المعادلة الصعبة

كتب: أنور عبدالله الحبسي

رغم البداية الكروية الصعبة والمتأخرة للكرة العمانية في بطولات الخليج والبطولات القارية، إلا أنها نجحت في تجاوز صعوبة البدايات تدريجيا، وبفضل جيل ذهبي وعمل ارتكز على مخرجات منتخبات المراحل السنية، نجحنا في اعتلاء منصات التتويج الخليجية ومنها إلى الاحتراف الخارجي الذي أسهم في تتويجنا بأول لقب خليجي في مسقط، قبل أن نكرر الإنجاز في الكويت مؤخرا.

الإنجازات الخليجية رفعت سقف طموحنا القاري، واقتربنا كثيرا من التأهل إلى الأولمبياد في مناسبتين 2004 و 2012.

وعلى مستوى المنتخب الأول شهدت تصفيات كأس العالم 2014، أجمل مشاركاتنا ولم يفصلنا سوى مباراة واحدة عن بلوغ مباراة الملحق ….

التطور النسبي على مستوى المنتخبات جاء بفضل الاهتمام الذي أولته مجالس الاتحادات وكل القائمين على الكرة العمانية لمشاركاتنا الخارجية، وللأسف أن هذا الاهتمام لم يواكبه عمل مشابه على مستوى الأندية والمسابقات الداخلية، وظلت الأندية العمانية تراوح مكانها على مستوى المشاركات الخجولة بالمسابقات الآسيوية، واصطدم مشروع دوري المحترفين بواقع أنديتنا المتردي ماليا وإدارياً، وظهر خلاف كبير بالشارع الرياضي حوله.

وأمام واقع الأندية المالي وديونها المتراكمة بحثت أنديتنا عن طوق النجاة الذي قد يوصلها إلى بر الأمان، فالدعم الحكومي لا يغطي سوى القليل من ميزانية الموسم، وتسويق المسابقات المحلية اعترضته أمور كثيرة وعزفت عنه معظم الشركات باستثناء ( عمانتل)، ومعركة حقوق النقل التلفزيوني وعوائده خسرتها الأندية منذ البداية، ولم يبق لها سوى العودة إلى إحسان الداعمين من محبي الأندية، في تراجع طبيعي يعبر عن عجز منظومتنا الإدارية.

وبما أن طبيعة الحياة تقول إن الجامد مصيره الذوبان إذا لم يواكب درجة حرارة محيطه، فأنديتنا الجامدة بدأت بفكرة التجميد لحل مشكلة الديون والاتجاه نحو الاستثمار، ورغم هذا التوجه إلا أن الاستثمارات لم ترتق إلى مستوى الطموح واستمرت مديونية الكثير من الأندية.

وما المطالبات بإلغاء النزول وفكرة دمج الدرجتين الأولى والثانية إلا محاولات لتخفيف أنين المديونيات المتراكمة، وحتى فكرة الدمج التي قد تعين مؤقتا على تخفيض الديون بشكل كبير، فقد وجدت معارضة قد تجهضها رغم موافقة غالبية الأندية عليها.

ومع هذه الأزمات المتتالية بأنديتنا لابد أن يبحث أصحاب القرار عن مشروع تطويري تشارك فيه الوزارة ومجالس الاتحادات والأندية لانتشال أنديتنا من الوضع المالي الذي تمر به، ولابد أن يركز المشروع على تطوير استثمارات الأندية وتسويق المسابقات، وإشراك القطاع الخاص مشاركة فاعلة بتهيئة البيئة الاستثمارية والتسويقية له.

وأمام هذه العقبات لازلنا في انتظار أن نرى شيئا من إيجابيات المؤتمرات السابقة التي عقدت لتطوير الرياضة العمانية. ولازال الشارع الرياضي يمني النفس بثورة رياضية أساسها الأندية القوية، وكفانا أحلاما بالبحث عن منتخبات منافسة تعتمد على قاعدة هشة من الأندية والمسابقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى