الموت يغيِّب أول عماني يتسلق قمة إيفرست .. تعرف على سيرته الذاتية

توووفه- عبدالله الريسي

تلقى الوسط الرياضي العماني خبرا مؤسفا مساء الأحد، بوفاة المهندس خالد السيابي، أول عماني تمكن من تسلق قمة جبل إيفرست أحد الجبال التي تتكون منها سلاسل جبال الهملايا، على حدود الصين ونيبال وشمالي الهند.

ويعد السيابي من أبرز الكفاءات الوطنية إذ لديه إسهامات بحثية وعلمية وإدارية عديدة، من أبرزها التحول الرقمي لوزارة التربية والتعليم، كما أدار مشروع برنامج التحول الرقمي للحكومة العمانية، وعمل في إدارة المركز العماني اللوجستي المشرف على تصميم خارطة الطريق للاستراتيجية اللوجستية العمانية.

كما عمل قبل وفاته في لجنة الحوكمة والأداء المؤسسي لرؤية عمان 2040، وعضوا بالفريق العلمي للاستشراف المستقبلي وتصميم المؤشرات والمستهدفات، وباحثا في جامعة كوفنتري بالمملكة المتحدة في مجال الهندسة الإجرائية وتقييم الأداء والتحول المؤسسي ومحركات المستقبل.

وبالرغم من تميزه المهني والأكاديمي لازال الوسط الرياضي العماني والمهتمون بتسلق الجبال على الصعيد العربي، يرون قصة المتسلق خالد السيابي، نموذجا للطموح وتحقيق الأهداف بعدما تمكن من تسلق قمة إيفرست رغم التحديات، ومحاولة الشاب العماني سلطان الإسماعيلي الذي تسلق الجبل عام 2008 وكاد أن يخسر حياته قبل الوصول إلى القمة بأقل من ساعة ونصف.

صحيفة الاتحاد الإماراتية ألقت الضوء على طموحات السيابي في حوار سابق نشرته عبر صفحاتها، حيث يقول السيابي فيه إنه ليس مغامراً بطبيعته، ويفعل كل شيء بعد تفكير عميق وروية، ومع ذلك يفعل الكثير من الأشياء التي يعدها الآخرون مخاطرة، ومنها القفز بالمظلات من ارتفاعات كبيرة، وإنه كان يتمنى أن يحقق إنجازات في مجال القفز بالمظلات توازي ما حققه بالصعود إلى قمة إيفرست.

وحول ما اكتسبه السيابي من وراء قيامه بهذه المغامرات المثيرة، كان يقول إن هذه الهوايات تجعله يشعر وكأنه يهذب نفسه، وذلك عبر التقدير الجيد للأمور المحيطة، وهو ما يجعله يحترم نفسه وقدراته، وبالتالي معرفة حدوده العقلية والجسدية، وهذا الأمر لا نستطيع معرفته أثناء الجلوس في أماكننا والركون إلى الراحة، فالإنسان قد يعتقد أنه ذكي أو قوي، غير أنه لم يمارس ذلك ولا يعرف حقيقة قدراته، ولكن الوجود في ظروف صعبة وعالية الخطورة، يجعل الإنسان يعرف جيداً من هو وما هي حدود قدراته، وهل هو الشخص المتردد أو السريع في اتخاذ القرار وغيرها من الأمور التي لا يمكن أن نعرفها سوى بالمرور بمثل هذه الظروف والتجارب.

وقال خالد السيابي حول الإنجاز الرياضي في تسلق قمة جبل إيفرست حيث يبلغ ارتفاعها 8848 مترا (29 ألف قدم)، حينها:” لا أعتبر نفسي بطلاً،إنما الأبطال الحقيقيون في هذا المجال هم قبائل الشيربا”، الذين قدم لهم السيابي كل الشكر وكان يأسف كثيرا كون حقهم مهضوما إعلامياً.

وذكر:”الحقيقة التي يعرفها جيداً كل من ذهب إلى جبال الهمالايا أن أفراد هذه القبيلة يقدمون الخبرة والمساعدة في كل الأمور وتجهيز المعدات، ويلعبون دور الدليل في أعالي الجبال، ويشيرون علينا بالطرق الصحيحة والآمنة، ويساعدهم في كل ذلك قدراتهم البدنية العالية جداً، التي اكتسبوها نتيجة العيش بين تلك القمم الثلجية”.

كما كشف السيابي عن شعوره عندما تسلق قمة إيفرست في حوار سابق مع وكالة الأنباء الكويتية حيث أوضح أن القمة كانت عبارة عن سطح يحتوي على مجموعة من الأعلام والشعارات لدول مختلفة للذين وصلوا للقمة وما كان من السيابي إلا غرس علم السلطنة وكتب عليه “بسم الله والحمد لله” إضافة إلى كتابة أسماء أولاده والتاريخ الذي صعد فيه.

مضيفا، أنه لم يستطع أن يمكث أكثر من 40 دقيقة خوفا من التيارات الهوائية.

يذكر أن الإنجاز الذي حققه السيابي حينها لم يكن الأول له، فقد تمكن في عام 2009 من تسجيل اسمه كأول عربي يستطيع تسلق جبل بيموري أحد أخطر جبال الهملايا والذي يقع على ارتفاع 7145 مترا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى