
توووفه– سعيدة العلويـة
كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية حول العالم، يلعبها الغني والفقير، الرجل والمرأة، وقد تم تحويلها منذ زمن من مجرد لعبة للتسلية، لتكون صناعة تنهض بالدول وتساهم في تطورها في شتى المجالات، وتكون المكان الذي يجتمع فيه الجميع من كل الأعراق والأديان.
وتعد كرة القدم من اللعبات الشعبية التي تحظى بإقبال كبير منذ العقود الأخيرة للقرن الماضي وانتشرت بصورة كبيرة في جميع أنحاء السلطنة.
لمعرفة مدى تطور كرة القدم العمانية على مدار الخمسة عقود الماضية وما يجب فعله للتحول من الهواية للصناعة، توووفه حاورت الإعلامي محمد الضبعوني الذي يعمل حاليا في قناة الكأس القطرية وسطع نجمه ولمع اسمه مؤخرا في بطولة كأس العرب حينما شغل منصب رئيس تحرير برنامج المجلس وهو البرنامج الذي حظي بمتابعة شعبية عربية من الخليج للمحيط في العرس العربي الاستثنائي الشهر الماضـي.

في البداية، تحدث الضبعوني عن مستوى التطور في الدوري العماني، حيث أكد متابعته للدوري المحلي ولكن بنسبة قليلة عن السابق، ويعتقد أن الناتج الذي وصل له الدوري في آخر موسمين هو برهان عادل إن أردنا تقييم المرحلة فنيا وتنظيميًا، فما شاهدناه في الموسمين الفائتين يوضح لنا أنه لا توجد بوادر ومؤشرات توحي بتطور الدوري سواء من ناحية الروزنامة السنوية أو المشاركات الخارجية لهذه الأندية، وكذلك المتطلبات اللوجستية الشحيحةِ غالبًا في المسابقة.
وأوضح أن الانتقال لدوري المحترفين يحتاج إلى الكثير من العمل، فالاحتراف حسب ما عرّفه الضبعوني: هو مشروع دولة، لا يقتصر الأمر وحده على توافق الأندية مع الاتحاد لأنه يشمل عدة جهات عليا كوزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة التربية والتعليم ومؤسسات أخرى ذات علاقة باحترافية ممارسة اللعبة في البلد.
وأضاف: على الاتحاد تقديم رؤية عميقة قابلة للتنفيذ تقنع المسؤول وتجبره على الإيمان بهذا المشروع الكبير.
ويرى الضبعوني أن الدور الذي تقوم به وزارة الثقافة والرياضة والشباب للنهوض بالكرة العمانية، دور منقوص، حيث إنها لا تضع نفسها موضع المسؤول الأول عن خطط وروئ كل الاتحادات وليس اتحاد كرة القدم وحسب.
وتابع: ندرك أن هنالك موانع قانونية تحول بين الوزارة وتدخلها في عمل الاتحاد، لكن المنافذ كثر إن أردنا تغيير واقع اللعبة ولنبدأ بالأندية أولًا فهي الحاضن الأول والمغذي الرئيس للمنتخبات ولنعمل على أكاديميات التكوين بشكل نموذجي ومنتج، حينها يمكن للوزارة أن تجد نفسها في مقدمة هذا القطاع.
وعلى صعيد النقل التلفزيوني للمسابقات الكروية، تحدث الضبعوني باعتباره مشاهدًا وإعلاميًا يعمل في هذا المجال، فهو يرى أن النقل التلفزيوني للمسابقات المحلية لا يلبي تطلعات المرحلة ولا يقارع ما نشهده من تطور مهول في عالم نقل المباريات إقليميًا وعالميًا، مؤكدًا في الوقت ذاته على محدودية الإمكانيات المتاحة للقناة الرياضية من حيث عربات النقل والكوادر المشغلة لها كونها جزءا من وزارة بها مختلف القنوات تنقل كافة الأحداث المحلية بمختلف قطاعاتها وهو ما يضع أولوية في حال التعارض الزمني.

وعن الإنتاج البرامجي للقناة الرياضية، أكد الضبعوني أننا بحاجة إلى التكثيف والتنويع لأننا نفتقد ذلك فعليًا،
وانهى الضبعوني حديثه عن النقل التلفزيوني باقتراح يرى أنه سيساهم في إحداث نقلة نوعية في هذا القطاع المهم، حيث يمكن لوزارة الإعلام التعاقد مع شركات نقل عالمية أو زيادة عدد العربات والمشغلين من مهندسين ومصورين ومخرجين كما هو الحال في دوريات المنطقة.
وعبّر الضبعوني عن رأيه في من يقول أننا نملك ملاعب ذات مواصفات عالمية نستطيع تنظيم البطولات العالمية فيها، مؤكدًا أنه لا يرد على القائل الذي يفكر بهذا المنطق الثمانيني، فهو لا يفترض به أن يعيش بيننا الآن ربما يجب أن يعود إلى العام 1986.
الجميع اتفق على كثرة المكاسب التي خرج بها منتخبنا الأول من بطولة كأس العرب الأخيرة، فهناك نجوم عمانية جديدة سطعت في هذه المشاركة، لاعبون أثبتوا أنفسهم وبقوة واستحقوا الحصول على عروض احتراف خارجية، حيث يرى الضبعوني أن كل من صلاح اليحيائي وأرشد العلوي يجب أن ينالا شرف تمثيل السلطنة في أحد الدوريات الكبيرة.
ختامًا، تحدث محمد الضبعوني عن توقعات وحظوظ منتخبنا في التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال قطر “2022” بالقول: الواقع يقول إننا أقرب للمنافسة على البطاقة الثالثة المؤهلة للملحق وهي ليست في المتناول لأن فرصة المنتخب الياباني أكبر من فرصة منتخبنا وإن حدث ولم نتأهل فهو ما كان متوقعا عطفًا على واقع الرياضة في البلد عمومًا وكرة القدم خصوصًا، وشخصيًا أرى من الأفضل استثمار هذه المرحلة وما بعدها لإعداد خطة نصل من خلالها إلى أبعد نقطة ممكنة في بطولة كأس آسيا الصين 2023 ومن ثم العمل على التأهل إلى مونديال 2026 لأن الفرصة أكبر لزيادة عدد المنتخبات المتأهلة إلى النهائيات في تلك النسخة.