توووفه– وليـد العبـري
كانت سنة استثنائية قد لا تتكرر تفاصيلها في السنوات القادمة حيث انحنى العالم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا أمام جائحة داهمت كل أقطاره وغيرت كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة في الحياة اليومية.
على الصعيد الرياضي في السلطنة عطلت جائحة كورونا أغلب أنشطة الاتحادات الرياضية وتوقف دوري عمانتل والدرجة الأولى عن العمل لأكثر من 7 أشهر قبل أن يعود بكثير من التجاذبات، أما المنتخبات الوطنية فهي رضخت لكل الظروف واختارت البيات الشتوي قبل أوانه وغابت عن المنافسات طوال العام.
تعديلات وزارية وتأجيل للانتخابات
كان ينتظر عام 2020 انتخابات للاتحادات الرياضية في السلطنة بالإضافة لانتخابات اللجنة الأولمبية العمانية، هذه الانتخابات طُبخت على نار هادئة في بعض الاتحادات، ولم يتبق سوى بعض الإضافات لتكون جاهزة يتم تقديمها للشارع الرياضي لأربع سنوات قادمة، ولكن الـ 18 من شهر أغسطس الماضي حمل تعديلات وزارية قادها جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه – ومس هذا التعديل الوزارة المعنية بالرياضة ليتغير اسمها من وزارة الشؤون الرياضية لوزارة الثقافة والرياضة والشباب وتعيين صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد وزيرا جديدا.
هذا التعيين كان بمثابة بشارة خير للرياضة العمانية نحو آفاق جديدة، هذه الخطوة فتحت خط المفاوضات من أجل تأجيل انتخابات جميع الاتحادات للعام الحالي وهو الأمر الذي حظي باتفاق وتوافق الجميع، تلاه تأجيل لانتخابات اللجنة الأولمبية العمانية، وفي نهاية 2020 أسست الوزاة نظام لحوكمة الأندية إداريا وماليا وفنيا وهو ما رآه الكثيرون بمثابة نقطة انطلاق بعد سنوات من العثرات.
أزمات خانقـة
ازمات أندية السلطنة إداريا وماليا ليست وليدة اللحظة فهو سيناريو متواصل يضرب في هذه الكيانات التي وُجدت من أجل أن تمارس دورها الشباب والاجتماعي والرياضي، معظم الأندية في السلطنة تعاني من أزمات إما إدارية وإما مالية، نادي فنجاء شكل سابقة خطيرة في الكرة العمانية حينما اعتذر عن الاستمرار في دوري عمانتل لموسم 2020-2020 لأسباب مادية بحتة وهو بمثابة ناقوس خطر قادم على الكرة العمانية .
نادي نزوى هو الآخر أصدر بيانا ألمح فيه لتكرار سيناريو فنجاء وهو الذي أحدث تأهلا تاريخيا لدوري عمانتل، وعدة أندية شدت الحزام مبكرا فهل تقوى على مواجهة أزمات أخرى قادمة.
في ظل هذه المتغيرات كان عام 2020 هو سيباويا بامتياز حيث تمكن الإمبراطور بعد صبر طويل من تحقيق مفقود لقرابة 5 عقود بعدما حقق لقب دوري عمانتل موسم 2019-2020 بعد تحدٍ مع ظفار لينجح السيب في تحقيق لقب الدوري وطرد النحس الذي لازمه طيلة السنوات الماضية ويضيف له ثلاثية الكأس التاريخية التي حققها في نهاية التسعينيات.
أيضا عام 2020 حمل بشارة جميلة لنادي ظفار والذي حقق لقب الكأس للمرة العاشرة في تاريخه ليؤكد زعامته وهيمنته على الكرة العمانية، وأن فقدان لقب الدوري لم يؤثر على طموحات الفريق المدجج بالنجوم، ظفار والسيب على ما يبدو سيكونان استثناءا آخر في الموسم الحالي بعد مضي 4 جولات.
الخبر السيء في عام 2020 تلقاه نادي العروبة الذي هبط للدرجة الأولى وهو الذي يعتبر ضمن أعمدة الكرة العمانية، لحظة صعبة على المارد بل على منطقة الشرقية ككل والتي تغيب لأول في تاريخها عن التواجد في دوري عمانتل.
منتخبات مُعطلة
في عام كورونا تحدت الكثير من الدول الظروف ونفضت غباره وخاضت مباريات دولية خارجية، بينما آثرت أخرى أن تكون حبيسة لتبعات هذه الجائحة، والمنتخب العماني الذي تعطلت كل خططه التي أقرها الجهاز الفني حيث أمضى حتى اليوم قرابة 15 شهرا بدون أي استحقاق دولي وهو الأمر الذي فتح الكثير من الأسئلة حول هذا الوضع الذي يتناسب مع حجم الاستحقاقات التي تنتظره عطفا على تعاقده مع مدير فني جديد بقيادة الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش حيث يكمل عاما كاملا على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الوطني بدون أي مباراة دولية.
برانكو تعطلت خططه في 4 مناسبات متتالية، الأولى كانت في مارس 2020 حيث كان سيلتقي نيوزلندا في مسقط وأفغانستان في دوشنبه ولكن بداية الجائحة ألغت حينها كل الاستحقاقات العالمية.
تعطلت خطط برانكو في ثلاث مناسبات متتاليـة أولها كان في سبتمبر حيث كان مقررا أن يخوض مباراة أمام العراق في مسقط، ثم طال الإلغاء معسكري أكتوبر ونوفمبر الخارجيين وهو الأمر الذي فتح الكثير من التساؤلات حول الخطط البديلة التي أوجدتها لجنة المنتخبات ليتعطل الأحمر ويلازم هو الآخر البيت.
والمنتخب الأولمبي والمنتخب الشاب والصالات والشواطئ أيضا كان حظها ليس أفضل من المنتخب الأول فتعطلت كل الخطط واقتصر الحال بخوض مباريات محلية ومعسكرات داخلية بين الفينة الأخرى .
ومنتخب الناشئين الذي كان يستعد لنهائيات آسيوية مؤهلة لكأس العالم بعد طول انتظار خاض معسكر قصير في المنامة حيث لعب مواجهتين وديتين أمام البحرين بداية شهر ديسمبر من العام المنصرم .
