إريكسون: تدريب الفلبين من أجل هدف نبيل 

(د ب أ)-توووفه

قال المدرب السويدي زفن جوران إريكسون المدير الفني للمنتخب الفلبيني لكرة القدم أن هدف فريقه حاليا هو التأهل ضمن أفضل منتخبات تحتل المركز الثالث في مجموعاتها بالدور الأول لبطولة كأس آسيا 2019 بالإمارات ليخحز مقعده في الدور الثاني للبطولة التي يشارك فيها للمرة الأولى.

وقال إريكسون، في مقابلة نشرتها صحيفة “الاتحاد الرياضي” الإماراتية اليوم الاثنين،: “هدفنا هو ترك بصمة ومحاولة التأهل ضمن أفضل ثوالث في البطولة.”

وأضاف “قد نقابل منتخب الإمارات في دور الـ 16 وأرشح المنتخب الإماراتي للفوز بسهولة على تايلاند، فمنتخب الإمارات مليء بلاعبين أصحاب مهارة حقيقية. حتى خلفان مبارك فقد فاجأني بأنه استطاع تعويض غياب عمر عبد الرحمن (عموري).”

وتابع”: لو حدث هذا السيناريو، أؤكد أننا لن نكون لقمة سائغة، بل سنحدث المتاعب للأبيض الإماراتي صاحب الأرض والجمهور، ولدي لاعبون مميزون ويمتازون بالسرعة والمهارة، لننتظر ماذا ستسفر عنه النتائج خلال الأيام القليلة المقبلة.”

وأضاف: “البطولة صعبة على جميع الفرق، وهي الأقوى في التاريخ، لكنني أرشح الإمارات للوصول للنهائي بفضل الأرض والجمهور، وأيضا المنتخب الإيراني، والمنتخب السعودي، تلك الأسماء لديها القدرة على بلوغ النهائي، بينما كوريا واليابان فلا يزال كلا المنتخبين معطل ولم يقدم ما يمكن أن يؤهله للنهائي”.

واستطاع إريكسون أحد أساطير التدريب العالمية والمدرب السابق للمنتخب الإنجليزي أن يقدم وجها أكثر قوة لمنتخب الفلبين.

وأكد المدرب السويدي أن الكرة الإماراتية تطورت إلى الأفضل منذ زارها قبل أكثر من خمس سنوات خلال محطته القصيرة مع نادي النصر.

وفجر إريكسون مفاجأة من العيار الثقيل عندما أكد أنه أراد ضم عمر عبد الرحمن (عموري) للعب لنادي شنغهاي الصيني، وقدم عرضاً بالفعل لمدير أعماله، ولكن الرد جاء بالرفض.

وقال إريكسون : “عندما حضرت للنصر، كان عمر أحد نجوم الكرة في المنطقة، رأيته مع منتخب الإمارات في (خليجي 21) بالبحرين، كان أسطورة بمعنى الكلمة، ولم أستطع نسيانه، عندما انتقلت للدوري الصيني طلبت التعاقد مع أسامواه جيان زميل عموري في العين.

واضاف”: تواصلت مع مدير أعمال عموري، وطلبت من إدارة شنغهاي، ضرورة التعاقد مع اللاعب لأنه أحد المواهب الفذة في الكرة الأسيوية، وكنت متمسكا بوجوده إلى جانب أسامواه معي في الفريق”.

وعن رأيه في كأس آسيا وما شاهده من مستويات خلالها، قال: “البطولة شهدت مباريات كثيرة جيدة.. المستويات كانت متقاربة للغاية خاصة من بعض المنتخبات غير المرشحة.”

وتابع: “رغم ذلك هناك بعض المباريات ضعيفة المستوى، وهذا أمر طبيعي تراه حتى في المونديال، وأيضا هناك مستويات قوية قدمتها بعض المنتخبات، مثل المنتخب السعودي، وكذلك المنتخب الإيراني، وكلاهما قدم أداء أثبت أنه جاهز للمنافسة، وكذلك بالنسبة للمنتخب الصيني وكوريا.”

وأشار الى: “هناك مفاجآت لم أتوقعها، وتمثلت في أداء المنتخب الهندي الذي فاز على تايلاند برباعية، هي نتيجة كبيرة من منتخب حديث العهد بكرة القدم بشكل عام، هذا الأمر بعثر أوراق المجموعة”.

وتطرق إريكسون للحديث عن الأمور التنظيمية، قائلا: “هناك أمر آخر أحب التأكيد عليه، كنت في كأس العالم أكثر من مرة، وكذلك في بطولات أمم أوروبا، لكن مستوى التدريب والفنادق والبنية التحتية وأرضية الملاعب وجودتها وتجهيزها، أمر غير مسبوق، هذه البطولة تنظيميا أشبه بحلم لأي مدرب”.

وأشاد إريكسون بمستوى الكرة الآسيوية بشكل عام : “هناك تطور كبير بالكرة الأسيوية. قديما، كانت اليابان وكوريا وأستراليا والسعودية والإمارات من يفوز بلقب دوري الأبطال قبل دخول الأندية الصينية بقوة في هذا المجال وإنفاق المليارات للمنافسة على اللقب، الآن لدينا منتخبات قوية في آسيا تصعب مهمة أي منتخب أوروبي أو عالمي مثل المنتخب الإيراني أو الكوري واليابان”.

وعن مغامرة تدريب المنتخب الفلبيني، قال: “وافقت على العمل مع الفلبين لأنه كان أمرا مثيرا للاهتمام، أردت القيام بأمر غير اعتيادي وغير تقليدي وخوض تجربة جديدة قصيرة، فالكرة ليست لعبة شعبية هناك، وتصنيف المنتخب في الفيفا متراجع للغاية لكنني وافقت لأن مهمتي كانت بتحويلها إلى لعبة شعبية، بعد ترك بصمة في بطولة لم تصل إليها سابقا.”

وأضاف: “الآن، الكل يحترم منتخبنا رغم أننا خسرنا، لكن كان ذلك بصعوبة أمام كوريا المرشح للقب، وفي الشوط الأول أمام الصين كنا متكافئين في المستوى وحاولت التسجيل، لكن في الشوط الثاني صب فارق الخبرة والإمكانات في صالح الصين؛ لذلك أنا راض حتى الآن عما قدمناه”.

وأكد: “لم أغامر بقرار تدريب الفلبين، أنا هنا لمدة 3 أشهر لتقديم الدعم والمساندة لمنتخب، يتمنى قياداته أن يصنعوا سمعة جيدة له ليتم البناء عليها لنشر كرة القدم في الفلبين، وهذا هدف نبيل؛ لذلك وافقت على هذا العرض فورا، وخضت مع اللاعبين معسكرين للتحضير للبطولة، والتفاهم بيننا بات أفضل، وأتمنى أن يوفقوا في المباراة الأخيرة لينالوا بطاقة التأهل”.

وعن الاستمرار في التدريب، وهو الآن في سن الـ 70، قال: “لا يمكنني الشبع من مجال التدريب، الأمر مثل الإدمان في دمائي ودماء أي مدرب آخر على قدر علمي، وطالما كانت صحتي جيدة، وأستطيع الوقوف على قدمي فوق أرض الملعب، وأستطيع التواجد مع اللاعبين في غرفة الملابس، فلن أعتزل التدريب، سأستمر في القيادة الفنية لفرق ومنتخبات وسأستمر في نقل خبراتي وطموحاتي، على الأقل لـ 3 إلى 4 سنوات مقبلة، ووقتها سأرى ما يمكن أن أصل إليه في هذه السن المتأخرة”.

وعن حلمه الذي لم يحققه، قال: “كرة القدم بالنسبة لي الآن باتت إدمانا، أحب مشاهدة كرة القدم باستمرار وفي كل يوم، لا أمل من اللعبة، هي تدفع الأدرينالين في جسدي لأعلى معدلاته، هذه الكيمياء الغريبة التي تحدث عندي بسبب كرة القدم، لن أتركها أبدا، ولن يفرقني عنها إلا الموت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى