أبناء “الأوز” عوّامون

كتب – فاضل المزروعي

عادةً ما يقال مثل” ابن الوز عوّام”، عند رؤية شخص يتميز بموهبة كانت موجودة عند أبيه من قبله، ومثال ذلك أن تجد جرّاحًا متميزًا كما كان والده من قبله، أو رامٍ متميز مثل والده أو رياضيا أجاد في أحد المجالات، أو حتى في حسن الخلق كما تجد طفلًا حسن الأخلاق مثل والده”.

وما هو ملاحظ في الآونة الأخيرة ويثلج الصدر ظهور أبناء للاعبي كرة القدم في المنتخبات الوطنية السابقة، الأمر الذي من خلاله، بدأنا نجني ثمار السنوات الماضية من اهتمام بتلك المواهب التي وجدت لنفسها مكانا في المنتخبات الوطنية وظلت متعلقة ومهتمة بكرة القدم، بعضها إداري وآخر فني وبعضهم إعلامي.

المتتبع لقوائم المنتخبات الوطنية للفئات العمرية الحالية، يلاحظ ظهور أسماء لمواهب كروية جديدة تقدمت على أقرانها لحجز مقاعدها في المنتخبات الوطنية لحسن مهارتها وإجادتها وهذه الأسماء أبناء للاعبين سابقين من الأجيال التي مرت على المنتخبات الوطنية، حيث سبق أن برزت عدة أسماء سبق لآبائها تمثيل المنتخبات مثل رائد إبراهيم وعبدالله فواز ومعتز صالح وغيرهم.

لكن الملفت أن المنتخبات الحالية للفئات العمرية تشمل عدة أسماء مثل سالم العبدلي قائد منتخب الناشئين الحالي وهو ابن القائد السابق لنادي السيب والذي لعب للمنتخب الوطني في الثمانينيات سليمان العبدلي، حيث ظهرت القيادة على سالم مبكرا، كما تضم قائمة منتخب الشباب المعتصم الفوري ابن اللاعب صالح الفوري أحد نجوم منتخب الإكوادور وأيضا بريك الغافري ابن اللاعب الدولي السابق والمحلل الإعلامي سيف سلطان والذي تم اختياره من أكاديمية الحبسي.

هذه نماذج جيدة مقدر لها النجاح أكثر من أقرانها، وذلك لسبب واحد وهو أنها وجدت توجيها خاصا ورعاية مميزة تخلق منها مواهب بفكر رياضي كروي أعمق لأنها تشربت من منهل سليم.

وستظل هذه المواهب تستلهم التوجيه والنصح من مثلها وقدوتها الأول والدها قبل أن تجد لها قدوة من الملاعب سواء المحلية أو الدولية.

يعكس اهتمام النجوم الآباء، حرصهم على رد الجميل وخدمة الرياضة من منابر مختلفة، وحث أبنائهم على مواصلة لعب كرة القدم والإنفاق عليها من أجل مساعدتهم لإبراز مواهبهم أمر مقدر،  قد تكون نتائجه في المستقبل أفضل حيث توجد  كرة قدم بجودة عالية.

مثل هذه المواهب لا يخاف عليها، وأقصد أن كثيرا من المواهب يغلب عليها تقلب المزاج أو ظروف السن (المراهقة مثلا)، أو تأثير الدائرة المحيطة بهم من أصدقاء وأقارب قد يؤثرون عليهم سلبا ما يؤدي إلى ابتعادهم عن الملاعب أو تراجع مستواهم، لا يدركون ذلك إلا بعد فوات الأوان، لكن هذه الفئة من المواهب تجد من يقف خلفها ويرشدها لسلك الطريق الصحيح الذي يساعدهم على المواصلة وعلى التألق.

في المقابل سيكون همٌ الأباء وصول الابن إلى مراتب عالية من التفوق ويتمنى بطبيعة الحال أن يراه أفضل، فالمعلم يتمنى أن يكون تلميذه أفضل منه.

بكل تأكيد لن تتوقف قوائم المنتخبات الوطنية مستقبلا على هذه الأسماء ونتوقع أسماء جديدة لأبناء نجوم آخرين، خصوصا ونحن نعيش مرحلة تختلف تماما عن المرحلة التي عاشوا بها والتي كانت تقتصر على حصول مكافآت ضئيلة جدا وعادة ما تكون عند الفوز، ومكافآت الماضي لا تقارن بالحاضر أبدا.

ولا نعني هنا تركيزهم على المادة، بل القصد أن الرياضة في الوقت الراهن، خصوصا كرة القدم، أصبحت تشكل مصدرا ماديا ووسيلة لتحسين الدخل وإن كانت متفاوتة.

هنا أيضا دعوة لنجوم الأمس للاهتمام ورعاية أبنائهم أو المواهب الأخرى وتوجيهها التوجيه الصحيح، لأنها أمل كرة القدم في السلطنة خلال السنوات القادمة، وأملنا أن نجد نجوما كروية من طراز عال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى