آل مالك الشحي: نناشد وزارة الشؤون الرياضية بوضع أندية مسندم تحت المجهر، ولا أمل في استئناف النشاط الكروي المُجمّد في الموسم القادم!

 

توووفه – حسن الحوسني

 

أندية خصب وبخاء ودبا..غائبة!.. ومدحاء يصارع بلا أمل

إن المتتبع لتاريخ مشاركات الأندية العمانية وتواجدها في المسابقات المحلية لكرة القدم، سيلحظ غياب أندية محافظة مسندم عن المشهد الكروي المحلي على مستوى كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم، ولو أتيح لها المشاركة فلا تعدو مجرد التواجد في الصف الثالث من المنافسات المتمثل في دوري الدرجة الثانية، ولم يسبق لهذه الأندية أن تأهلت لدوري الدرجة الأولى على أكثر تقدير، بل إن في هذا الموسم ذهبت جميع هذه الأندية إلى أن تجمد نشاطها الكروي عدا نادي مدحاء الذي يخوض الآن غمار المنافسة في دوري الدرجة الثانية بلا أمل له في الصعود! فماذا يقف وراء انكماش مشاركات ومنافسات هذه الأندية على مستوى مسابقات كرة القدم المحلي، وما الذي تخطط له أندية خصب ومدحاء وبخاء ودبا من أجل انتشال نفسها من القاع، وتقديم نفسها كأحد المنافسين الحقيقيين في دوري الدرجة الأولى أو في مراحل متقدمة الوصول إلى دوري عمانتل؟

توووفه اقتربت من المشهد لتتعرف على أوضاع أندية المحافظة وواقعها الحالي من خلال الاتصال برئيس نادي خصب محمد بن حمدان آل مالك الشحي، الذي رحّب بمبادرة الصحيفة نحو الاهتمام بطرح هذا الموضوع مؤكدًا أن غياب أندية المحافظة عن المشاركات في المسابقات المحلية يقف خلفه جملة من التحديات التي تحول دون قدرة هذه الأندية على ممارسة أدوارها بالشكل المطلوب، والتواجد في مسابقات كرة القدم كما هو مشاهد في أندية المحافظات الأخرى في السلطنة.

 

تحديات مادية بنسبة 80%

وصرّح الشحي بأن العوائق والتحديات التي تواجه أندية المحافظة وتحول دون انخراطها في المسابقات المحلية هي مادية بنسبة 80%، فنادي خصب مثلا بعد توقف لعشر سنوات عن مسابقات كرة القدم قرر في خطوة نُظر إليها بالحالمة حينها عندما أعلنت الإدارة السابقة برئاسة خالد الشحي في فندق أتانا في أكتوبر 2015 تعاقدها مع المدرب التونسي أنيس الشايب ومدرب حراس مرمى ومعد بدني وأربعة لاعبين محترفين دوليين لخوض غمار المنافسة على درع كرة القدم في الدرجة الثانية في موسم 2015/2016، تفاجأت الإدارة بأن تكاليف تلك المشاركة بلغت حوالي 80 ألف ريال بينما أن دعم وزارة الشؤون الرياضية للنادي لا يتجاوز 45 ألف وما يتحصل عليه النادي من إيرادات الخاصة حوالي 20 ألف ريال عماني، وبالتي كانت تلك المشاركة وبالًا على النادي ومديونية دفعت الإدارة إلى إجهاض تلك التجربة والعودة إلى حالة السبات!.

وأوضح الشحي أن النادي في السابق كان يستفيد من دعم الوزارة السنوي المقدر بـ 50 ألف ريال، ومبلغ الصيانة المقدر بـ9 آلاف ريال سنويًا، إلا أنه بعد تقليص الدعم إلى 45 ألف ريال، وقرار إيقاف مبلغ الصيانة، ومع ارتفاع الأسعار في وضع الاقتصاد الراهن، وظروف الموقع الجغرافي لمسندم بكونها تعتمد على الأسواق المجاورة التي بدأت تطبيق القيمة المضافة هذا العام كل هذه الأوضاع فاقمت المهمة على أندية المحافظة وخلّتها في وضع اليائس!

وعن استفسارنا عن حالة اليأس التي وصلت لدى الأندية في المحافظة لدرجة أن تجمد ثلاثة أندية ومنها خصب نشاطها الكروي أوضح آل مالك الشحي: “مثلا في حال قرر أي ناد في المحافظة المشاركة في دوري الثانية سيتطلب دفع ما يقارب 80 ألف ريال على أقل تقدير، ولو حالفه الحظ وصعد لدوري الدرجة الأولى سيتطلب ضعف هذا المبلغ إن كان يرغب في المنافسة على إحدى بطاقات التأهل، وإن تجاوز هذه العقبات وصعد لدوري عمانتل تخيل حجم التكاليف التي يحتاجها هذا النادي للدخول في منافسة حقيقية مع بقية الأندية، “الوضع بحاجة إلى وقفة من قبل المسؤولين في ظل عدم توفر الدعم الكافي، واستمرار الوضع على ما هو عليه يبقي حالة تجميد النشاط الكروي قائمة، ولا أمل باستئنافها في الموسم القادم” .. يؤكد الشحي.

 

تربة إضافية لملعب بخاء كلّفت 6 آلاف و”جهاز الرقابة” يتدخل

وأكد محمد الشحي على مطلب أندية المحافة من وزارة الشؤون الرياضية والاتحاد العماني لكرة القدم بوضع خصوصية لأندية محافظة مسندم لموقعها الجغرافي المعروف لدى الكل، مضيفًا: “إن لم يراع هذا الأمر فلا يمكن لهذه الأندية أن تضع نفسها في مصاف الأندية الأخرى في بقية المحافظات، ونمثل لذلك بمثال بسيط، فقد حدث أن استدعت أرضية نادي بخاء كمية من التربة المخصصة لعمل الصيانة اللازمة، أقرب منطقة للحصول عليها كانت من رأس الخيمة، لكن محجر وزارة الزراعة والثروة السمكية في حدود مسندم رفض إدخال التربة إلى المحافظة بناء على أنظمة معمول بها. اضطرت إدارة نادي بخاء لشحن التربة من ولاية محضة في خط سير محدد بخرائط جوجل لتصل التكلفة إلى 6 آلاف ريال بما يكفي لتهيئة ملعب جديد، مما استدعى جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة إلى التدخل ومساءلة إدارة النادي عن كيفية إدخال الرمل كونه مخالفا لأنظمة وزارة الزراعة والثروة السمكية ليتضح بعد أن قدم النادي الوثائق المطلوبة أن المسألة لا تتعدى خصوصية الموقع الجغرافي الذي يتحتم الوصول إليه برا للقادمين من محافظات السلطنة المرور بدولة الإمارات العربية المتحدة، وليس في ذلك ارتكابا لمخالفة استيراد الرمل من خارج السلطنة”.

وأشار الشحي إلى: “إن بطولة شجع فريقك التي تدعمها وزارة الشؤون الرياضية بمبلغ 1500 ريال، كلّفت خزينة نادي خصب فيما يتعلق بشق الحكام فقط 2500 ريال، وذلك لأن المحافظة يندر بها وجود الكوادر التحكيمية المؤهلة والمعتمدة، وتضطر إدارة النادي إلى الاستعانة بحكام من المحافظات الأخرى، ونتيجة لخصوصية الموقع الجغرافي فإن تكاليف جلب الحكام فقط يتخطى حجم الدعم الإجمالي المقدم من الوزارة لإقامة هذه الفعالية المحلية، ومع ذلك فإن النادي ماضٍ في إقامة هذه المسابقة، والنادي قد اعتمد خطة لتعيين مدرب للمراحل السنية بتكلفة حوالي 12 ألف ريال ومتوقع البدء فيها خلال الشهرين القادمين، وذلك لرعاية الناشئة واكتشاف لاعبين جيدين من أبناء المحافظة”.

وتطرق الشحي في ختام حديثه إلى أن هنالك لقاء جمع مؤخرًا أعضاء من مجلس إدارة نادي خصب بمعية سعادة عضو مجلس الشورى ممثل الولاية بالمسؤولين في وزارة الشؤون الرياضية، وكانت المطالب الرئيسية تتمحور حول إعادة النظر في قرار إيقاف مبلغ الصيانة المقدر بـ9 آلاف شهريا ومراعاة وضع أندية المحافظة وخصوصية موقعها الجغرافي، مضيفًا: “وهنالك لقاء جمعني أيضا قبل حوالي شهرين بسعادة رشاد بن محمد الهنائي وكيل الوزارة، وكان لقاء إيجابيًّا ومثمرًا ونحن نتطلع لدور أكبر من قبل الوزارة في مراعاة الخصوصية الجغرافية لأندية المحافظة وتيسير السبل لدعمها لتتمكن من أخذ مكانها الطبيعي بين صفوف الأندية الأخرى في المحافظات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى