العواني يعدد مكاسب بطولة كأس آسيا 2019

(د ب أ)-توووفه

 

عدد عارف العواني أمين عام مجلس أبو ظبي الرياضي مدير بطولة كأس آسيا 2019 لكرة القدم بالإمارات الفوائد الفنية والتنظيمية التي حققتها هذه النسخة من البطولة القارية والتي تمثل إرثا كبيرا ومهما للرياضة الإماراتية بخلاف تأثيرها في تاريخ الرياضة الأسيوية.

كما أشاد العواني ، خلال مقابلة مع عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين المتابعين للبطولة ، بالحضور الجماهيري المتميز في البطولة والذي كان من المكاسب الحقيقية والكبيرة في هذه النسخة.

وأعرب العواني عن سعادته بالتغطية الصحفية والإعلامية الرائعة للبطولة على كافة المستويات سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

وعن الجهد الكبير الذي بذله المنظمون لإقامة بطولتي كأس العالم للأندية وكأس آسيا دون فاصل زمني كبير بينهما حيث اقتصر على أسبوعين فقط بين نهاية مونديال الأندية في 22 كانون أول/ديسمبر الماضي وبداية كأس آسيا في الخامس من يناير المنقضي ، أشار العواني : “بلا شك أنه شيء يمثل تحديات كبيرة وإيجابيات أيضا. على مستوى الإيجابيات ، كان أبرزها الاهتمام الإعلامي بقدرة الإمارات على تنظيم الحدثين المتتاليين. وكان التحدي هو التعود على تقديم شيء مختلف وساعدنا على هذا بلوغ نادي العين المباراة النهائية في مونديال الأندية ووصول المنتخب الإماراتي المربع الذهبي لكأس آسيا… وظهر هذا التحدي بشكل كبير وواضح في عمل المتطوعين وحماسهم وتنقلهم من إمارة لأخرى من أجل المساهمة بشكل فعال في إنجاح الحدث”.

وعن تقييمه للبطولة باعتبارها أول نسخة تقام بمشاركة 24 منتخبا ، قال العواني : “البطولة كانت مفيدة فنيا ومن أبرز البطولات على المستوى الفني. شاهدنا ارتفاع مستوى عدد من الفرق والتقارب في المستويات بين العديد من الفرق. أتمنى أن تقام بمشاركة 24 منتخبا لكنني أتمنى اختصارها من خلال إلغاء دور الستة عشر الذي أراه بلا فائدة حيث يمكن أن يتأهل متصدرو المجموعات الستة مع أفضل فريقين يحتلان المركز الثاني في هذه المجموعات ليكون الدور الثاني هو دور الثمانية وهو ما سيكون دافعا إضافيا للفرق على بذل مزيد من الجهد”.

وأوضح : “لابد أيضا من أن تكون القوانين واللوائح في البطولة أكثر وضوحا مثلما هو الحال في بطولات الاتحاد الدولي بدلا من عملية الارتباك لتحديد المتأهلين حتى وصل الأمر للتأهل من خلال البطاقات الصفراء والحمراء”.

وأشار إلى أن إلغاء دور الستة عشر سيخفف بالتأكيد من العبء الواقع على المنظمين حيث يشهد هذا الدور ثماني مباريات.

وفيما يخص الحضور الجماهيري في البطولة ، أعرب العواني عن سعادته بحجم الحضور الجماهيري الذي اجتاز ال600 ألف مشجع في 50 مباراة أقيمت بالبطولة قبل المباراة النهائية المقررة اليوم الجمعة.

وأشار : “الحضور كسر حاجز ال600 ألف مشجع في هذه البطولة وهو ما تحقق قبل المباراة النهائية للبطولة. كان هدفنا حضور عدد أكبر ولكن هذا الحضور كان جيدا بالطبع. بالتأكيد ، نشعر بالسعادة لهذا الحضور. كان من الطبيعي بالتأكيد مساندة الجماهير الإماراتية لمنتخبها ، وبالفعل ساندته حتى آخر لحظة”.

وأكد العواني أن 3500 تذكرة في كل مباراة تكون من نصيب الرعاة وتوزع عليهم قبل بداية البطولة ولكن الرعاة يختارون بالطبع مباراة أو اثنتين للحضور ولا يحضرون كل المباريات.

وأوضح : “ليس صحيحا أن البعض اشترى التذاكر ولم يحضر لتظهر بعض المدرجات خالية. البطولة حظيت بدعم إعلامي ودعم على وسائل التواصل الاجتماعي. هناك بعض التغريدات غير الصحيحة على وسائل التواصل الاجتماعي وتؤخذ على أنها تصريحات ولكنها غير صحيحة.. وكثير من الاجتهادات كانت خاطئة”.

وعن الدروس المستفادة من تنظيم بطولتي مونديال الأندية وكأس آسيا ، قال العواني : “ليست دروسا بقدر كونها إرثا كبيرا. لدينا الآن مجموعة كبيرة من الملاعب الجاهزة تم تطويرها وتجديدها على أعلى مستوى لتستوعب بطولات أكبر. وهناك أيضا ملاعب تدريب عديدة (نحو 25 ملعب) ما ساهم في أن يختار كل منتخب في البطولة الملعب الذي يناسبه ليتدرب عليه”.

وأشار : “هناك جهات استفادت من تطوير الملاعب استعدادا للبطولة ومنها نادي أصحاب الهمم في العين وجامعة نيويورك وملاعب في مدينة زايد الرياضية وغيرها… كما استخدمنا التقنيات العالية في زراعة الملاعب التي يكون الضغط أكبر عليها مثل استاد مدينة زايد الرياضية واستادي هزاع بن زايد واستاد آل مكتوم ، ولهذا لم تظهر أي شكوى من الملاعب”.

وأضاف : “المهم بالنسبة لنا كان تجهيز ملاعب على أعلى مستوى سواء للمباريات أو التدريب وتوفير أماكن متميزة لإقامة الفرق ومراكز صحفية للإعلاميين على أعلى مستوى. كما استفدنا من اكتساب المتطوعين والعاملين في البطولة لخبرات كبيرة سينقلونها لأنديتهم وللمسابقات المحلية”.

وعن تصريحاته السابقة بأن عائدات البطولة ستتجاوز المليار درهم التي تم إنفاقها على الاستضافة ، قال العواني : “تكلفة الاستضافة تشمل إنشاء استادي هزاع بن زايد وآل مكتوم خصيصا للمشاركة في استضافة فعاليات البطولة وتطوير ثلاثة ملاعب آخر وهي استاد الشارقة واستاد آل نهيان واستاد راشد بالإضافة إلى تجديد الاستادات الأخرى وملاعب التدريب”.

وأضاف : “هدفنا أن تتجاوز العائدات حجم التكاليف بالطبع وهو ما سنتعرف عليه من خلال التقرير المالي والاقتصادي الذي سيصدر في غضون ثلاثة شهور عقب انتهاء البطولة. لدينا أرقام مبشرة بالفعل حيث وصلت نسبة الإشغال في بعض المدن في أوقات المباريات نحو 95 بالمئة”.

وعن التحفظات على حفل الافتتاح البسيط الذي أقيم قبل ضربة البداية في المباراة الافتتاحية مقارنة بالحفل المبهر في افتتاح نسخة 1996 بالإمارات أيضا ، قال العواني : “أشرنا بالفعل قبل البطولة إلى أن حفل الافتتاح لن يضاهي حفل افتتاح نسخة 1996 لأنه من المفترض أن يكون مبسطا حتى لا يؤثر على أرضية الملعب. ولهذا كان التركيز على وجود رمز حمامة السلام مع اختصار الأوبريت طبقا للوقت المتاح وهو أوبريت عزيز للغاية على الإماراتيين. الحدث الوحيد الذي يسمح فيه حاليا بحفل كبير هو الأولمبياد حيث يكون اليوم مخصصا للحفل فحسب ولا تقام مباريات على أرضة الملعب في نفس اليوم. حتى حفل افتتاح كأس العالم 2018 بروسيا كان مبسطا وكذلك افتتاح نسخة 2015 من كأس آسيا. الإمارات لا تعجز عن تنظيم أي احتفالية مثلما حدث على سبيل المثال في حفل عام زايد إضافة للأرقام القياسية التي نحققها في الاحتفالات برأس السنة. ولا نعجز عن استخدام الألعاب النارية المبهرة في الاحتفالات”.

وأعرب العواني عن أسفه لتسرع بعض الأصوات في انتقادها دون انتظار لتقييم الأمور مشيرا إلى أن هذا ربما كان نابعا من الرد على هزيمتها في الانتخابات الماضية لاتحاد الكرة أو بسبب خلافات دفعتها لإلقاء الاتهامات على بعض المشاركين في التنظيم. وقال : “هناك أشياء لا تليق بالطبع. والهدف هو تقديم شيء مميز دائما وعلينا مثلا تقييم مدى الدقة في مواعيد بدء المباريات وتوفير كل سبل الراحة للمشاركين والجماهير. هناك فارق يقتصر على 13 دقيقة فقط منذ خروج اللاعبين من المستطيل الأخضر بعد عملية الإحماء وحتى عودتهم لبدء المباراة ، وهذا هو الوقت الذي يسمح به للحفل”.

وعن مدى رضا الاتحاد الأسيوي عن التنظيم ، أكد العواني : “مسألة الرضا عن التنظيم ستكون بعد انتهاء فعاليات البطولة تماما… والاجتماعات التي أجريت يوميا على مدار البطولة بين المنظمين ومسؤولي الاتحاد الأسيوي كانت لمناقشة أي سلبيات تطرأ حتى يمكن تلافيها وعلاجها سريعا”.

وعما إذا كان ترشح محمد خلفان الرميثي نائب رئيس اللجنة المنظمة للبطولة ونائب رئيس مجلس أبو ظبي الرياضي في الانتخابات المزمع إجراؤها بعد أسابيع قليلة لمنصب رئيس الاتحاد الأسيوي تسبب في معاملة غير ودية أو بعض المشاكل من قبل مسؤولي الاتحاد الأسيوي ، قال العواني : “بالعكس. من خلال تعاملي مع الجميع كمدير للبطولة ، لست معنيا بعملية الترشح أو الانتخابات ، وأتعامل مع تنظيم وإدارة البطولة ككل ومن مباراة لأخرى ، وهو الهدف المهم بالنسبة لنا دون أي خلط بين الأمرين. لم يكن هناك أي مشاكل وكان التعاون جيدا بين جميع الأطراف… لا أعتقد أن المنافسة بين المرشحين في تلك الانتخابات ستفسد للود قضية… ونتمنى أن تتسم الانتخابات بالروح الرياضية”.

وعن بدء تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) في البطولة بداية من دور الثمانية فقط ، قال العواني : “هذا القرار كان للاتحاد الأسيوي وليس من اختصاص المنظمين. ورأيي الشخصي هو أنه كان من الضروري تطبيق هذه التقنية من أول مباراة في البطولة”.

ورفض العواني التطرق لمدى تأثير غياب هذه التقنية في دور المجموعات ودور الستة عشر مشيرا إلى أنها أمور فنية فيما يعني هو بالأمور التنظيمية.

وأكد : “نعمل باستمرار بالتعاون مع الاتحاد الأسيوي وهناك حاجة للتطوير في كل البطولات مثل دوري أبطال آسيا ، وتقنية الفار من بين الأمور التي تدخل في نطاق التطوير الحتمي. مهما ذكر من أعذار ومبررات مالية فإنها غير صحيحة لأننا نطبقها على مستوى ست مباريات في نفس اليوم بالدوري الإماراتي. وفي البطولة الأسيوية توجد ثلاث مباريات فقط يوميا والعملية تكون أسهل كثيرا مع وجود غرفة تحكم واحدة لجميع الملاعب”.

وعن وجود بعض الانتقادات والشائعات التي كانت تهدف لإفشال البطولة والتقليل من جودة عملية التنظيم ، أوضح العواني : “كل من تكلم وأعطى أراء وملاحظات للتصحيح أو علاج أي شيء بها ، رحبنا بحديثه وبأفكاره. ومن تكلم بشكل سلبي لأغراض أخرى ، سيكون الرد عليه الحوار مع داخليا في وقت آخر بعيدا عن البطولة. ليس لدينا استعداد لجر ضيوفنا والمشاركين في البطولة إلى مثل هذا الحوار الجانبي”.

وعن إبراز بعض وسائل الإعلام الأجنبية لأحداث الشغب في مباراة المنتخب الإماراتي أمام نظيره القطري في المربع الذهبي للبطولة ، قال العواني : “في كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016 بفرنسا) أحداث الشغب والعنف بين الجماهير الإنجليزية والروسية كما شاهدنا مؤخرا نقل مباراة بوكا جونيورز وريفر بليت الأرجنتينيين في نهائي كأس ليبرتادوريس من قارة أمريكا الجنوبية إلى القارة الأوروبية. الأهم أن نتعامل مع الموقف بتجرد. كان من المفترض أن يشهر الحكم بطاقة صفراء في وجه الفريق القطري بسبب الاحتفال الاستفزازي من لاعبيه وهو ما تنص عليه اللوائح. لو أدى الحكم واجبه تجاه هذا الاستفزاز ، ما وصلنا إلى هذا… والحقيقة أن التعامل من رجال الأمن كان مثاليا كما أن قطاعا عريضا من الجماهير استنكر هذا التصرف وحاول تهدئة الموقف”.

ولدى سؤاله عن السبب وراء زيادة الضغوط الإعلامية فيما يتعلق بالكأس الأسيوية أكثر مما كان الحال في مونديال الأندية ، أجاب العواني : “هذا الضغط ليس مشكلة كبيرة. شاهدنا أيضا الضغط الإعلامي على المنتخب الإيطالي لعدم بلوغه مونديال 2018 … وكل بطولة ، نواجه فيها التحديات والضغوط الإعلامية ولكنها لم تكن مشكلة في ظل اعتمادنا على لجنة إعلامية متميزة”.

وأشار العواني إلى وجود بعض الشائعات التي ترددت بشأن مسائل مختلفة ولكن الواقع كان على عكس هذا مثلما تردد أن التذاكر في مباراة الأردن وسوريا بيعت لفريق معين ولكن المدرجات أظهرت وجود جماهير الفريقين ، وكذلك الشائعة التي ترددت عن منع بعض القنوات وهو ما أكد الواقع عدم حدوثه أيضا.

وأشار : “البعض تحدث أيضا عن حظر دخول تيفو معين لإحدى المباريات ولكن المشكلة كانت في بعض الكلمات الموجودة على اللافتة وهي أمور تتعلق بالأمن وليست تنظيمية. المنظمون لا يتدخلون في العمل الأمني الذي يتبع بروتوكولات معينة متفق عليها”.

وأضاف : “تردد أيضا أنه تم منع أجهزة من الدخول برفقة الجماهير. هذه الأجهزة هي مدفأة للطبول وهو أمر لا يمكن قبوله ولا يحدث حتى في بطولة الدوري المحلي لدينا والتي تتبع المعايير الدولية حتى فيما يتعلق باشتراطات مكبر الصوت الذي يسمح للجماهير باصطحابه. كيف يتم السماح بدخول مدفأة كهربائية إلى المدرجات وهو أمر ضد اشتراطات السلامة والأمن. هي تصرفات فردية ربما يكون الهدف منها الاستعراض والظهور”.

وأضاف : “لم نتردد في دراسة أي مطالب من المنتخبات المختلفة حيث كانت هذه المطالب تدرس على الفور مع مختلف الجهات وبعضها تم دراسته مع الجهات الأمنية ولبينا المطالب الممكنة. الهدف ليس تنظيم مباراة فقط وإنما الأمن والسلامة وتوفير كل الإمكانيات الممكنة ، وشاهدنا كيف أبدت كل المنتخبات إشادتها وارتياحها بهذا التنظيم”.

وعن وجود تضييق وتشديد من بعض مسؤولي الاتحاد الأسيوي في مواجهة الإعلاميين على عكس ما هو الحال من تسهيلات وفرتها اللجنة المنظمة لعمل الإعلاميين والصحفيين ، قال العواني : “وصلتنا بعض هذه الملاحظات ولكنها قد تكون تصرفات فردية ناجمة عن اختلاف الثقافات ولكن على المستوى العام كانت الملاحظات إيجابية”.

وعما إذا كان الاتحاد الأسيوي حاول طمس نجاح البطولة على عكس ما كان يردده من إشادة دائمة ببطولة أستراليا 2015 ، أوضح العواني : “لا يمكن حدوث هذا لأن الأرقام تتحدث عن نفسها وهناك تغطية إعلامية متميزة للبطولة لا يمكن أن تخفي نجاح البطولة… ولا أريد تحميل المسألة أكبر من حجمها”.

وأشاد العواني بالتعاون الواضح من داتو ويندسور أمين عام الاتحاد الأسيوي وشين مان رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد لأن النجاح يكون مشتركا للجميع.

وعن بعض الأرقام التي شهدتها البطولة ، قال العواني إن 1464 إعلاميا شاركوا في تغطية فعاليات البطولة وأن أكبر عدد منهم من الإمارات حيث بلغ عددهم 126 صحفيا. وخلال البطولة ، جرى التفاعل مع أكثر من 150 مدرسة في الإمارات كما كانت البطولة من أكثر البطولات من حيث تفاعل الجماهير عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

وأشار إلى أن ترديد وتداول اسم البطولة تخطى السبعة مليارات تداول خلال فترة البطولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى