مانشستر يونايتد…ما بعد نهاية “شهر العسل”

تقرير- محمد عصام

على مدار الموسم، خاض مشجع مانشستر يونايتد رحلة تقلبات غير عادية، رأى الفريق يعاني ثم يحتضر، ويلفظ أنفاسه الآخيرة، قبل أن ينتفض من تحت التراب الملقى عليه، ويتوهج بشدة ويصنع المستحيل أوروبيا، ثم انزلاق سريع نحو أقل لحظات الموسم، بالهزيمة ضد إيفرتون برباعية نظيفة وخسارة ديربي مانشستر وتعادل مخيّب للآمال أمام تشيلسي.

تحدث أندي ميتن، محرر مجلة “FourFourTwo” ، وأحد أبرز مشجعي مانشستر يونايتد، بعد الهزيمة في “الجوديسون بارك” عن نهاية مرحلة “شهر العسل” مع سولشاير، تلك الهزيمة الأكبر في تاريخ الفريق على ملعب التوفيز، التي لم يكن هناك ما هو أقسى من معرفة النتيجة سوى مشاهدة المباراة نفسها، حيث سدد اليونايتد تسديدته الأولى على المرمى في الدقيقة السابعة والثمانين.

الأمر أشبه بأشباح ترتدي قميص اليونايتد، لم يظهر مانشستر من قبل بهذه الصورة، بل حتى في أقل فترات النادي استطاع حرمان ليفربول من ثلاثية تاريخية في السبعينيات من القرن الماضي، وحرمان إيفرتون ذاته من ثلاثية أيضاً في عام 1985، بهزيمتهم في نهائي كأس الاتحاد. لقد أجبر طرفي الميرسيسايد على هيبة اليونايتد، واحترموا رغبته في تقديم كرة هجومية باستمرار.

ما يمر به النادي هو نتاج أخطاء في إدارة مرحلة ما بعد السير أليكس فيرجسون، المجموعة الحالية من اللاعبين هي عجين غير متجانس من اختيارات أربع مدربين مختلفين، كم لاعب منهم تم التعاقد معه لقيمته الدعائية، أو لاسمه الرنان، أو لكونه –ببساطة- متاحاً؟.

جوزيه مورينيو

ريال مدريد يقوم بتغيير المدربين كل خمس دقائق على الأرجح، لكن الفريق يخضع لتخطيط مدير رياضي، مع بعض التدخل من رئيس النادي لايمكن إغفاله، وفي النهاية تأتي القرارات من آراء متخصصة رياضياً بغض النظر عن أية اعتبارات آخرى.

ما يمنح الوضع في الأولد ترافورد تعقيداً أكبر هو اختلاف أسلوب كل مدرب أتى بعد السير، في البداية كان من الصعب مقاومة ترشيح السير للإسكتلندي دافيد مويس، تجربة لم يكتب لها النجاح على كل حال.

أتى بعد ذلك دور لويس فان خال، اختيار موفق للوهلة الأولى، إلا أنه لم تكن هناك نوايا لإضافة الأسلوب الهولندي الشهير للفريق، ولم يكن اختيار المدرب الهولندي المخضرم جزءاً من مخطط أكبر لبناء مشروع كروي، أو تمهيداً لمدرب شاب بعده يلعب بنفس الأسلوب، بل كان اختياراً لمجرد الاختيار فحسب.

ولتتأكد الشكوك حول سذاجة القائمين على التخطيط، وقع الاختيار بعدها على جوزيه مورينيو، المتمرد على ماضيه مع فان خال في برشلونة لممارسته نموذج مختلف من كرة القدم.

بعد إقصاء باريس من دوري أبطال أوروبا، لم ينجرف جاري نيفيل خلف الفرحة الهيسترية وقتها، وصرّح أن الفريق بحاجة إلى مدير رياضي، قسم مختص بالعلوم الرياضية، وإحاطة سولشاير بالطاقم الأفضل لمساعدته على النجاح مستقبلاً.

لم يعد مشجعو اليونايتد يثقون كثيراً في لعبة تبديل وجوه اللاعبين، وهي اللعبة المتكررة كل صيف منذ رحيل سير، ولاتجيد إدارة اليونايتد سواها، والتي وضعتهم بين مصاف أكثر الفرق إنفاقاً -إن لم تكن أكثرهم- منذ رحيل السير، والفريق الوحيد الذي لم يحقق أية أرباح الموسم الماضي بين سداسي المقدمة في البريميرليج.

سولشاير

لا يمكن إنكار أن قرار التعاقد مع سولشاير كان موفقاً، أسطورة النادي المبتسمة التي منحت الهدوء لأعصاب الجميع بعد ارتباك عصر مورينيو، والمدرب الذي يشجع لاعبيه على الهجوم والمبادرة وتسجيل الأهداف، ولكن مجدداً لعبت الإدارة على ردة الفعل، والرأي العام، وقررت منحه عقداً دائماً بعد ليلة باريس، لتأتي النتائج السلبية بعد ذلك تباعاً تكشف فقر وتسرع مراكز اتخاذ القرار في النادي.

يتحمل اللاعبون قدراً كبيراً من النتائج، وبلا شك فإن تلك المجموعة عليها أن تنتج مردوداً أفضل، ويتحمل سولشاير مسئولية الاختيارات لكل مباراة ودراسة الخصوم، ولكن نصيب الأسد من المسئولية تتحمله الإدارة، التي منحت مهمة ربما لا يقدر عليها أكثر المدربين خبرة لرجل يخوض تجربته الأولى في نادٍ بهذا الحجم، ولا يبدو حتى اللحظة أنها تنتوي منحه وسائل المساعدة اللازمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى