محبو ديوكوفيتش في صربيا “حائط صد” أمام منتقديه

(د ب أ)-توووفه

يتمتع نجم التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف الأول عالميا، بشعبية جارفة في بلاده، حيث يعتبر من أكثر الرياضيين المحبوبين هناك.

وبينما يستعد نوفاك للمنافسة على لقب آخر من بطولات اللعبة البيضاء الأربع الكبرى (جراند سلام) خلال مشاركته ببطولة الولايات المتحدة المفتوحة (فلاشينج ميدوز) في نيويورك الأمريكية، التي تنطلق في 31 آب/أغسطس الجاري، فإنه في نظر العديد من مواطنيه، لا يمكن أن يرتكب أي خطأ، ولا يستطيع منتقدوه وخصومه فعل الكثير بشكل صحيح.

واعتادت جماهير ديوكوفيتش على فوزه دائما، ومحبوه لا يدخرون أنفسهم، ويبقون مستيقظين طوال الليل لمشاهدته وهو يلعب في الولايات المتحدة، مثلما هو الحال الآن خلال مشاركته الحالية ببطولة سينسيناتي، استعدادا لبطولة الولايات المتحدة، أو أثناء خوضه منافسات بطولة أستراليا المفتوحة ثم يذهبون مباشرة للعمل.

لكن هؤلاء المشجعين لا يشاهدونه يلعب فقط، إنهم يحبونه للغاية ويكرهون بشدة أي شخص ينتقده أو يقف في طريقه.

وقال ديجان تياجو ستانكوفيتش، الكاتب الصربي الذي يحمل الجنسية البرتغالية أيضا، ذات مرة “فكرت أنا وأخي في سؤال والدنا عما إذا كان يحب نولي (اسم الشهرة لنوفاك) أكثر منا، واتخذ قرارا مضادا لنا. من الأفضل اللعب بأمان”.

من بين أولئك الذين يعشقون “نولي” وسائل الإعلام الصربية ومجموعة كبيرة، تتمتع بصوت عال جدا على الشبكات الاجتماعية وفي التعليقات الإخبارية، كلاهما يميل للانقلاب على أي شخص ينتقد ديوكوفيتش.

وكان الأسترالي نيك كيريوس، آخر ضحايا جمهور ديوكوفيتش، بعدما وجه عدة انتقادات للنجم الصربي خلال بطولة (أدريا تور) الاستعراضية، التي تم قطعها في حزيران/يونيو الماضي، بسبب تفشي فيروس كورونا بين اللاعبين والمدربين الذين شاركوا في تلك البطولة.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، رد كيريوس على مقابلة مع ديوكوفيتش مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، حيث تجاهل الصربي الانتقادات اللاذعة التي وجهت إليه بعد كارثة أدريا تور.

وكتب كيريوس على حسابه الخاص بتطبيق إنستجرام :”مخيف أن الناس لا يملكون أي ملكية. مجموعة من طيور القطرس (أحد الطيور الضخمة)”.

إزاء ذلك، تسابقت جميع وسائل الإعلام الصربية في الهجوم على كيريوس، حيث نشرت العديد من العناوين الغاضبة، وكان من بينها صحيفة إنفورمر اليومية، التي كتبت “الرجل المريض (الطائش بالعامية) يهاجم ديوكوفيتش مرة أخرى”.

وكما جرت العادة بالنسبة لقصص ديوكوفيتش، جذبت التقارير عبر الإنترنت الآلاف من ردود فعل القراء، والعديد منها كان أقل تحفظًا من صحيفة إنفورمر.

كانت هناك أيضا أصوات تدعم انتقادات كيريوس لبطولة ديوكوفيتش المتهورة وحفلاته، مما أدى إلى إصابته بفيروس كورونا، لكن تم دفن تلك الأصوات تقريبا تحت ردود فعل سلبية مع القليل من الوسطاء.

وأصبح النمط المعتاد خلال السنوات العشر إلى الـ12 الماضية أن ديوكوفيتش كان بالقرب من القمة أو في قمة عالم التنس.

يمكن لأي شخص أن يكون العدو، مثل نجم التنس السويدي السابق والإعلامي الحالي ماتس ويلندر، ومؤخرا كتبت صحيفة (كورير) اليومية الصربية: “الإعلام الألماني يفتح النار على نوفاك”، على خلفية الانتقادات التي وجهتها للاعب وبطولة أدريا تور.

لكن أكثر مشجعي نوفاك حماسة بشكل خاص يعشقون كراهية السويسري روجيه فيدرر والإسباني رافاييل نادال، اللذين يعتبران أبرز منافسي النجم الصربي في عالم التنس.

ويتصدر فيدرر قائمة اللاعبين الأكثر حصولا على بطولات جراند سلام برصيد 20 لقبا، بفارق لقب وحيد أمام أقرب ملاحقيه نادال، في حين يمتلك ديوكوفيتش 18 لقبا فقط في مسيرته بالمسابقات الأربع الكبرى.

وصعد ديوكوفيتش إلى القمة في عام 2011. ولم تنس وسائل الإعلام والجماهير أن فيدرر أبدى في وقت سابق شكوكه بشأن مشاكل ديوكوفيتش الصحية التي ظهرت في الغالب عندما كان يخسر.

وكتبت صحيفة بليتش الصربية في مقال تم نشره أواخر عام: 2019 “هذا ما يعتقده فيدرر حقا عن ديوكوفيتش”، على الرغم من أن النص لم يقتبس مطلقا أي شيء قاله السويسري.

وفي عام 2015، أطلق الموقع الإخباري الصربي (بي 92) عنوانا لقصة باسم :”تاريخ تصريحات فيدرر حول نوفاك”. تم اعتبار الاقتباسات الروتينية معادية – وأثارت ردود فعل عدائية، حيث كتب أحدهم أن “فيدرر عبث مثل راقصة الباليه”، فيما اتهمه كثيرون بالغيرة.

وغالبية الناس في صربيا لا يهتمون بالتعليق على الإنترنت أو حتى مشاهدة التنس. وكما في حالة أدريا تور، كان هناك ولا يزال الكثيرون يؤيدون وجهة النظر “الأخرى” أو يعبرون عن السبب فقط.

ورغم ذلك، فإن معسكر ديوكوفيتش أعلى بما لا يقاس ويضبط النغمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى