باراجواي تسعى لتصحيح أوضاعها عبر كوبا أمريكا 

(د ب أ)-توووفه

بعد فشله في التأهل لبطولة كأس العالم للنسخة الثانية على التوالي، يتطلع منتخب باراجواي لكرة القدم إلى تتويج مرحلة إعادة البناء التي بدأها قبل سنوات من خلال بطولة جديدة في كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي تستضيفها البرازيل خلال الأسابيع المقبلة.

وقدم منتخب باراجواي واحدة من أسوأ المشاركات له في التصفيات خلال تصفيات كأس العالم 2014 وحل في المركز الأخير بالتصفيات ليبدأ الفريق بعدها لإعادة البناء وتصحيح أوضاعه لكن ذلك لم يكن كافيا حيث حل الفريق سابعا في التصفيات التالية وفشل في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.

وكانت مرحلة إعادة البناء بدأت في كانون أول/ديسمبر 2014 بقيادة مديره الفني الأسبق الأرجنتيني رامون دياز لكن إخفاق الفريق في النسخة المئوية لكوبا أمريكا عام 2016 بالولايات المتحدة أطاح بالمدرب دياز من تدريب الفريق ليعود المدرب الوطني فرانسيسكو آرسي إلى تدريب الفريق في 2016.

ومع فشله أيضا في قيادة الفريق لنهائيات المونديال الروسي، رحل آرسي عن تدريب الفريق تاركا المسؤولية بشكل مؤقت لمواطنه جوستافو مورينيجو حتى تولى الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو في أواخر 2018 لكنه لم يستمر مع الفريق سوى شهور قليلة واستقال في شباط/فبراير الماضي.

وعاد منتخب باراجواي إلى المدرسة الأرجنتينية حيث تولى المسؤولية إدواردو بيريزو قبل شهور قليلة من خوض المعترك القاري في كوبا أمريكا 2019.

ورغم عدم الاستقرار في القيادة الفنية للفريق على مدار السنوات الأخيرة ، قد يجد منتخب باراجواي في البطولة المرتقبة فرصة مثالية لتصحيح أوضاعه إذا نجح في التقدم للأدوار النهائية.

وما يؤرق الفريق حاليا أن القرعة لم ترحمه حيث أوقعته في مجموعة نارية مع المنتخبين الأرجنتيني والكولومبي المرشحين للمنافسة على اللقب والمنتخب القطري الطموح الذي يخوض البطولة بعد شهور قليلة من فوزه باللقب الأسيوي عن جدارة.

ويحتاج منتخب باراجواي من أجل اجتياز هذه المجموعة إلى بذل أقصى جهد ممكن لكنه في نفس الوقت يحتاج إلى مزيد من الحظ وإلى بداية قوية على حساب نظيره القطري الذي سيلتقيه في افتتاح مبارياتهما بالمجموعة.

ولا يمتلك منتخب باراجواي نجوما ساطعين وبارزين مثل منتخبات أخرى مشاركة في كوبا أمريكا 2019، ولكن الفريق يعتمد بشكل كبير على حماس وخبرة لاعبين مثل هيرنان بيريز وريتشارد أورتيز إضافة لأداء بعض لاعبيه المتميزين مثل ديرليس جونزاليس وأوسكار روميرو وخوان مانويل إيتربي الذين قدموا مستويات جيدة مع الفريق في السنوات الماضية.

ويعيش والدا إيتربي في الأرجنتين كما ولد اللاعب في الأرجنتين لكن اللاعب اختار اللعب لبلد والديه (باراجواي).

وفي بداية مسيرته الكروية في نادي سيرو بورتينو في باراجواي ، فرض إيتربي نفسه نجما للفريق حتى ظهرت بعض المقارنات بينه وبين نجم كرة القدم الأرجنتيني الشهير ليونيل ميسي لكنه فشل في ترك بصمة تليق بهذه المقارنة وإن كانت الفرصة سانحة أمامه حاليا لترك هذه البصمة والعودة للاحتراف في أوروبا علما بأنه ينشط حاليا في الدوري المكسيكي.

ولم يصل إيتربي أبدا لمستوى ميسي نجم برشلونة الإسباني. ورغم هذا ، تعلق باراجواي آمالا عريضة على هذا اللاعب وتثق فيما يمكن أن يقدمه لمنتخب باراجواي.

ويتميز منتخب باراجواي بتفاني وتضحية اللاعبين في التدريبات ولكن كوبا أمريكا 2019 ستكون فرصة جديدة وجيدة لمعرفة ما إذا كان الفريق يسير في الطريق الصحيح لاستعادة عافيته.

وتوج منتخب باراجواي بلقب كوبا أمريكا في نسختين سابقتين في عامي 1953 و1979 كما خاض الفريق ثماني نسخ من بطولات كأس العالم وكانت أفضل نتائجه فيها عندما بلغ دور الثمانية في نسخة 2010 بجنوب أفريقيا علما بأنها كانت النسخة الرابعة على التوالي التي يشارك فيها الفريق بالمونديال لكنه غاب عن نسختي 2014 و2018.

وقد تعفي الترشيحات الضعيفة للفريق هذه المرة أيضا لاعبي باراجواي من الضغوط وتساعدهم على التقدم في البطولة.

وقد تنحصر آمال باراجواي في التأهل إلى دور الثمانية كأحد أفضل فريقين من بين الفرق الثلاثة التي ستحتل المركز الثالث في مجموعات الدور الأول أو النجاح في تفجير مفاجأة أمام أي من منتخبي الأرجنتين وكولومبيا.

ويأمل بيريزو في تكرار ما نجح فيه مواطنه خيراردو (تاتا) مارتينو بشأن تطوير طموحات الفريق من مجرد تقديم عروض جيدة واجتياز الأدوار الأولى في البطولات الكبيرة إلى طموح المنافسة على اللقب حيث قاد مارتينو الفريق لنهائي نسخة 2011.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى