حصريا لـ “توووفه”.. الحارثية تروي تفاصيل تسلق إيفرست

توووفه- عبد الله الريسي

تمكنت نظيرة بنت أحمد الحارثية من كتابة التاريخ، عندما أصبحت أول عمانية تتمكن من تسلق قمة جبل إيفرست، أعلى قمة في العالم بالرغم من الرياح والبرودة والانزلاقات والحمل الثقيل، في طريق تسلق القمة التي تقع بسلسلة جبال الهيمالايا.

وتحدثت الحارثية في حوار خاص وحصري للصحيفة من النيبال، وكشفت عن تفاصيل تسلق القمة وتحقيق الإنجاز، ونصائحها لكل من يرغب في تسلق القمم السبع الأكبر حول العالم، متحدثة في نهاية الحوار عن الراحل خالد السيابي أول عماني تسلق قمة إيفرست.

واستهلت الحارثية حديثها حيث حول الإنجاز:” تسلق قمة جبل إيفرست طموح وحلم وضعته في نفسي منذ عامين، لم يكن حينها هدفي أن أكون أول امرأة عمانية تحقق ذلك، ولكنني أشعر بالفخر كثيرا بهذا الأمر وسعيدة للغاية لأني قمت بمنح شيئ قليل لوطني الغالي عُمان وبأن أكون موضع إلهام لتحقيق الأهداف في الحياة، وسعادتي غامرة بذلك، حيث شعرت بالسرور بردود الفعل في وسائل التواصل الاجتماعي عقب النجاح في تسلق القمة”.

وحول تفاصيل رحلة تسلق قمة جبل إيفرست التي يبلغ ارتفاعها 8848 مترا (29 ألف قدم)، قالت ” استمرت الرحلة لمدة شهرين، منذ البداية وحتى النهاية لكون موسم تسلق قمم سلسة جبال الهملايا محدد وفق معايير درجات الحرارة وذوبان الثلوج، لذا بدأت الرحلة في الأول من شهر أبريل الماضي وحتى يومنا هذا، والاستعداد النفسي والجسدي بدأ منذ عامين، وكذلك الاستعداد الخاص بالأدوات والملابس المناسبة والمطلوبة والتي كانت محددة”.

وأضافت:” أقدم الشكر لبنك صحار الدولي وشركة صحار ألومنيوم والبنك الوطني العماني وشركة نفط عمان، فقد كلفت الرحلة مبلغا كبيرا وأنا في غاية الامتنان لكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز”.

وردا على سؤال الصحيفة حول قبائل الشيربا، أوضحت أول عمانية تتسلق قمة جبل إيفرست:
“أن تكون فردا في قبائل الشيربا ذلك يعني تجاوزك الكثير من المراحل والدورات في علوم تسلق قمة إيفرست، ومن وجهة نظري لولا قبائل الشيربا لما كانت أحلام تسلق القمة واقعا للمتسلقين لاستحالة ذلك دون مساعدتهم، فهم القيادة والعمل نتاج التجربة والخبرة والقوة الجسدية الكبيرة لحمل الأدوات مثل الخيام وعبوات الأكسجين للمخيمات التي تقع في الأعلى فهي الوسيلة الوحيدة لذلك إذ حتى طائرات الهليكوبتر لا تستطيع الوصول للأعلى، لابد من الاعتراف بفضلهم، كل التقدير لجهودهم وتحملهم مشقة تحقيق أحلام المتسلقين”.

وحول نصائحها لكل متسلق يرغب في تسلق القمم السبع الأعلى في القارات السبع الأشهر في العالم والتي يعتبر تسلقها تحديا صعبا ومكلفا لمتسلقي الجبال، قالت الحارثية:

“نصيحتي لكل شخص يود تسلق أية قمة شاهقة، أن تكون لديه القدرة على التحمل والقوة الذهنية لتحقيق ذلك، خصوصا أن تأقلم الجسد على البيئة الخاصة بالقمة يستغرق قرابة الشهر قبيل البدء في رحلة التسلق، وذلك يتطلب العيش في حياة بسيطة للغاية، كما أن القراءة والمعرفة والاستشارة مهمة لتحقيق ذلك، حيث يجب على المتسلق ألا يرمي بنفسه في التهلكة نتاج رغبة في تحقيق التسلق فقط بدون دراسة وتريث، يجب أن تكون لديه معرفة شاملة لكل التفاصيل الخاصة بالقمة والطريق إليها، وتفاصيل الطقس والتفاصيل الطبية والعقلية والجسدية الخاصة بالمتسلق نفسه، فقدان المعرفة في جانب ما قد يكلف حياة المتسلق”.

وأنهت الحارثية حوارها رفقة الصحيفة، حول المهندس خالد السيابي، الذي وافته المنية قبل نهاية الشهر الماضي والذي كان أول عماني يتمكن من تسلق قمة جبل إيفرست حيث قالت :

“المغفور له خالد السيابي، كان له الفضل الأكبر في نجاحي بتحقيق طموحي بتسلق قمة جبل إيفرست، فبالرغم من رحيله كانت نصائحه وتوجيهاته باقية معي تضيء طريق تسلق القمة حيث قام بتهيئتي وتجهيزي لتحقيق طموحي، كما أن وصول خالد السيابي للقمة في عام 23 مايو 2010 هو نفس اليوم الذي وصلت فيه أنا شخصيا للقمة، وهذا الأمر يعني لي الكثير وقد يكون دلالة بأنه على اختلاف الأسماء إلا أننا دائما نطمح في إعلاء علم الوطن الغالي عُمان”.

تجدر الإشارة بأن نظيرة بنت أحمد الحارثية تعمل كمدير دائرة المواطنة في مكتب وزير التربية والتعليم وحاصلة أكاديميا على الماجستير في الجغرافيا من جامعة السلطان قابوس، وقد بدأت هواية مهنة تسلق الجبال منذ سن مبكرة.

كما قامت بمحاولة تسلق قمة جبل كيليمانجارو ” تنزانيا” وتمكنت أخيرا من تسلق قمة جبل إيفرست وهي أعلى قمة في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى