ظفار .. زعيم فوق العادة

توووفه– لؤي الكيومي

عندما يتعلق الأمر بنادي ظفار فهذا ليس صُدفة أو حظا عابرا، فما حققه الفريق الكروي للنادي الأحمر هذا الموسم قد يكون أقرب للإعجاز، إلا أنه غير ذلك بكثير في قاموس الزعيم.

لم يدخل زعيم الكرة العمانية التاريخ “بل هو التاريخ نفسه”، ولم يحقق الريادة على مستوى الأرقام في موسم مميز بالنسبة لعشاقه إلا لأنها لا تخضع إلا له.

كان نتاج الزعيم هذا الموسم، أرقام قياسية ومستويات متميزة وحضور عظيمُ ومؤثر وحنكة إدارية وتفرد بكل شيء حتى بالتفاصيل الصغيرة للموسم.

عدي القرا

أرقام قياسية

بدأ الزعيم موسمه بكل قوة عاقداً العزم على استعادة اللقب المحبب له من جديد ولكن هذه المرة بدون أي شك حول قدرته بالتتويج.

خاض الفريق الكروي 26 لقاءً على مستوى بطولة الدوري، فاز في 20 وتعادل في 6 لقاءات جامعاً 66 نقطة، وهو الأعلى تاريخيا، كما حقق رقماً مميزاً بعدم تذوقه طعم الخسارة إطلاقاً وهو ما راهن عليه أبناء ظفار منذ انطلاق الموسم.

وعلى المستوى التهديفي كانت صواريخه المدمرة في الموعد وبلا أية رحمة، فقد سجل لاعبوه 57 هدفاً واستقبلت شباكه 11 هدفاً مع فارق +46.

كل هذه الأرقام لا تدع مجالاً للشك في استحقاقه للقب والريادة أو مكاناً للتقليل من إنجاز الزعيم.

نادي ظفار

أسماء لامعة

مع النظر في الإنجاز المتفرد لزعيم الكرة العمانية، لابد من التركيز وتسليط الضوء على أسبابه، وكيف تحقق ولماذا كان كل هذا لظفار بالتحديد؟.

سعت إدارة النادي برئاسة الشيخ علي الرواس قبل بداية الموسم للتعاقد مع لاعبين مميزين وذوي خبرة عالية سواء على المستوى المحلي أو الخارجي، من أجل تدعيم الصفوف والنظر بقوة نحو الهدف المنشود بركائز قادرة على تحقيقه.

امتلك ظفار في صفوفه كل العناصر الممكنة لتحقيق الإنجاز المتفرد، بداية من مركز حراسة المرمى بتواجد رياض سبيت وبلال البلوشي وتواجد عبدالسلام عامر وأحمد الخميسي ومحمد المسلمي وعلي البوسعيدي في الخط الخلفي الذي كان السد المنيع للفريق الأحمر.

منطقة الوسط هي الأخرى شهدت تواجد لاعبين ذوي خبرة وحيوية كبيرة أبرزهم محمد المعشري وقاسم سعيد وحارب الحبسي ومعتز صالح وحاتم الروشدي وصلاح اليحيائي وعبدالله فواز.

أما على مستوى الخط الأمامي فكانت أرقامه الفلكية “منطقية” بتواجد هداف المسابقة الأردني عدي القرا والمنذر العلوي ولاكي وآخرين.

حنكة إدارية

تواجد الأسماء المميزة على مستوى اللاعبين لا يحسم الألقاب أو يحقق المستحيل بدون إدارة حقيقية تستطيع التحكم بكل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة وبحنكة وذكاء شديدين.

وكان الفضل للشيخ علي بن أحمد الرواس ربان السفينة، مع أعضاء مجلس إدارته في إدارة المنظومة عامةً بشكل متناسق دون وجود أية ضوضاء أو شيئ قد يعكر صفو العمل.

فبالرغم من المنعرجات التي مر بها الفريق برحيل الجهاز الفني والتعاقد مع المدرب المصري محمد عظيمة، وتواجد لاعبي المنتخب الوطني في المعسكرات الإعدادية بشكل مستمر، إلا أن الأمور سارت كما خطط مجلس الإدارة وهذا دليل على حُسن التدبير والعمل بتناغم ووفق استراتيجيات واضحة المعالم.

جماهير ظفار

جماهير مُحبة

تمكن محبو النادي الأحمر من دفع مسيرة الفريق نحو الأمام، وتقديم كل الدعم الممكن من خلال الحضور في الملاعب والتدريبات، والإيمان بقدرة الفريق على صناعة ما صنعه بالفعل مع نهاية الموسم.

كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تميزاً وريادة في نقل أخبار النادي بصورة احترافية وشحذ همم الجماهير ووضع المتابع في قلب البيت الظفراوي في سبيل اكتمال المنظومة الشاملة داخل أروقة النادي.

أخيراً

انتهت قصة الموسم الكروي 2018/2019 بتحقيق ظفار للقبه الحادي عشر على مستوى بطولة دوري عمانتل وبأرقام قياسية ورائعة، ولكن بالطبع لم ولن تنتهي قصة الزعيم مع البطولات ودخول التاريخ من أوسع أبوابه، فالقادم قد يكون أفضل وأكبر، والأحلام بلغت عنان السماء بتحقيق ما عجزت عنه أنديتنا وهي البطولة الآسيوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى