محطات تاريخية: مواجهات من الذاكرة بين سوريا وأستراليا

توووفه – موقع الاتحاد الآسيوي

عندما تلتقي أستراليا وسوريا في الجولة الثانية من كأس آسيا AFC قطر 2023، يوم الخميس، ستعود ذكريات مواجهة الثنائي المُثيرة ذهاباً وإياباً في أواخر عام 2017 خلال الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.

تصدرت صحوة سوريا المُتأخرة خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم، حيث أنهت مجموعتها خلال الدور النهائي من التصفيات مُتفوقة على أوزبكستان والصين وقطر، لتتأهل إلى الملحق الآسيوي مع أستراليا المشاركة بانتظام خلال السنوات الأخيرة في نهائيات كأس العالم.

كان الفريقان يعلمان أن الفوز سوف يجعلهما على بعد خطوة واحدة – مواجهة الملحق العالمي أمام هندوراس – من حجز مكان في مونديال روسيا، وما حدث كان مواجهة سوف تبقى خالدة في الذاكرة طويلاً.

سجل عمر السومة هدفاً في الوقت المحتسب بدل الضائع على ستاد آزادي في طهران ليمنح سوريا تعادلاً جديراً بالثناء 2-2 أمام منتخب إيران، ثم تغلب منتخب نسور قاسيون على أوزبكستان واحتل المركز الثالث في مجموعته بالتصفيات، ليضرب موعداً مع منتخب الأسترالي الذي شعر بخيبة أمل لتفويت فرصة التأهل المباشر إلى كأس العالم في روسيا.

كان المنتخب الأسترالي هو المرشح الأبرز في هذه المواجهة بلا شك، لكن سوريا، التي تتباهى بامتلاكها خط هجومي مخيف مكون من العُمرين – السومة وخريبين – كانت قد تصدرت عناوين الأخبار، حيث جعلتهم مسيرتهم الخيالية خلال التصفيات على وشك كتابة واحدة من أبرز القصص الكروية في الذاكرة الحديثة.

Syria vs Australia

مع خوض سوريا مبارياتها البيتية في ماليزيا، استضاف ستاد هانغ جيبات في مدينة ملكا مباراة الذهاب – أول لقاء على الإطلاق بين الفريقين – وكان المنتخب الأسترالي هو من بادر في التسجيل، حيث حوّل روبي كروز تسديدة ماثيو ليكي إلى الشباك في الدقيقة 40. ثم سدد تومي يوريتش كرتين الكرة على القائم والعارضة مرتين متتاليتين خلال الشوط الثاني.

لكن نبض السوريين الذي لا يموت أبداً – والذي جعلهم يُسجلون أربعة من أهدافهم التسعة في الوقت المحتسب بدل الضائع خلال دور المجموعات – ظهر مرة أخرى. أبعد الحارس ماثيو رايان رأسية السومة بعد ارتدادها من القائم قبل أن يفرح المهاجم أخيراً، حين سجل بهدوء من ضربة جزاء، وذلك قبل خمس دقائق من نهاية المباراة، ليُبقي على احتمالات التأهل لكلا الفريقين متكافئة قبل لقاء العودة في أستراليا.

إثارة في سيدني

image content

إذا كانت مباراة الذهاب مُمتعة، فإن المواجهة الثانية لم تكن أقل من مباراة كلاسيكية ستبقى في التاريخ. كان أصحاب الأرض يتطلعون إلى التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي، لكن ستاد أستراليا اهتز مُبكراً عندما لعب تامر حاج محمد كرة باتجاه السومة ليفتتح التسجيل في الدقيقة السادسة ويتقدم السوريون 2-1 في مجموع المباراتين.

لكن هذا التقدم لم يدم طويلاً، حيث أرسل ليكي كرة عرضية إلى النجم تيم كاهيل ليُسجل برأسه هدف التعادل بعد سبع دقائق، ليحافظ الفريقان على نتيجة التعادل خلال الشوط الثاني الذي كاد فيه توم روجيتش أن ينجح في التسجيل مع اقتراب المباراة من الوقت الإضافي، بعد ذلك أصبحت سوريا أمام مهمة في غاية الصعوبة بعد طرد محمود المواس نتيجة تلقيه الإنذار الثاني في الدقيقة 94.

ومع تشبث سوريا بفرصة الوصول إلى ركلات الترجيح، ارتقى كاهيل إلى أعلى مستوى ليسجل هدفه رقم 50 والثالث لمنتخب أستراليا في هذا اللقاء بعد أن حوّل برأسه الكرة داخل الشباك السورية بطريقة مميزة في الدقيقة 109 ليصنع الفرح بين الجماهير الأسترالية. بشكل لا يصدق، فإن الدراما لم تنته بعد، حيث سدد السومة كرة قوية من ركلة حرة مباشرة ارتدت من أسفل القائم في الدقيقة 121، ليتنفس الحضور في ستاد أستراليا الصعداء وتنتهي المباراة بفوز الأستراليين 3-2.

خرجت سوريا بقلوب مكسورة ولكن برؤوس مرفوعة عالياً بعد أن اقتربت كثيراً من تحقيق حلم التأهل للمونديال، في حين واصلت أستراليا بقيادة المدرب أنج بوستيكوغلو طريقها بتحقيقها الفوز بنتيجة 3-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب على هندوراس، لتنجح في تأمين مكانها كممثل خامس عن آسيا في مونديال روسيا قبل استقالة مدرب فريق توتنهام هوتسبير الحالي من منصبه.

من كأس العالم إلى كأس آسيا

Group B Matchday Three: Australia vs Syria

مع أن ذكريات المواجهة بينهما في عام 2017 لا تزال ماثلة في الأذهان، أوقعت القرعة الفريقين معاً في نهائيات كأس آسيا 2019 في الإمارات. وكان التأهل – هذه المرة إلى الأدوار الإقصائية – على المحك مرة أخرى عندما التقيا في العين، وكانت المباراة هذه المرة ليست بمستوى المواجهة السابقة بينهما.

هدف التعادل من خريبين قبل ثلاث دقائق من نهاية الشوط الأول جاء بعد دقيقتين فقط من هدف التقدم الجميل بواسطة أوير مابيل. أعاد كريس ايكونوميديس منتخب أستراليا تحت قيادة المدرب غراهام ارنولد إلى المقدمة بعد تسع دقائق من بداية الشوط الثاني، لكن السومة سجل هدفه الثالث في ثلاث مباريات أمام أستراليا، حيث سجل من ضربة جزاء قبل 10 دقائق من نهاية المباراة.

لكن مع حاجة السوريين لتحقيق الفوز من أجل حسم التأهل، كانت أستراليا هي التي أنهت حلمهم مرة أخرى، حيث سدد روجيتش  كرة من خارج منطقة الجزاء استقرت داخل الشباك ليحقق فريقه الفوز 3-2. وصل الأستراليون، الأبطال على أرضهم، قبل أربع سنوات، إلى الدور ربع النهائي قبل أن يتوقف سعيّهم في المحافظة لقبهم على يد الإمارات.

المجموعة الثانية: أوزبكستان 0 - سوريا 0

بعد ما يزيد قليلاً عن خمس سنوات منذ آخر لقاء بينهما، سوف تلتقي أستراليا وسوريا على ستاد جاسم بن حمد في الريان يوم 18 كانون الثاني/يناير. وهذه المرة لن يكون يتواجد السومة بعد استبعاد المهاجم المخضرم من تشكيلة المدرب هيكتور كوبر، ولكن بعد أن تعادلت في الجولة الافتتاحية أمام أوزبكستان، ستشعر سوريا بأنها في وضع جيد لبلوغ دور الـ16.

يتصدر فريق المدرب أرنولد حالياً ترتيب المجموعة الثانية بعد فوزه على الهند 2-0، وللمرة الثالثة، سوف يتطلع إلى التأهل إلى الدور التالي بالفوز على السوريين. وبالتأكيد سيكون الميدان مهيأ لفصل آخر من المنافسة المميزة بين هذين المنتخبين التي أنتجت بالفعل بعض الكلاسيكيات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى