
مسقط- توووفه
تفرد الفنان العماني صلاح الزدجالي بتعدد المواهب، فإلى جانب كونه مغنيا استثنائيا، حظي بتكريمات عديدة على المستويين المحلي والخليجي وحتى عالميا إذ تم اختياره لحمل شعلة أولمبياد بكين، هو أيضا ملحن وموزع، ارتبط ارتباطا وثيقا بالرياضة. بعد أن أصدر عددا غير قليل من الأغاني الوطنية ذات الصبغة الرياضية ربما أشهرها هذا “الغاوي” التي باتت الأغنية الرسمية عند الحديث عن المنتخب العماني، الذي كان لصلاح وجودً مهمً في أجمل لحظاته من خلال أعمال فنية رائعة صدح بها الزدجالي وصدحت بها من بعدة جماهير السلطنة العاشقة لكرة القدم؛ فمن الذي عاش فترة المشاركة في تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال جنوب أفريقيا ولا يمكنه أن يتذكر رائعة الزدجالي “توكل يا عماني” أو أغنية الانطلاقة الأولى مع الأغنية الرياضية الوطنية “هالمرة غير” والتي جعلت من شعار السلطنة السيفين والخنجر أهزوجة يتغنى بها القاصي والداني بعد توظيفه لكلمات الراحل “حمد المخيني” رئيس رابطة مشجعي السلطنة في هذا العمل الفني المبتكر والذي قدم صلاح الزدجالي نفسه من خلاله للجمهور الرياضي بشكل مميز للغاية.

يقول صلاح الزدجالي، عن علاقته بالأغنية الوطنية الرياضية وحضوره الدائم في المناسبات المهمة للمنتخب الوطني: بأنها علاقة تنبع من إحساسة العميق بالواجب تجاه الوطن الذي يدين له بالكثير إذ قال: أنا أحاول أن أكون موجودًا في المناسبات الوطنية المختلفة وأحاول جاهدًا إبراز ثراء هذا البلد الثقافي والاجتماعي وجمال تفاصيله المختلفة، فهذا واجب وقبل ذلك رغبة عارمة دافعها عشق هذا التراب والامتنان وأعتقد بأن كل ما قدمته وما سأقدمه سيظل قليلا في حق هذا الوطن”

وعن كونه أكثر الفنانين العمانيين وربما الخليجيين الذي تغنوا بكرة القدم وجمهورها يقول: أعشق كرة القدم؛ فأنا قبل أن أكون مغنيًا وموسيقيًا مشجع متعصب عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني، ومشاهدً متحمسً للغاية عندما يتعلق الأمر بالفرق أو المنتخبات العالمية التي أشجعها.
صلاح لم يحصر أعماله الفنية الرياضية على وطنه الأم بل تجاوز ذلك عندما غنى للمنتخبات العربية التي شاركت في مونديال روسيا 2018 بأغنية “يلا عربنا” المميزة والتي لامس من خلالها قلوب الجمهور العربي وثقافات المنتخبات المشاركة، كما أصدر عملاً آخر في مونديال قطر بعنوان “عيش الحماس” وذلك في إطار حملة الترويج وتشجيع الجمهور لحضور المونديال، وهو عمل ربما يكون من أجمل ما تغنى به الفنانون عن مونديال قطر الرائع، وعن ذلك يقول الزدجالي: أؤمن بأن العرب واحد وواجبي كفنان ومواطن عربي أن أجسد هذا المعنى على أرض الواقع سواء كان ذلك من خلال لحن أقدمه لفنان آخر أو أغنية أشدو بها لتأكيد هذا المعني السامي.

صلاح الزدجالي عطاء لم يتوقف منذ تدفقه قبل ما يقارب عقدين من الزمان، وكان لإسهاماته الفنية على صعيد الأغنية الرياضية الأثر الواضح في تطور الأغنية العمانية في هذا المجال، وهو أمر لم يغفل عنه القائمون على القطاع الرياضي فقامت وزارة الشؤون الرياضية بتكريمه لإسهاماته الكبيرة وعن ذلك يقول كانت تلك اللحظة تتويجًا مهمًا لمسيرتي الفنية واعترافًا مقدرًا لما قدمته لهذا القطاع الحيوي ودافعًا كبيرًا لتقديم المزيد في المستقبل.

وحول ما إذا كان بصدد إصدار أغنية رياضية قريبا، أجاب الزدجالي: هذا الأمر مرتبط بالأحداث الرياضية وأنا بعون الله مع أقرب حدث سأكون موجودًا بقوة، كما تعودت أن أفعل دومًا وكما قلت هذا واجب وطني وجزء لا يتجزأ من رسالتي كفنان وإنسان.