عناد الساموراي يتحدى مفاجأة العنابي في نهائي مثير لكأس آسيا 

(د ب أ)-توووفه

بعد 50 مباراة على مدار أربعة أسابيع، يسدل الستار غدا الجمعة على فعاليات النسخة السابعة عشر من بطولة كأس آسيا لكرة القدم في الإمارات بمواجهة مثيرة بين منتخبين أحدهما اعتاد بلوغ المباريات النهائية للبطولة والآخر فجر المفاجأة الكبيرة وشق طريقه إلى النهائي للمرة الأولى.

ويصطدم المنتخب القطري (العنابي) بنظيره الياباني (محاربو الساموراي) على استاد “مدينة زايد الرياضية” بأبو ظبي في نهائي هذه النسخة التاريخية من البطولة لتكون مواجهة بين وجه جديد في المباريات النهائية للبطولة وبطل قديم يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الآسيوي حيث توج الساموراي الياباني باللقب أربع مرات سابقة كان آخرها في نسخة 2011 التي استضافتها قطر تحديدا.

ويتطلع المنتخب الياباني إلى الفوز باللقب للمرة الخامسة في تاريخه خاصة وأن الإحصائيات تصب في صالحه نظرا لفوزه باللقب في جميع المرات الأربع السابقة التي بلغ فيها النهائي.

وفي المقابل، يتطلع العنابي إلى تتويج مغامرته واستكمال المفاجأة بإحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخه.

ومن بين المباريات الأربع السابقة، كانت هناك مواجهة واحدة فقط في الأدوار الإقصائية حيث قلب الساموراي تأخره مرتين إلى فوز ثمين 3-2 في دور الثمانية بنسخة 2011 التي استضافتها قطر ليكمل الساموراي طريقه نحو منصة التتويج باللقب.

وبغض النظر عمن يستطيع منهما الفوز باللقب، فإن المباراة تأتي قبل نحو خمسة أشهر على مشاركة الفريقين في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) المقررة بالبرازيل.

والحقيقة أن كلا من الفريقين حقق حتى الآن أعلى مما كان متوقعا لكليهما قبل بداية البطولة.

ورغم فوزه باللقب أربع مرات سابقة، لم يكن المنتخب الياباني أبرز المرشحين للفوز باللقب في هذه النسخة نظرا لعملية الإحلال والتجديد التي مر بها مؤخرا وفشله في ترك بصمة جيدة خلال بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.

ولكن الفريق برهن عمليا على أن مستواه تطور بشكل سريع وهائل خلال الأشهر القليلة الماضية تحت قيادة المدرب الوطني هاجيمي مورياسو الذي تولى المسؤولية عقب المونديال الروسي.

وفي المقابل، لم يكن العنابي ضمن المرشحين بقوة للوصول إلى الأدوار النهائية لاسيما وأن الفريق لم يسبق له اجتياز دور الثمانية في تاريخ مشاركاته بالبطولة الآسيوية.

ولكن الفريق شق طريقه بنجاح إلى المباراة النهائية وفرض نفسه كمفاجأة كبيرة في البطولة تحت قيادة المدرب الإسباني المتحمس فيليكس سانشيز لتكون البطولة خطوة جيدة على طريق الاستعداد لبطولة كأس العالم 2022 بقطر.

وتشير الإحصائيات إلى أن العنابي هو الفريق الأفضل في النسخة الحالية من البطولة الآسيوية حيث حقق الفوز في جميع المباريات الست التي خاضها وسجل لاعبوه 16 هدفا ولم تهتز شباك الفريق بأي هدف حتى الآن علما بأن الفريق واجه في طريقه إلى النهائي ثلاثة منتخبات سبق لها الفوز باللقب وهي منتخبات السعودية والعراق وكوريا الجنوبية.

كما تغلب الفريق على نظيره الإماراتي صاحب الأرض خلال فعاليات لمربع الذهبي للبطولة رغم الحضور الجماهير المكثف لمساندة ودعم المنتخب الإماراتي.

وأصبح العنابي أول فريق يحافظ على نظافة شباكه في ست مباريات بنسخة واحدة من بطولات كأس آسيا بينما اهتزت شباك المنتخب الياباني ثلاث مرات وجاءت جميعها في مباراتين من المباريات الستة التي خاضها الفريق في البطولة حتى الآن في حين سجل لاعبوه 11 هدفا.

ويمتلك العنابي حاليا أفضل فارق أهداف (16 هدفا) لأي فريق في أي نسخة من البطولة ، طبقا لإحصائيات (أوبتا) .

وأكدت (أوبتا) أن المنتخب القطري سجل أهدافه الـ16 من 63 تسديدة في البطولة بنسبة 4ر25 % وأن التسديدات على المرمى كانت 28 تسديدة فقط لتبلغ نسبة النجاح من التسديد على المرمى 1ر57 %، بينما سجل الساموراي أهدافه الـ11 من 69 تسديدة من بينها 31 على المرمى لتقل نسبة النجاح بشكل ملحوظ عن نظيرتها لدى العنابي.

وطبقا للإحصائيات، التي نشرها الاتحاد الآسيوي للعبة، وفيما يتعلق بأسلوب اللعب، نفذ الساموراي 2809 محاولات تمرير خلال المباريات الستة بفارق يفوق العنابي بـ332 محاولة تمرير وأن 780 تمريرة منها وصلت إلى الثلث الهجومي مقارنة بـ562 تمريرة للعنابي كما أن التباين الأكبر في أسلوب لعب الفريقين هو طريقتهما في اختراق منطقة الجزاء حيث نفذ الساموراي 62 تمريرة عرضية مقابل 35 للعنابي.

وقال سانشيز : “أعتقد أن اللاعبين أظهروا ولاء وإخلاصا رائعا لأننا خضنا مباريات كنا بحاجة فيها إلى التحلي بالواقعية أمام فرق تجيد الهجوم ولديها لاعبون متميزون وبدائل مختلفة. وكان اللاعبون منظمين للغاية”.

وأوضح : “كانوا في غاية التركيز خلال هذا التحدي. المنتخب القطري عمل جيدا كفريق… في ست مباريات ، لم تستقبل شباك الفريق أي هدف. كان هذا مهما للغاية ومن أهم العوامل وراء تأهلنا للنهائي”.

وربما رأى العنابي في البداية أن بطولتي كأس آسيا وكوبا أمريكا في العام الحالي بمثابة خطوتين جيدتين على طريق الاستعداد لمونديال 2022 ولكن الفرصة أصبحت سانحة أمام الفريق للفوز باللقب الآسيوي وهو ما يعد إنجازا هائلا في حد ذاته.

وهناك لاعب واحد لن يعود إلى بلاده خالي الوفاض مهما كانت نتيجة مباراة الغد وهو المعز علي مهاجم العنابي الذي يتصدر قائمة هدافي البطولة برصيد ثمانية أهداف ليقتسم حتى الآن مع الإيراني علي دائي الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في نسخة واحدة من البطولة حيث سجل دائي ثمانية أهداف في نسخة 1996 التي استضافتها الإمارات أيضا.

وقال المعز علي، في تصريحات للاتحاد الآسيوي لكرة القدم: “لا ننظر إلى الإحصائيات، يمكنك الفوز 1-0 اليوم ثم تخسر 0-3 غدا، كل ما فعلناه حتى الآن هو شيء واحد. ولكن القادم أهم”.

وأشار اللاعب إلى أن “النهائي يحتاج للصبر. ولهذا، إذا كنا صبورين، فلنلعب جيدا وننسى كل ما حققناه حتى الآن. بهذه الطريقة فقط يمكننا الفوز في النهائي”.

وفي المقابل، حقق المنتخب الياباني في مسيرته بالبطولة رقما قياسيا حيث فاز في أول خمس مباريات له بالبطولة بفارق هدف واحد فقط في كل مباراة قبل أن يكسر هذه القاعدة في مباراته بالمربع الذهبي حيث تغلب على نظيره الإيراني 3-0.

وقال مايا يوشيدا قائد المنتخب الياباني، الذي كان ضمن صفوف الفريق الفائز باللقب في 2011: “أعتقد أننا قدمنا أداء رائعا وحافظنا على نظافة شباكنا لمباراة أخرى،  سجلنا ثلاثة أهداف، علينا أن نظهر مزيدا من الرغبة والحماس لنكون على استعداد للنهائي”.

وكان مورياسو أوضح قبل بداية البطولة أن المنتخب الياباني يهدف لاستعادة اللقب الذي فقده في أستراليا قبل أربعة أعوام.

وأوضح يوشيدا: “هذا ما ينتظره الجميع منا، يتعين علينا التتويج باللقب، علينا الفوز في كل مرة بآسيا”.

ويلتقي الفريقان غدا للمرة الخامسة في تاريخ مشاركاتهما ببطولات كأس آسيا، وكان اللقاء الأول بين الفريقين انتهى بفوز العنابي بينما حقق الساموراي فوزا واحدا وتعادل الفريقان في مباراتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى