قرر اليويفا أن يتنافس عليها 16 منتخبا من الذين أخفقوا في التصفيات الخاصة بها من بوابة دوري أمم أوروبا.

وسيلجأ الاتحاد الأوروبي لاختيار أفضل 4 منتخبات في كل دوري من الدرجات الأربعة للمسابقة الجديدة، على ألا تكون هذه المنتخبات قد تأهلت من بوابة التصفيات، وذلك بناء على نفس المعايير المذكورة سابقا في مسألة التصنيف.

وفي حالة وجد أقل من 4 فرق في نفس الدرجة، فسيكملها أفضل منتخب/منتخبات من المستوى الأقل، فمثلا إن وجد 3 منتخبات فقط في المستوى الأول للدوري الجديد لم تنجح في التأهل لليورو عبر التصفيات الخاصة بها، فسيقع الاختيار على أفضل صاحب تصنيف في المستوى الثاني ليكمل أول رباعي سيخوض الملحق، وهكذا، حتى يصبح لدينا 4 مجموعات، وفقا للتصنيف، كل منها به 4 فرق.

وبعد اكتمال اختيار المجموعات الأربعة، ستقام مباريات إقصائية مباشرة بين كل 4 منتخبات تنتمي لنفس المجموعة، ستكون على هيئة نصف نهائي ونهائي من مباراة واحدة فقط.

وسيخوض المنتخب صاحب أفضل تصنيف في كل مجموعة مباراة نصف النهائي على أرضه أمام صاحب التصنيف الرابع، ويستضيف الفريق صاحب التصنيف الثاني منافسه الثالث، في الدور قبل النهائي للملحق.

ثم ستجرى قرعة لاختيار من سيكون صاحب الاستضافة في المباراة النهائية بين الفائزين في مباراتي نصف النهائي، على أن يحجز الفريق الفائز في المباراة الختامية عن كل مجموعة من الأربعة مقعدا في بطولة اليورو، وبذلك يكتمل عدد المتأهلين (24 فريقا).

يذكر أن يورو 2020 ستكون أول بطولة أمم أوروبية يشارك فيها 24 منتخبا بدلا من 16 كما كان الحال حتى بطورو يورو 2016 الأخيرة في فرنسا والتي توجت بها البرتغال، وستقام أيضا في 12 مدينة (من 12 دولة)، وذلك احتفالا بالذكرى الستين لانطلاق أول نسخة لها كما قرر الاتحاد الأوروبي سابقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى