تحليل توووفه: ألبا وروبرتسون وكانسيلو أمثلة.. الحل دائما عند الأظهرة

 

تحليل- أحمد مختار

زادت قيمة الأظهرة في الكرة الحديثة يوما بعد يوم، نتيجة لميل المدافعين إلى اللعب بالكرة وتفضيل لاعبي الوسط سلاح التحولات ومشتقاته. لقد صار اللعب الهجومي قائما على استراتيجية الكرات القطرية، رفقة الاختراق العمودي من الخلف إلى منطقة الجزاء.

وبالتركيز على توحش غول الضغط على لاعبي الوسط، وتركيز المدافعين على تحركات لاعبي الهجوم وأماكن تواجدهم، باتت الحاجة ملحة إلى استغلال الأطراف. ولأن العمق سهل غلقه وصعب اختراقه، فإن الحل يكمن في صعود الأظهرة إلى الثلث الهجومي الأخير.

كلما تأزمت الأمور مع زيدان، يلجأ إلى الحل السحري بلعب الكرات القطرية تجاه الأطراف، والاعتماد على ثنائية كارفخال ومارسيلو، في تخطي المدافعين ولعب العرضيات داخل منطقة جزاء.

هكذا كانت أشهر خطة للفريق الفائز بثلاث بطولات دوري أبطال على التوالي. وعلى مستوى الانتقالات، تعاقد مانشستر سيتي منذ فترة مع ثلاثة أظهرة دفعة واحدة، ميندي، والكر، ودانيلو، ولا يزال بيب في حاجة إلى دفعة جديدة.

ينافس ليفربول بقوة على لقبي دوري الأبطال والبريمرليج، يتحدث الجميع عن قيمة صلاح، ماني، فيرمينو، ويصفوهم بمثلث الرعب، لكن ماذا عن أرنولد وروبتسون؟ الثنائي الذي يقوم بدور الظهير وصانع اللعب في آن واحد.فاللاعب الأيمن أرنولد له وظيفة مهمة أثناء البناء من الخلف، حيث أنه يمتاز بلعب التمريرات القطرية المباشرة من الطرف إلى عمق الهجوم.

ويستخدم كلوب خط وسطه كـ “حاجز” للحركة من أجل شغل انتباه المنافسين، بينما يمرر أرنولد مباشرة من الخلف إلى صلاح وفيرمينو بالأمام، إنها إحدى أشكال طريقة هجوم “الريدز” أثناء البناء المنظم دون المرتدات.

يصنع روبرتسون في المقابل أهدافا عديدة، لأنه يصعد باستمرار إلى حافة منطقة الجزاء، لديه قدم قوية تعرف التمرير الأرضي والعالي، لذلك مع دخول ماني إلى الداخل كمهاجم إضافي، أو حتى لاعب وسط عند التحول من 4-3-3 إلى 4-4-2. يأتي دور الظهير الأيسر في الصعود من الخلف إلى الأمام، شغل دور الجناح الصريح، وصناعة الفرص والأهداف للمهاجمين.

قوة روبرتسون في أنه ظهير بدرجة صانع لعب. بعيدا عن دوره وقيمته في “الأسيست” فإن عدد كبير من تمريراته تتحول إلى تسديدات، بالإضافة إلى مساهمته الفعالة في عملية البناء، وتدوير الكرات في نصف ملعبه، بالقرب من حارس المرمى.

ونتيجة لامتلاك الفريق هذه النوعية على الأطراف، فإن كلوب يغض البصر كثيرا عن سلبيات خط وسطه، والتي تظهر بوضوح عند إصابة أحدهما، أو انخفاض مستوى الآخر، لأن الارتكاز وقتها يكون مطالبا بالمزيد، وهو ما لا يقدر عليه، ليتم وضع هجوم الفريق في خانة اليك، ويعود صلاح-فيرمينو-ماني خطوات للخلف.

صنع جوردي ألبا حتى الآن 10 أهداف هذا الموسم في الليجا والشامبيونزليج، مع تطوره بوضوح على مستوى اللمسة الأخيرة، فالظهير الأيسر لبرشلونة عانى سابقا من تسرعه غير المبرر أمام المرمى. صحيح أن هذا العيب لم يتم طمسه بالكامل، لكن هناك ملامح للتحسن والتطور، أظهرها اللاعب خلال المباريات الكبيرة، سواء بحضور ميسي أو غيابه.

يعرف كل العالم طريقة لعب برشلونة، أن يستلم ميسي من العمق ويتحرك ألبا في ظهر المدافعين، على خطى نيمار في 2015 و2016، لكن قليلون من يتحكمون فعليا في هذه اللعبة ويقللون من خطورتها، والسبب أن تمريرات ميسي مميزة لأقصى درجة، كذلك حركة ظهير برشلونة تستحق التقدير والرصد أيضا.

جوردي يعرف كيف يتحرك في ظهر المدافعين، وتحسن على مستوى استغلال ما يعرف بالجانب المظلم للاعبي الخط الخلفي، أو فيما يطلق عليه تكتيكيا “Blind side”، حيث يقوم اللاعب بالتحرك عكس إتجاه مراقبه، أو خلال الزاوية التي لا يراها بظهره، وهو ما يفعله ألبا بالتعاون مع ميسي، ليصنع الفريق الكاتلوني خطورة كبيرة أسفل الأطراف، رغم أنه في أغلب المباريات يلعب بجناح واحد فقط، رفقة ميسي وسواريز في العمق.

يحقق اليوفي انتصارات متكررة في إيطاليا بنفس الطريقة، بصعود أحد الظهيرين ناحية الثلث الأخير، وميل أحد لاعبي الوسط ناحيته للمساندة، ثم لعب العرضية داخل منطقة الجزاء، تجاه رونالدو وماندزوكيتش وخلفهما ديبالا.ويؤدي كانسيلو دور البطل في هذا التكتيك، سواء بلعبه على اليمين أو اليسار، إنه اللاعب الأخطر في صفوف السيدة العجوز، عندما يفشل الوسط كعادته مؤخرا في الإنتاج.

تطور كانسيلو مع أليجري مقارنة بأيامه في إنتر، الظهير الأيمن الذي يلعب على اليسار دون مشاكل، والمتفوق في موقف 1 ضد 1 بسبب سرعته وجرأته. يمرر الكرات للمهاجمين، ويجيد اللعب بمفرده على الخط دون الحاجة إلى جناح. ويفضل أي مدرب هذا اللاعب، لأنه يسمح للطاقم الفني بإضافة لاعب وسط إلى المنتصف، أو حتى الدفع بلاعب هجومي آخر بالعمق. ومع كامل الاحترام والتقدير لرونالدو وقيمته، فإن كانسيلو هو أفضل صفقات يوفنتوس هذا الموسم، على الأقل حتى الآن.

تكتيكيا وخططيا يمكن القول بأن الفترة الحالية تستحق أن توصف بأنها أيام الأظهرة دفاعا وهجوما. حتى الفرق التي عانت في بعض الفترات فإنها افتقدت إلى الحسم المطلوب أسفل الأطراف، ولنا مثال بفترة انخفاض مستوى مانشستر سيتي، لغياب ميندي الطويل يسارا، وقلة تركيز والكر أثناء التحولات من الهجوم للدفاع. وتطور مستوى الريال بالفترة الأخيرة، بعد اكتمال لياقة كارفخال، ودخول ريجيلون في التشكيلة بعض الشيء على حساب مارسيلو.

يتبقى القليل على نهاية الموسم، ومن الآن يمكن التوقع بأن الفريق الذي سيمتلك أفضل ثنائي ممكن على الأطراف، سيكون له فرص كبيرة في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، خصوصا مع انخفاض مستوى كبار مهاجمي القارة العجوز، وانشغال الوسط بمهام أخرى كالتحولات والتغطية والضغط ذهابا وإيابا. الوعد في أول يونيو.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى