أخر الأخبار

أدريان رابيو.. النجم المطلوب خارج نطاق التغطية!

تحليل: أحمد مختار

رفض التجديد بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة مع باريس، ليقرر ناديه تجميده حتى نهاية الموسم، ودخل في مشاكل مستمرة مع المدير الفني توخيل، ومن قبله مدرب فرنسا ديشامب. يشارك في موسمه الخامس مع الفريق الأول لنادي العاصمة الفرنسية، ولديه خبرة عريضة محليا وقاريا رغم صغر سنه.

اتفق مع برشلونة على كل شيء، قبل أن يدخل الشك في العلاقة التي لم تبدأ بعد. اللاعب يريد مزيدا من الأموال، والنادي متوجس من سلوكه وشخصيته، وحتى مدى مناسبته لطريقة لعب الفريق، ليدخل بايرن ميونخ على الخط، وأصبح أدريان رابيو حديث الساعة في الميركاتو الشتوي.

لعب رابيو في مراكز الوسط كافة تحت قيادة لوران بلان، هو لاعب مميز جدا في التمرير، وقادر على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط، مع تمتعه بصفات اللاعب الهجومي الذي يفضل الحيازة والسيطرة. أفضل مركز ممكن له هو المركز 8 في طريقة لعب 4-3-3 لباريس، حيث يتواجد لاعب دفاعي ثم وسط مساند، وأمامهما أدريان كلاعب حر، يزيد للهجوم ويتحرك بأريحية في أنصاف المسافات، من الوسط وحتى حافة منطقة الجزاء.

تواجد رابيو أيضا كلاعب وسط دفاعي صريح، وارتكاز مساند في بعض المباريات، ليتحول إلى المركز 6، الذي يجمع بين الشق الدفاعي والهجومي، لكنها كانت الخطوة التي أثرت على علاقته سلبا مع أوناي إيمري، لأن اللاعب كان كسولا بشدة في أداء الواجب الدفاعي، مع عدم قيامه بالضغط الأمثل في نصف ملعب المنافس. توقع البعض أن المدرب الإسباني يظلم اللاعب، خصوصا مع هوسه وشغفه بالضغط الراديكالي ولعبة التحولات العالية، لذلك يسقط بعض لاعبيه بدنيا مع الوقت، ومنهم رابيو.

كل تلك المخاوف تحولت إلى يقين حقيقي، بعد تولي توخيل قيادة سان جيرمان، فالمشاكل زادت بين المدير الفني واللاعب، نتيجة كسله الشديد في القيام بالمهام من دون الكرة، سواء في العودة لمساندة الأظهرة، أو التواجد أسفل دائرة المنتصف كلاعب ارتكاز أول في حالة غياب بعض العناصر، لدرجة جعلت الألماني يستعين بالمدافع البرازيلي ماركينهوس في هذا المكان، ويتجاهل لاعب الوسط رابيو، مع عدم تطوره أو حتى ميله إلى اللعب في المركز 6.

فيديو يوضح كسل رابيو في القيام بالمهام الأخرى، البعيدة عن الأدوار الهجومية“.

انتشر تصريح مجهول المصدر منذ أيام، أن رابيو اشترط على إدارة برشلونة عدم اللعب في المركز 6، ضمن بنود العقد المكتوبة بين النادي ووالدته القائمة بوظيفة وكيل أعماله. وبعيدا عن صحة أو كذب هذه الأخبار، فإن ماضي رابيو القريب يؤكد هذه الشكوك ويجعلها أقرب إلى الحقيقة، فالفرنسي لديه حساسية شديدة من العودة لنصف ملعبه، مساندة الدفاع والتغطية رفقة الأظهرة. يفضل أكثر التمركز في نصف ملعب المنافس، الحصول على الكرة من لاعبي الارتكاز، ونقل الهجمة إلى الثلث الهجومي المباشرة، إنه رقم 8 كلاسيكي في رسم 4-3-3.

وفي حالة اللعب برسم 4-2-3-1، فإن رابيو يفضل تواجد لاعب ارتكاز قوي بجواره أو خلفه، حتى يقوم بقطع الكرات والقيام بمهام الافتكاك والعرقلة، وترك الزيادة العددية وخلق الفرص لرابيو. نتيجة لذلك يمكن التأكيد على الدور الهجومي للوسط الفرنسي، وميله الدائم إلى الأمام. شيء قريب جدا من دور كوتينيو مع البرازيل في مونديال 2018، رفقة المدرب تيتي.

مع البرازيل، كوتينيو يتمركز أكثر كلاعب وسط ثالث وصانع لعب إضافي، يتحرك كريشة بين العمق والأطراف على اليسار، بين الجناح على الخط ولاعب الارتكاز المساند والمهاجم الصريح، ليحصل على الحرية المطلوبة، ويقطع من اليسار إلى قلب الهجوم، للتسديد وتسجيل الأهداف. خططيا، الرقم 11 مع البرازيل يتم حمايته بواسطة كاسميرو وباولينيو، صحيح أنه يدافع أيضا، لكن ليس بالشكل المضاعف، وهذا ما يجعله أقرب إلى المرمى وأكثر تأثيرا على الصعيد الدولي.

بطريقة أسهل، كوتينيو يحتاج إلى منظومة قوية لكي يتألق في المركز 8، ورابيو كذلك يحتاج إلى نفس هذه المنظومة لكي يظهر قدراته. على مستوى الأرقام والفعالية، فإن البرازيلي أفضل “بمراحل” من الفرنسي على مستوى الأهداف والأسيست، وصناعة الفرص، والتألق في مستويات كبيرة، لذلك ما هو الأفضل لبرشلونة؟ التعاقد مع لاعب ذو “بروفايل” شبيه؟ أم تقوية منظومة الوسط بالكامل لكي تعطي بعض الأسماء القدرة على استعادة مستواها من جديد؟

 

تختلف طريقة تطبيق 4-3-3 من فريق لآخر، وفق قدرات الفريق وإمكانات العناصر المتاحة. سيتي جوارديولا على سبيل المثال يلعبها بلاعب ارتكاز دفاعي صريح، أمامه ثنائي متحرك في الأمام بالمركز 8، كأدوار دي بروين وسيلفا الموسم الماضي، فيما يعرف تكتيكيا Free number 8. السيتي فريق يهاجم بثنائي سريع على الأطراف، أجنحة قوية في موقف 1 ضد 1، تلعب على الخط، وتفتح الفراغ للاعبي الوسط رقم 8 بالعمق، كدي بروين، دافيد سيلفا، برناردو مؤخرا.

في برشلونة يتم تطبيقها بلاعب ارتكاز خلفي “هولدينج” كبوسكيتس، أمامه تشافي في المركز 6، وإنييستا بالمركز 8 سابقا. وخلال الفترة الأخيرة مع فالفيردي، في ظل عدم وجود أجنحة حقيقية على الخط، فإن الفريق يملأ الوسط بأكبر عدد ممكن من اللاعبين، مع ترك عملية الصناعة والتسجيل لثنائي الهجومي، وفتح الأطراف بثنائي من الأظهرة لا الأجنحة، ويعتبر دور ألبا الحالي أفضل مثال على ذلك.

استراتيجية “الاستحواذ الآمن” تعرف بهجوم الأرقام، أي يلعب الفريق بأكبر عدد من لاعبيه حول دائرة المنتصف، لاعب ارتكاز أول، أمامه ثنائي يمينا ويسارا يتحركان للأمام والخلف، دون تقسيم المهام بين المركزين 6 و8 كالسابق، أي جعل الفريق متحدا بقدر كبير. لذلك يحتاج برشلونة إلى لاعب وسط “شمولي”، يجيد الزيادة الهجومية بالتأكيد، لكنه يعرف كيف يبدأ الهجمة، يغطي خلف الأظهرة، ويعود للدفاع بين القلبين، مع ميزة التواجد كارتكاز مساند لجعل زملائه في وضع أفضل هجوميا.

وبخصوص المركز 8، وبعيدا عن مسألة عودة كوتينيو، فإن هناك مواهب مميزة كريكي بوج، كارليس ألينيا، تحتاج فقط إلى فرصة أكبر، مع مشاركات مستمرة وتجارب حقيقية، حتى تحصل على دور محوري في التشكيلة، لأن كل هذه الأسماء تألقت في المركز 8 بالناشئين، ويمكن إعادة تألقها مع الفريق الأول في نفس مركز رابيو، كوتينيو، وحتى أرثور في حالة قدوم “الصفقة المحتملة”، دي يونج بجواره!

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. تحليل منطقي.. أعجبني السرد القائم على الأدلة والبراهين والصور لزيادة التأكيد.

    كل الشكر للمختار ولفريق عمل توووفة.

اترك رداً على طارق العوضي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى