تحليل- محمد يوسف
على خط التماس في اللحظات الأخيرة من المباراة، وقف كل من بيب جوارديولا وماوريسيو بوتشيتينو معاً يتناقشان حول النهاية السريالية لمباراة سريالية أخرى، تتكرر بها ديجافو الـ «VAR» واللحظات الأخيرة من جديد، كما حدث منذ أربعة أشهر في نصف نهائي دوري الأبطال.
للمرة الثانية مع السيتي، تغير تقنية الـ «VAR» مجرى نهاية القصة، وهذه المرة تحرم جابرييل جيسوس من هدف الفوز في الوقت الضائع. وبعد أن اشتعل ملعب الاتحاد بصيحات الانتصار، كما حدث مع هدف رحيم ستيرلينج في دوري أبطال أوروبا في أبريل الماضي، وعندما كان يعود الجماهير إلى صوابهم، تفاجأوا برجوع الحكم إلى تقنية الـ «VAR»، ليقرر إلغاء الهدف، ويتعادل الفريقان في النهاية.
لكن يظل عدم فوز السيتي بالمباراة أكبر لغز في هذه القصة بأكملها.
بعد سيطرة كاملة على مجريات اللعب، منذ البداية وحتى النهاية، والوصول إلى 30 تسديدة على مرمى توتنهام، سجل منها السيتي هدفان فقط، بينما استفاد لاعبو السبيرز من 3 تسديدات أحرزوا منها هدفين أيضاً.
بدأ جوارديولا بالرسم الخططي المفضل 4-3-3، مع رباعي دفاعي من زينشنكو، والكر، لابورت، وأوتامندي. وثلاثي الوسط رودري، دي بروين، وجوندوجان. وفي المقدمة كل من رحيم ستيرلنج، أجويرو، وبرناردو سيلفا.
بينما دخل بوتشيتينو بالرسم الخططي 4-2-3-1، برباعي دفاعي من كيلي ولكر، سانشيز، الديرفيريلد، وداني روز. وثنائي وسط دفاعي هاري وينكس، وندومبيلي، وثلاثي خط الوسط سيسوكو، لاميلا، إريكسن. والمهاجم هاري كين.
ومنذ البداية، وكما جرت العادة، بدأ السيتي في البناء من الخلف، مع استلام قلبي الدفاع الكرة من الحارس إيدرسون. في هذا الحالة كان يتحول توتنهام لشكل أقرب إلى 4-4-1-1، ولكنه لم يضغط في المساحات الأولى لملعب السيتي، ويبدأ الضغط من منتصف الملعب.
من أجل التخلص من ضغط السبيرز، اعتمد السيتي على الأجنحة؛ عادةً ما كان يركز على الجناح الأيسر جهة ستيرلنج وزينشنكو، ثم يغير اللعب سريعاً على الجهة الأخرى باتجاه دي بروين وبرناردو سيلفا.
أهم ما يميز أداء السيتي هو رجوع دي بروين إلى سابق عهده. لعب دي بروين في المنطقة بين المدافع الأيسر داني روز وقلب الدفاع سانشيز ولاعب خط الوسط ندومبيلي، في حالة تقدم داني روز باتجاه برناردو سيلفا، كان يتقدم دي بروين في المكان الخالي وراء داني روز ليتلقى تمريرة سيلفا ويحولها لعرضية كما حدث في الشوط الأول من المباراة.
تمكن دي بروين من صناعة هدفي السيتي لكل من رحيم ستيرلنج وأجويرو، ليقدم أداءً رائعاً يذكرنا بأدائه قبل التعرض للعنة الإصابات.
سيطر السيتي على مجريات اللعب في مختلف أوقات المباراة، وربما كان الأحق بالفوز، لكن للأسبوع الثاني على التوالي، قام لاعب بديل في الشوط الثاني بتغيير النتيجة لصالح توتنهام.
في الأسبوع الماضي، كان كريستيان إريكسن، وهذه المرة كان لوكاس مورا. كان بوتشيتينو متلهفاً لتبديل البرازيلي ليحل محل هاري وينكس في الوقت الذي كان سينفذ فيه لاميلا الركلة الركنية، وانطلق لوكاس بسرعة من خط التماس إلى داخل منطقة جزاء السيتي، حيث قفز على القائم القريب وسجل رأسية في أولى لمساته بعد نزوله الملعب بـ 19 ثانية فحسب.
وعندما ضغط السيتي على توتنهام بشكل أقوى في نصف ملعبهم، فإن سرعة لوكاس مورا قد وفرت لهم نافذة هامة في الهجمة المرتدة. أثار هذا الأداء من البرازيلي السؤال الواضح حول سبب عدم البدء به في المباراة، فهو يظل لاعب حيوي بالنسبة لتوتنهام.
بالإضافة للقطة إلغاء هدف الفوز للسيتي في اللحظات الأخيرة، شهدت المباراة بعض الإثارة، عندما حدث خلاف بين مدرب السيتي جوارديولا ولاعبه الأرجنتيني أجويرو.
عند خروج أجويرو أثناء استبداله بجابرييل جيسوس في الشوط الثاني، شاهدنا جوارديولا يتناقش مع أجويرو بحدة وعصبية، الذي أنهى هذا الصراع كان تدخل المساعد ميكيل أرتيتا، حين ذهب إلى أجويرو وطلب منه إصلاح الأمر مع مدربه.
في اللحظات التي بدا فيها أن جابرييل جيسوس سجل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع، شارك جوارديولا مهاجمه الأرجنتيني الاحتفال والحديث، لما افترضوا أنه لحظة النصر. ثم تفاجئ الجميع بالحكم مايكل أوليفر وهو يرسم شكل تلفازاً في الهواء بأصابعه، لترجع النتيجة على الشاشات الكبيرة في الملعب إلى التعادل 2-2.
ربما كانت الفائدة الوحيدة لهذه اللقطة هي إصلاح العلاقة بين بيب جوارديولا ونجم هجومه أجويرو.