إطلالة على المدربين: حسين عموتة الأردن

توووفه – AFC

بات حسين عموتة على بعد مباراة واحدة من قيادة منتخب الأردن إلى الفوز بلقب كأس آسيا قطر 2023، وإذا فعل ذلك، فسيكون ذلك بمثابة التتويج لفرد قضى الجزء الأبرز من مسيرته كلاعب ومدرب في قارة آسيا.

بعد أن استلم المهمة في حزيران/يونيو 2023 فقط، خطط المغربي للفوز باللقب الذي بدا غير متوقّع حتى قبل أسبوع من انطلاق البطولة القارية، خاصة بعد خسارة المنتخب الأردني 1-6 أمام اليابان في مباراة ودية.

ومع ذلك، نجح عموتة في إحداث تغيير جذري في فريقه استعداداً لتحدي كأس آسيا، حيث أصبح الأردن أقوى مع كل مباراة تمر بها في قطر 2023.

وقد أشاد موسى التعمري، عقب الفوز المذهل الذي حققه المنتخب القادم من غرب آسيا على جمهورية كوريا بنتيجة 2-0، بقدرة عموتة على تحفيز لاعبيه.

وقال اللاعب: يجب أن أشيد بمدربنا الذي أكد على أهمية الاستمتاع بالمباريات. وقد غرس فينا أيضاً عقلية الفوز.. كان الانضباط التكتيكي الذي غرسه مدربنا الرئيسي أمراً بالغ الأهمية.

وأوضح التعمري، الذي قدم مستوى قاد من خلاله منتخب بلاده لتحقيق الفوز أمام جمهورية كوريا: لقد غرس فينا الثقة بعدم احترام خصومنا أكثر من اللازم، مع حرمانهم من المساحة للهجوم.

لم تكن المباراة أمام كوريا المباراة الوحيدة التي تألق فيها منتخب الأردن، حيث بدأ مشواره بفوز كبير بنتيجة 4-0 على ماليزيا في المجموعة الخامسة.

لم يكن لدى المنتخب الماليزي أي رد على تكتيكات عموتة، وينطبق الشيء نفسه على المنتخب الكوري عندما تقابل الفريقين في الجولة الثانية. حيث كان الأردن على بعد ثوانٍ من الفوز بالمباراة، قبل أن يتلقى هدف من نيران صديقة مما منح نقطة التعادل لكوريا.

وانتهت المباراة الأخيرة بالمجموعة بالخسارة 0-1 أمام البحرين، لكن ذلك جاء بعد أن ضمنوا بالفعل مكانهم في دور الـ16.

في الأدوار الإقصائية كانت بداية الإعلان عن صوة وصلابة لاعبي منتخب الأردن، حيث دفع عموتة اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم عندما تغلبوا على العراق 3-2 في دور الـ16، بينما أدى التفوق الميداني إلى تحقيق الفوز على طاجيكستان 1-0 في ربع النهائي.

أمام كوريا، قدم المنتخب الأردني صورة استثنائية على أرض الملعب، حيث بدأ الهجوم منذ صافرة البداية ليترك سون هيونغ-مين ورفاقه يلهثون خلفهم.

وأظهر عموتة، مرة أخرى، فطنته التكتيكية من خلال الاعتراف بأن قرار الاستمرار في الهجوم تم اتخاذه بعد تحليل دقيق للمنتخب الكوري.

وكشف: اتفقنا على البدء بقوة، مستفيدين من حقيقة أن شباك كوريا تلقت ثمانية أهداف في خمس مباريات. كان من المهم استغلال قدراتنا الهجومية وأخذ زمام المبادرة للهجوم.

وأوضح: كنا نعلم أن خصومنا سوف يردون، وبالتالي ظل التركيز على التكتيكات الدفاعية الصلبة. ومع ذلك، كان أسلوبنا الاستباقي وتركيزنا على اللعب الهجومي هو ما جعلنا الفريق الأكثر فعالية.

وشدد المدرب المغربي البالغ من العمر 54 عاماً: لقد أظهرنا عقلية الأبطال، وأظهرنا المرونة والتصميم في كل جانب من جوانب اللعبة.

ولا شك أن خبرته كلاعب ومدرب، ساعدته في رسم خريطة الطريق لمنتخب الأردن. فبعد أن بدأ مسيرته الكروية في المغرب، فاز عموتة بالعديد من الألقاب مع فريقي السد وقطر في الدوري القطري، وشارك في خمس مباريات مع منتخبه الوطني.

شهدت مسيرته التدريبية العمل في أفريقيا وغرب آسيا، بما في ذلك العمل كمدير فني لنادي السد. كما كان مدرباً للمنتخب المغربي بين عامي 2020 و2022، ثم تولى تدريب الوداد لفترة وجيزة قبل انضمامه إلى الأردن.

بعد أن قاد الأردن إلى نهائي كأس آسيا لأول مرة على الإطلاق، ارتفعت التوقعات بشأن إكمال الرحلة، ولكن بغض النظر عما سيحدث يوم السبت، فإن مكانة عموتة في تاريخ كرة القدم الآسيوية أصبحت مضمونة.