برونو فيرنانديز .. حاوي البرتغال الجديد

تقرير- محمد عصام

برونو فيرنانديز، حاوٍ آخر من البرتغال، ينضم لقائمة مواهب الوسط الشابة من برازيل أوروبا، بعد العفريت بيرناردو سيلفا الذي يكبره بفارق شهر واحد، الجواهر التي أثارت اهتمام كبار أندية أوروبا مؤخراً، وسنشهد على الأغلب تنافساً على ضمه، وربما مزاداً لإغراء ناديه بالتخلي عنه في الصيف المقبل.

ترعرع برونو في بلدة “مايا” الصغيرة، بجانب مدينة “بورتو”، ومارس كرة القدم منذ الصغر حين انضم عام 2002 لنادي محلي “إنفيستا”، قبل أن ينتقل إلى نادي “بوافيستا” بعدها بعامين، حيث تشكلت موهبته، وصقل قدراته بالتدرج تصاعدياً في فئات النادي السنية المختلفة.

طرقت الفرصة بابه بشكل غير اعتيادي، حين حضر مبعوثو نادي “نوفارا كالتشيو” القابع في الدرجة الثانية الإيطالية لمتابعة أحد زملاء فيرنانديز، ولكن تغيرت دفة أنظارهم نحوه، ليتم التعاقد معه عام 2012، وينتقل صوب إيطاليا ليفتح أفاقاً جديدة.

ساعد اللاعب ناديه الجديد على حصد المركز الخامس، ولفت انتباه كشافة “أودينيزي” بعد موسم واحد، وانتقل لتمثيلهم بمبلغ 2.5 مليون يورو في عام 2013.

قضى داخل أسوار “أودينيزي” ثلاثة أعوام، شارك في 95 مباراة متقطعة، مسجلاً 11 هدفاً و13 أسيست، واستقر أوقاتاً طويلة على دكة البدلاء.

وكما هو الحال مع أي موهبة لا تشارك بما يكفي لتغذية خبراتها، خرج فيرنانديز بحثاً عن المزيد من الدقائق، في إعارة مع إلزامية الشراء نحو سامبدوريا، حيث قضى موسماً لعب 35 مباراة أظهر فيها قدراته، مما أنتج تنافساً بين ناديي موطنه بورتو وسبورتنج لشبونة لضمه، قبل أن يستقر الاختيار على لشبونة، بمقابل 8.5 مليون يورو.

برونو فيرنانديز

ربما هي الأجواء الأكثر ألفة في بلاده، أو التجربة الصغيرة التي مر بها، لكنه كان الصفقة التي دبت الحياة في وسط ميدان سبورتنج لشبونة، مسجلاً 16 هدفاً في جميع البطولات، الثاني في ترتيب هدافي فريقه بعد المهاجم “باس دوست”.

أنهى سبورتنج لشبونة في المركز الثالث من ترتيب الدوري البرتغالي، وفوّت فرصة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، ليصب مشجعي الفريق غضبهم على اللاعبين بالتعدي عليم في مقر التدريبات، متسببين في إصابة لبرونو فيرنانديز وسط أسماء أخرى من زملائه.

قرر عدد من اللاعبين مغادرة النادي، خصوصاً مع تخاذل إداري في دعمهم، وكان برونو من بين هؤلاء، ولكنه تراجع في قراره بعد تنحي رئيس النادي برونو دي كارفاليو، مع حصد جائزة أفضل لاعب في الدوري، وحصوله على عقد جديد لخمس سنوات براتب أكبر، وقيمة كسر عقد 100 مليون يورو.

امتلك فيرنانديز جوعاً أكبر للموسم الجديد، فلم يتقهقر كعادة أقرانه بعد موسم أول ممتاز، بل بلغ ذروة انفجاره هذا الموسم، ليسجل أرقاماً غير معتادة من لاعب متوسط ميدان، حقق 32 هدفاً في جميع البطولات، متخطياً أكبر حصيلة تهديفية لمتوسط ميدان في تاريخ الدوري البرتغالي، مع تقديم 18 تمريرة حاسمة بالتوازي.

الأمر يتعدى حاسته التهديفية الفلكية، فقد لعب برونو فيرنانديز في مختلف المراكز، بين صانع اللعب رقم 10، والجناح الأيسر، وأجاد في خانة اللاعب رقم 6، مع صناعة الفرص بمعدل 2.8 تمريرة مفتاحية في المباراة، بالإضافة لتميز في الركلات الحرة، والتي سجل منها خمسة أهداف في موسمه الأول، والإخلاص التام لأداء واجباته الدفاعية بمعدل 2.1 عرقلة مشروعة في المباراة، مما يجعله حلاً لمعاناة العديد من الأندية.

الأندية التي قد تنافس على ضمه

البداية جاءت من عرض مانشستر سيتي بقيمة 55 مليون جنيه استرليني لضمه، ورغم نفي التقارير الآخيرة، لكن يبدو الاهتمام منطقياً مع انخفاض مستوى دافيد سيلفا وتعدد إصاباته، وإحتمالية خروج جوندجان، والحاجة للاعب قادر على أدوار الرقم 8 الحر في خطة جوارديولا، ويمتلك الحاسة التهديفية المميزة لدافيد سيلفا.

يمر مانشستر يونايتد بأزمة كبرى، مع رحيل أندري هيريرا، وتبدد قدرات ماتيتش، مع الاعتماد الكامل على بوجبا ومزاجه الخاص، لذلك فالحاجة ملحة لخط وسط يمتلك تلك الشخصية الكاسحة للدخول سريعاً، وصناعة الفارق.

وسينطلق ليفربول باحثاً عن ذات القطعة المفقودة في وسط ميدانه، بعد تسليمه بحقيقة افتقاده لوسط الميدان القادر على تحريك الأمور، ومع عودة تشامبرلين من إصابة طويلة تثير حوله الشكوك.

أما باريس سان جيرمان، فيحتاج كل ما يستطيع أن تتحمله ميزانيته من ترميم في وسط الميدان، خصوصاً مع خروج أدريان رابيو، وتعدد إصابات ماركو فيراتي، وتفعيل ريال بيتيس بند شراء جيوفاني لو سيلسو، لذلك يبدو خيار برونو فيرنانديز مغرياً لملاك النادي.

في موسمي الأول لعبت كثيراً، لكن رأيت أني أحتاج موسماً آخر للحصول على الاستمرارية المطلوبة، الآن أشعر أني جاهزاً للعب في إنجلترا أو إسبانيا إن سنحت الفرصة” يصرح برونو فيرنانديز، ليثبت أنه يمتلك الحكمة الكافية لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، ولا يوجد أنسب من غلق صفحة سبورتنج لشبونة، والانتقال إلى مستوى أعلى بعد هذا الموسم المثالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى