كأس الولد الذهبي

كتبت- ترياء البنا

في لفتة طيبة من المملكة العربية السعودية ضمن موسم الرياض، وبرعاية الهيئة العامة للترفيه برئاسة تركي آل الشيخ، احتضن ملعب مرسول بارك بالعاصمة الرياض لقاء بوكاجونيورز الأرجنتيني وبرشلونة الإسباني، على كأس مارادونا، تكريما لذكرى أعظم لاعبي كرة القدم على مر التاريخ دييغو أرماندو مارادونا، في ذكرى وفاته (25 نوفمبر 2020)، وانتهت بفوز النادي الأرجنتيني بركلات الترجيح 4/2.

مباراة استحوذت على اهتمام وسائل الإعلام العالمية، وحضرها جمهور كبير، وعائلة مارادونا، ورؤساء بعض الأندية السعودية وإعلاميون من أنحاء العالم أتوا لتغطية الحدث، فمن الرائع تخليد ذكرى العظماء، وفي كرة القدم ليس هناك أعظم من مارادونا، أفضل من لمس الكرة عبر تاريخها، ولكن السؤال الذي يدور بذهني، من الطبيعي أن يكون طرف اللقاء الأول بوكا جونيورز، باعتباره النادي الأرجنتيني الذي تمنى الأسطورة اللعب له وأصر عليه رغم عروض مغرية من أندية كبرى مثل ريفر بليت، موسم 1981/1982، عقب تألقه مع فريقه الأول أرجنتينيوس جونيورز لخمس سنوات والذي انضم إليه بعمر الـ16، كما عاد إليه ثانية من 1995 حتى 1997، ولكن لماذا برشلونة هو الطرف الثاني؟.

مارادونا لم يلعب للبارسا سوى موسمي 1982/1983، 1983/1984، وهي الفترة الأسوأ في تاريخ مارادونا، والتي انتهت نهاية مأساوية بمشاجرة عنيفة على ملعب سانتياغو برنابيو في نهائي كأس ملك إسبانيا 1984، على مرأى ومسمع الملك نفسه( خوان كارلوس)، تخللها إهانات عنصرية لمارادونا، ونتج عنها إصابة 60 شخصا بجروح، سبقتها فترة سيئة للاعب بين المرض حيث أصيب بالتهاب في الكبد، ثم الإصابة، حين تعرض لكسر في الكاحل في لقاء أتليتك بلباو، وكاد يتوقف عن لعب الكرة، ولكنه عاد بعد 3 أشهر، لتنتهي مسيرة مارادونا مع برشلونة بشكل غير لائق، رغم أنه لعب له خلال الموسمين 58 مباراة، وسجل 38 هدفا، وحقق لقب كأس الملك.

أعقبت تلك الفترة السيئة في مسيرة الأسطورة، فترة ربيعه الكروي والتي صنعها رفقة نابولي، النادي الذي تحول بين جدرانه الولد الذهبي إلى قديس، بعد انتقاله إليه بقيمة سعرية قياسية في ذلك الوقت بلغت 6,9 مليون جنيه إسترليني، ما يتخطى 10 ملايين دولار، ولكنه حقق ما يمنحه الأحقية فيما يأخذه حين حصد مع النادي أول بطولة إيطالية على الإطلاق في الدوري، وصنع رفقة برونو جيوردانو وكاريكا، مثلثا سحريا، وانطلق يحقق البطولات( كأس إيطاليا، كأس الاتحاد الأوروبي، كأس السوبر الإيطالي)، حتى كتبت مشكلاته الشخصية نهاية مشواره مع النادي، الذي رسمت جماهيره صور مارادونا على المباني، وأسموا أبناءهم على اسمه، ورغم نهاية المسيرة مع النادي، وتقديرا منه للأسطورة علق نابولي القميص رقم 10.

لذا أرى أنه ليس من المنطقي ألا بكون نابولي هو الطرف الأساسي في أية مباراة أو بطولة تقام تخليدا لذكرى مارادونا، ومما يثير التساؤلات أيضا أن رئيس نادي نابولي أوريليو دي لاورنتيس، أعلن عن إقامة كأس مارادونا الأول في 24 مايو المقبل، على ملعب سان باولو ( دييغو مارادونا حاليا)، وبحضور ليونيل ميسي، فهل المادة هي التي حددت طرفي اللقاء؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى