زوار الكوبا أمريكا.. حكاية الضيوف “خفيفة” الظل

تقرير- محمد عصام

فجر السبت، تنطلق النسخة السادسة والأربعون من كوبا أمريكا، حيث تقام في البرازيل، والتي ستفتح فعالياتها بمواجهة بين السامبا وبوليفيا.

يشارك في هذه النسخة منتخبا قطر واليابان بدعوات من اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم، مصادفة أن يدعو الاتحاد بطل كأس آسيا ووصيفه على الترتيب.

كانت النوايا متوجهة إلى دعوة ستة منتخبات إلى البطولة، لزيادة عدد الفرق إلى الستة عشر فريقاً، الحد الأدنى المحبب لبطولات كرة القدم، ولكن جاء ارتباط منتخبات إفريقيا وأمريكا الشمالية ببطولات قاراتهم، وانشغلت منتخبات أوروبا، تحديداً البرتغال وإسبانيا، بدوري الأمم الأوروبية وتصفيات يورو 2020، ولم يكن من الواقعي استقدام ستة منتخبات من آسيا على أية حال، لذا تأجلت هذه الخطط لوقت لاحق.

بدأت تلك العادة –دعوات الاستضافة- منذ نسخة عام 1993 بإضافة منتخبين إلى العشر القابعة في القارة، وهي مخاطرة توشك كل مرة أن تفقد المسابقة رونقها إذا رفع أحد الزوار الكأس، وهو مالم يحدث حتى الآن، بل اكتفى الزوار بتمثيل “خفيف” الظل، والتزموا بالنص المأمول، رغم اقترابهم الشديد في أكثر من مناسبة.

وفيما يلي نستعرض تاريخاً مختصراً لمشاركة كل منتخب من هؤلاء الضيوف.

البداية من المكسيك، الوجه المعتاد على البطولة، بمشاركتهم لعشر نسخ متتالية منذ عام 1993، لمناسبة موقعهم جغرافياً، وقدرتهم على مجابهة عمالقة أمريكا الجنوبية.
في الواقع فإن المكسيك في مشاركتها الأولى، وصلت إلى النهائي ضد الأرجنتين، ولكن أنقذ جابرييل باتيستوتا كبرياء القارة بتسجيل هدفين، وقيادة منتخبه للتتويج بكأس البطولة.

حصدت المكسيك مركز الوصافة مجدداً في نسخة عام 2001 ضد كولومبيا، والمركز الثالث في ثلاث مناسبات، ولكن مع تضارب مواعيد بطولة الكوبا أمريكا مع الكونكاكاف، أصبحت المكسيك تعتمد مجموعة مختلفة لكل بطولة، قبل أن تعلن هذا العام ترجيح كفة الكونكاكاف، والاعتذار عن المشاركة في هذه النسخة.

اختص اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم “الكونميبول” الولايات المتحدة الأمريكية بشرف المشاركة في البطولة عام 1993، حيث اعتبرها المنتخب الأمريكي فرصة تأهيلية قبل استضافة بطولة كأس العالم في العام التالي.

خرج المنتخب الأمريكي مبكراً من البطولة، ولكن عاد بعد سنتين ليصل إلى نصف النهائي، ويسقط أمام البرازيل، ثم أمام كولومبيا، ويكتفي بالمركز الرابع.

تعارضت مواعيد الدوري الأمريكي (MLS) متزايد الأهمية مع توقيت البطولة، لذلك تذبذت مشاركات الولايات المتحدة في النسخ التالية، قبل أن تستضيف نسخة كوبا أمريكا المئوية عام 2016، والتعذر عن حضور عن بطولة هذا العام أيضاً.

المزيد من الدعوات كانت لكوستاريكا عام 1997، وجامايكا عام ،2015 ولكن لم يترك كلاهما بصمة حقيقية على البطولة في المناسبتين.

في نسخة عام 2001، كانت كندا إحدى الدول التي أكدت مشاركتها، ولكن لأسباب أمنية في كولومبيا –البلد المستضيف- تم إلغاء البطولة قبل أسبوعين من موعدها، فيقوم الاتحاد الكندي بفض معسكر المنتخب، وإعادة اللاعبين صوب أنديتهم، ليخرج قرار بعودة البطولة مرة آخرى بعدها بخمسة أيام، ولكن بعد فوات الآوان لكندا، وتتطوع الهندوراس لإنقاذ البطولة في اللحظات الآخيرة، وتصل إلى نصف النهائي بعد إقصاء البرازيل.

كان المنتخب الأول الذي يصل للكوبا من خارج الأمريكتين هو اليابان عام 1999، ليفتح أفاقاً آخرى للتوسع في دعوة الزوار المطلوبين لإكمال قوائم البطولة.

علاوة على أزمة الهوية في البطولة التي تتولد مما سبق، فالانحدار في جودة البطولة حاضر أيضاً نتيجة توقيت إقامتها، حيث تأتي بعد عام من كأس العالم، وهو ما يمنح المنتخبات راحة سلبية لمدة سنة كاملة –أو أكثر- من المباريات الودية، في نفس الفترة التي تبدأ المنتخبات فيها عمليات الإحلال والتجديد استعداداً لتصفيات كأس العالم التالية للبطولة بعدة أشهر، فتدخل بقوائم غير ناضجة بالكامل.

تحتاج البطولة مستقبلاً لقرارات تدب الحياة في المستوى التنافسي، فالشكل النمطي الحالي يسحب كثيراً من رصيدها التاريخي، مع الآمال المتجددة بمنع شخصيات الفرق الزائرة من التهام شخصية منتخبات القارة المحلية، لذلك ربما من الأفضل الإقلاع عن هذه العادة، أو التوجه لمباحثات لضم بطولتي الكونكاكاف والكوبا أمريكا، لمزيد من الرونق الذي تفقده تدريجياً واحدة من أعرق البطولات القارية في العالم.

المصدر: These Football Times

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى