نسخة خارج التوقعات لكوبا أمريكا

(د ب أ)-توووفه

يرفع الستار غدا، عن فعاليات نسخة جديدة من عروض الفن الكروي المبهرة والمثيرة عندما تنطلق فعاليات النسخة السادسة والأربعين من بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) لكرة القدم والتي تستضيفها البرازيل حتى السابع من تموز/يوليو المقبل.

وينتظر عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم مباريات هذه البطولة المتخمة بنجوم بارزين ومنهم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي جابرييل جيسوس والكولومبي خاميس رودريجيز.

ويتطلع كل من المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني إلى استغلال البطولة لتضميد جراحه ومحو خيبة أمله بعد الخروج صفر اليدين من فعاليات بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.

ويسعى ميسي إلى تتويج موسمه الرائع من خلال قيادة منتخب بلاده للفوز بلقب كوبا أمريكا 2019 بعدما أخفق في أكثر من محاولة سابقة للتتويج بلقب كبير مع منتخب بلاده حيث خسر النهائي أمام تشيلي بركلات الترجيح في نسختي 2015 و2016 وخسر نهائي مونديال 2014 بالبرازيل أمام المنتخب الألماني فيما خرج من الدور الثاني (دور الستة عشر) في مونديال 2018.

وبعدما تعاونا سويا على مدار الموسم المنقضي في صفوف برشلونة ، سيصبح كل منه ميسي والنجم البرازيلي فيليب كوتينيو منافسا وخصما للآخر في هذه البطولة القارية المثيرة.

وجاءت إصابة نجم كرة القدم البرازيلي نيمار دا سيلفا وابتعاده عن المنتخب البرازيلي في هذه البطولة لتضاعف من الضغوط الواقعة على ميسي الذي أصبح أبرز الأسماء المتواجدة في البطولة بلا منازع كبير.

كما ضاعف غياب نيمار من المسؤولية الواقعة على عاتق لاعبي المنتخب البرازيلي وفي مقدمتهم داني ألفيش الذي يحمل شارة قيادة الفريق وكذلك كوتينيو وروبرتو فيرمينو نجم ليفربول الإنجليزي وجابرييل جيسوس مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي.

ويحلم ميسي بقيادة المنتخب الأرجنتيني للفوز باللقب القاري للمرة الأولى منذ 26 عاما ومعادلة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب والمسجل باسم أوروجواي برصيد 15 لقبا مقابل 14 لقبا للتانجو الأرجنتيني وثمانية ألقاب للسامبا البرازيلية.

كما يسعى ميسي والمنتخب الأرجنتيني لمحو آثار الاخفاق الذي رافق الفريق في أكثر من بطولة كبيرة (كأس العالم وكوبا أمريكا) في السنوات الماضية.

وفي المقابل، سيكون اللقب هو الشيء الوحيد الذي يستطيع به لاعبو المنتخب البرازيلي محو آثار الهزيمة المهينة والثقيلة 1-7 التي مني بها المنتخب البرازيلي أمام المنتخب الألماني في المربع الذهبي للمونديال البرازيلي علما بأن هذه الهزيمة كانت في غياب نيمار أيضا عن صفوف البرازيل بسبب الإصابة التي تعرض لها في المباراة أمام كولومبيا بدور الثمانية.

وتشهد البطولة الحالية الضلع الثالث في خط هجوم برشلونة (إلى جانب ميسي وكوتينيو) وهو لويس سواريز نجم منتخب أوروجواي حامل اللقب.

كما تشهد هذه النسخة من كوبا أمريكا عددا كبيرا من النجوم العالميين مثل سيرخيو أجويرو مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي والمنتخب الأرجنتيني.

كما تشهد صفوف منتخب أوروجواي أكثر من لاعب مميز من أصحاب الخبرة الكبيرة مثل المهاجم إدينسون كافاني والمدافع دييجو جودين.

وإلى جانب خاميس في المنتخب الكولومبي ، يخوض راداميل فالكاو جارسيا فعاليات هذه النسخة بهدف السطوع مجددا بعد موسم متواضع مع ناديه.

ويخوض المنتخب البرازيلي فعاليات البطولة تحت قيادة المدرب الوطني تيتي وفي وجود عدد من اللاعبين قد لا يحالفهم الحظ للاستمرار في صفوف الفريق خلال السنوات المقبلة لكبر سنهم وفي مقدمتهم المخضرم تياجو سيلفا مدافع باريس سان جيرمان وداني ألفيش زميله في نفس الفريق وجواو ميراندا وفيليبي لويس.

وقبل أربع سنوات، وبالتحديد قبل كوبا أمريكا 2015، قال تياجو سيلفا قائد المنتخب البرازيلي في مونديال 2014 “حتى إذا فزنا بلقب كوبا أمريكا، فلن يمحو هذا كأس العالم التي قدمناها ولكننا نركز في تقديم أداء أفضل”.

والآن، لن يكون أمام الفريق سوى الفوز باللقب لمصالحة الجماهير خاصة مع إقامة هذه النسخة في البرازيل.

وغاب تياجو سيلفا عن صفوف الفريق في المربع الذهبي للمونديال عندما خسر الفريق 1-7 أمام ألمانيا بسبب الإيقاف.

كما ينتظر أن يمنح منتخبا كولومبيا وتشيلي مزيدا من الإثارة والقوة لهذه البطولة لاسيما بعد فوز منتخب تشيلي باللقب في كل من النسختين الماضيتين عامي 2015 و2016.

ويضم منتخب تشيلي بين صفوفه العديد من النجوم البارزين والموهوبين مثل أليكسيس سانشيز وأرتورو فيدال وجونزالو خارا.

كما تضم باقي المنتخبات المشاركة عددا من النجوم البارزين مثل الإكوادوري لويس أنطونيو فالنسيا والبيروفي باولو جيريرو والقطريين المعز علي وحسن الهيدوس والياباني شنجي أوكازاكي.

وتشهد هذه النسخة مشاركة 12 منتخبا من بينها ضيفين متميزين هما المنتخبين القطري والياباني طرفي المباراة النهائية لكأس آسيا 2019 والتي توج بلقبها المنتخب القطري (العنابي) .

وقسمت المنتخبات ال12 على ثلاث مجموعات تضم كل منها أربعة منتخبات على أن تختتم فعاليات البطولة بالمباراة النهائية على استاد “ماراكانا” العريق في ريو دي جانيرو وذلك في السابع من تموز/يوليو المقبل.

وتضم المجموعة الأولى منتخبات البرازيل وبوليفيا وفنزويلا وبيرو وتضم المجموعة الثانية منتخبات الأرجنتين وكولومبيا وباراجواي وقطر في حين تتنافس منتخبات أوروجواي وتشيلي وفنزويلا واليابان في المجموعة الثالثة.

وتخوض قطر البطولة بنفس الفريق الذي توجت من خلاله بلقب كأس آسيا قبل شهور قليلة.

ويتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني في كل مجموعة مباشرة إلى الدور الثاني (دور الثمانية) كما يرافقهما أفضل اثنين من المنتخبات التي تحتل المركز الثالث في المجموعات الثلاث.

وانفرد منتخب أوروجواي بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب كوبا أمريكا التي تقام منذ 1916 حيث أحرز اللقب الخامس عشر له في نسخة 2011 فيما كان آخر الألقاب ال14 للمنتخب الأرجنتيني في 1993 بينما أحرز المنتخب البرازيلي اللقب ثماني مرات سابقة منها أربعة ألقاب في آخر ثماني نسخ للبطولة.

ولم يسبق لأسطورتي كرة القدم البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييجو مارادونا، اللذين يعتبران الأفضل في تاريخ اللعبة، أن توجا بلقب كوبا أمريكا رغم مشاركتهما في هذه البطولة من قبل.

كما فشل ميسي 31 عاما، الأسطورة الجديد للعبة، في الفوز باللقب خلال مشاركته في النسختين الماضيتين وكان هذا أحد أسباب شكوى مشجعي الأرجنتين من أن مستواه مع منتخب بلاده أقل منه مع برشلونة الإسباني.

وقد تكون هذه النسخة من البطولة فرصة مثالية وأخيرة أمام ميسي لتصحيح هذه الرؤية.

وتبدو الفرصة سانحة أمامه لإحراز أول لقب له مع المنتخب الأرجنتيني في البطولات الكبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى