اليمن يختار (الماس) 

توووفه- محمد العولقي 

اختارت مصلحة الجمارك اليمنية اللاعب أبو بكر الماس قائد المنتخب اليمني وجوهرته التاريخية شخصية العام الميلادي 2018، حيث وقع الاختيار على الماس بناء على سيرته الكروية في الملاعب الجنوبية واليمنية.

كان لهذا الاختيار أصداء واسعة في الشارع الرياضي اليمني الذي استقبل هذا الاختيار بفرحة غامرة أنسته مردود المنتخب اليمني الهزيل في نهائيات أمم آسيا المقامة حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة.

فقد تزينت معظم المواقع الإلكترونية اليمنية الرياضية والسياسية بتفاصيل الحفل التكريمي الكبير الذي أقامته مصلحة الجمارك بعدن، والذي حضره سبعة من وزراء حكومة معين عبدالملك.

كانت المفاجأة الحقيقية أن صالة الاحتفال غصت بالكثير من محبي الكابتن أبو بكر الماس، وهو حضور نوعي أثلج صدر الماس الذي ذرف دموع الفرح وهو يرى نفسه بعد كل هذه السنين من النسيان محاطا بهالة شعبية ورسمية ليس لها حدود.

لم يخف الكابتن أبو بكر الماس شعوره بالغبطة والسرور عندما اعترف لـ “توووفه” أنه فوجئ بهذا التكريم الرسمي الحافل بالكثير من المفاجآت السارة.

معبرا عن تقديره وامتنانه لقيادة مصلحة الجمارك بعدن على هذه اللفتة الطيبة التي أعادت له روح إنجازاته الكبيرة كقائد لمنتخب اليمن ونادي التلال الأعرق تاريخيا على مستوى الجزيرة والخليج.

منوها إلى أنه استعاد ذكريات زمان عندما كان اللاعب الأول في مختلف المحافل الدولية،
وعبر اللاعب المحتفى به عن تقديره الكبير لصحيفة توووفه التي كانت الجهة الإعلامية الوحيدة التي انفردت بتغطية هذا التكريم ومشاركته فرحة استذكار ماضيه الجميل.

مباركا لقياد الصحيفة هذه النقلة الإلكترونية العملاقة التي جعلت من “توووفه” رقما صعبا في مجال الإعلام الرياضي الالكتروني في زمن قياسي.

مسيرة حافلة

وخاض أبوبكر الماس أكثر من ثمانين مباراة دولية مع منتخبي اليمن الجنوبي ثم اليمن الموحد، وفي كلتا المناسبتين ارتدى الماس شارة القيادة حتى اعتزاله عام 1992 في مباراة شارك فيها النجم العماني حمتوت جمعان.

ويحتفظ أبو بكر الماس بالكثير من الأهداف الدولية التي سجلها في المحافل الخارجية عندما كان لاعبا لمنتخب اليمن الجنوبي، من أجملها هدفه في مرمى الحارس السعودي أحمد عيد، وهدفه الرائع في مرمى منتخب مصر عندما لعب في صفوف النصر الإماراتي وديا.

ثم هدفه الثمين في مرمى الحارس الكويتي العملاق أحمد الطرابلسي في تصفيات أولمبياد موسكو على ملعب الشعب الدولي بالعاصمة العراقية بغداد، وهدفه من منتصف الملعب في مرمى العين الإماراتي في بطولة الصداقة عام 1986، وهدفه من ركلة حرة في مرمى حارس منتخب البحرين محمد صالح ضمن تصفيات كأس العالم بمكسيكو سيتي.

وقاد الماس فريقه التلال للفوز ببطولة الدوري ست مرات وبطولة الكأس ثلاث مرات في حقبة اليمن الجنوبي، ثم قاد فريقه للفوز بأول بطولة دوري في عهد الجمهورية اليمنية.

وينحدر أبو بكر الماس من أسرة فنية ورياضية بالفطرة، فوالده هو فنان التراث اليمني الأصيل إبراهيم الماس صاحب الآهات والأنات، وشقيقه ناصر الماس واحد من عباقرة الكرة الجنوبية في زمنها الجميل، كما كان مدربا كبيرا لا يشق له غبار.

وشغل أبو بكر الماس مركز الوسط الهجومي بكل اقتدار، واستطاع بدهاء وحنكة المزاوجة بين صناعة الأهداف وتسجيلها، فقد توج عام 1982 بلقب هداف الدوري في اليمن الجنوبي، وتحصل على لقب نجم الموسم لثلاث مرات.

ويعد الكابتن أبو بكر الماس الذي اختاره نقاد اليمن لاعب القرن بلا منازع واحدا من أمهر اللاعبين العرب، حيث زامل العديد من اللاعبين الكبار على غرار المصريين محمود الخطيب وطاهر أبو زيد، والجزائري الأخضر بللومي.

والسعوديين ماجد عبدالله وصالح النعيمة والكويتيين فيصل الدخيل وعبد العزيز العنبري، والإماراتي عدنان الطلياني والقطري منصور مفتاح والعماني يونس أمان البحريني حمود سلطان، والقائمة تطول ولا شك.

حجز أبو بكر الماس لنفسه مكانا ثابتا في منتخب العرب، حيث شارك المنتخب ضد الأهلي المصري، وكان نجما لمنتخب العرب الذي تعادل مع بايرن ميونيخ الألماني عام 1988 في الدوحة.

جدير ذكره أن الماس ثاني شخصية جنوبية يتم اختيارها من طرف مصلحة الجمارك كشخصية العام بعد الشخصية الإعلامية الجنوبية الراحل أحمد عمر بن سلمان، أحد أهم أعمدة إذاعة عدن على مدار نصف قرن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى