السد يتربص بمونتيري في صراع على مواجهة ليفربول

(د ب أ)- توووفه

رغم كفاحه ومعاناته على مدار 120 دقيقة لتحقيق الفوز على هينجين (من كاليدونيا الجديدة) بطل اتحاد أوقيانوسية، يدرك فريق السد القطري لكرة القدم أنه سيخوض اختبارا أصعب كثيرا عندما يلتقي مونتيري المكسيكي غدا السبت في الدور الثاني لبطولة كأس العالم للأندية المقامة حاليا في قطر.

ويصطدم السد بمونتيري غدا على استاد “جاسم بن حمد” بنادي السد في الدوحة بالدور الثاني للبطولة حيث يدور الصراع بينهما على تأشيرة التأهل للمربع الذهبي في البطولة وفرصة مواجهة ليفربول الإنجليزي بطل أوروبا الذي يبدأ مشواره في البطولة بالمربع الذهبي.

وكان السد افتتح مسيرته في البطولة بفوز صعب على هينجين سبورت بطل أوقيانوسية (3 / 1) بعد التمديد لوقت إضافي عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (1 / 1) وذلك في المباراة الافتتاحية للبطولة.

وفي المقابل، يستهل مونتيري مسيرته في البطولة بمباراة الغد التي يصعب التكهن بنتيجتها في ظل الأسلحة التي يمتلكها كل من الفريقين.

وتخلص السد من رهبة البداية في هذه البطولة التي يخوضها للمرة الثانية في تاريخه علما بأنه فاز بالمركز الثالث في مشاركته الوحيدة السابقة وذلك في 2011 باليابان.

ولكن الفريق يدرك الفارق الهائل بين هينجين سبورت الذي يعتمد على مجموعة من اللاعبون الذين تغلب الهواية على مسيرتهم الكروية وفريق مثل مونتيري يتمتع بكتيبة من المحترفين ويقودهم مدرب مميز يسعى إلى العبور بهم للمربع الذهبي في البطولة الحالية بعدما حقق معهم طفرة حقيقية في المسابقة المحلية خلال الأسابيع الماضية.

وأكد الإسباني تشافي هيرنانديز مدرب السد أن فريقه حقق فوزا صعبا على هينجين سبورت وأن التأهل لم يكن سهلا على الإطلاق بالنسبة للسد.

وأوضح تشافي:”سنواجه فريق مونتيري المكسيكي وستكون هذه المواجهة أصعب بكثير لكنني أثق في قدرة الفريق أن يقدم الأفضل أمام مونتيري. لاعبو السد شعروا بالضغط أمام هينجين والعكس سيحدث في مباراة مونتيري حيث أن المنافس أقوى منا والضغط سيكون على المنافس ويمكننا أن نقدم أداء أفضل في اللقاء المقبل”.

وأكد تشافي “لدينا 90 دقيقة للوصول للدور قبل النهائي للبطولة أعرف وضع مونتيري جيدا وهو يؤدي بشكل جيد بعد أن تغير مدربه وهو فريق يلعب بشكل هجومي ويلعب بسرعة ولديه مهاجمون على مستوى عال وأيضا في الكرات الثابتة هو فريق جيد”.

وأشار تشافي “في كرة القدم لا نعرف ما سيحدث ولكن علينا أن نقدم الأفضل ولو لعبنا بنفس الأداء الذي لعبناه اليوم سيكون الوضع صعبا في اللقاء المقبل”.

ويعتمد السد على نفس السلاح القوي الذي ساعده في الفوز على هينجين وهو سلاح الجماهير حيث كانت الجماهير أكبر داعم للفريق في المباراة الافتتاحية من خلال تشجيع مثالي منذ الدقيقة الأولى وحتى نهاية الوقت الإضافي الثاني.

كما اكتسب الفريق ثقة كبيرة من الفوز على هينجين بعدما بدا الارتباك في أدائه أحيانا خلال المباراة الافتتاحية وقد يكون هذا بسبب قلق الفريق من الخروج صفر اليدين واحتلال المركز السابع الأخير في البطولة والذي أصبح الآن من نصيب هينجين سبورت.

ولكن مع فوز الفريق في الافتتاح، سيخوض السد مباراتين أخريين على الأقل في النسخة الحالية وهو ما يعني تخفيف الضغط الواقع على لاعبيه ومدربه الإسباني تشافي هيرنانديز.

ولكن الفريق يحتاج إلى علاج العديد من السلبيات التي ظهرت خلال المباراة الافتتاحية وفي مقدمتها إهدار الفرص السهلة أمام المرمى المنافس خاصة وأن بعض هذه الفرص ضاعت بسبب الأنانية أحيانا وعدم التفاهم بين لاعبي الهجوم في فريق السد.

كما ضاعت بعض الفرص لافتقاد الفعالية أحيانا وعدم التركيز والدقة في إنهاء الهجمات.

ويحتاج السد للتخلص من هذه السلبيات قبل مواجهة مونتيري القوي إضافة لحاجته إلى التغلب على مشكلة الإجهاد المتوقعة بعدما استهلك الفريق جزءا كبيرا من طاقته لتحقيق الفوز على هينجين في مباراة استغرقت أكثر من 120 دقيقة.

وقال تشافي “المسألة هي لياقة بدنية ونحن مستعدون والمشكلة في لقاء هينجين لم تكن بدنية بل كانت ذهنية وأضعنا العديد من الفرص التي تسببت في تراجع الثقة كثيرا عند اللاعبين”.

وعن ضغط المباريات، قال تشافي “المشكلة بالنسبة لنا هي عدم كثافة اللعب، ففريق مونتيري معتاد على لعب مباريات باستمرار ونحن نلعب عددا أقل من المباريات لأن المنافسات في المكسيك أعلى وعلينا أن نبذل جهدا كبيرا من أجل تقديم الأفضل وبعد ثلاثة أيام سنكون مستعدين للقاء مونتيري”.

وفي المقابل، يدرك مونتيري أيضا صعوبة المهمة التي تنتظره أمام أصحاب الأرض لكنه يسعى إلى استثمار صحوته الرائعة في الفترة الماضية وتأهله قبل أيام إلى الدور النهائي في الدوري المكسيكي بعد التغلب على نيكاكسا (2 / 1) ذهابا و(1 / صفر) إيابا في المربع الذهبي للبطولة.

ويتطلع مونتيري، الذي توج مثل السد أيضا بالمركز الثالث في مشاركته الثانية بالبطولة عام 2012 إلى التقدم خطوة جديدة في البطولة من خلال مشاركته في النسخة الحالية.

ويخوض مونتيري فعاليات البطولة للمرة الرابعة في تاريخه. وخلال مشاركاته الثلاثة السابقة في البطولة، احتل مونتيري المركز الخامس في كل من نسختي 2011 و2013 والمركز الثالث في نسخة 2012.

وتتسم صفوف فريق مونتيري بالنكهة الأرجنتينية حيث تضم صفوفه عددا من لاعبي الأرجنتين يأتي في مقدمتهم حارس المرمى مارسيلو باروفيرو الذي يعتبر من أهم عناصر الفريق وعوامل نجاحه في الموسمين الماضي والحالي الذي وصل فيه الفريق أيضا لأدوار النهائية بالدوري المكسيكي.

كما يتألق في صفوف الفريق المدافع الأرجنتيني الفذ نيكولاس سانشيز الذي يقترب من خوض المباراة رقم 100 له مع الفريق علما بأنه انتقل إلى صفوفه في 2017.

ويتمتع سانشيز بحاسة تهديفية جيدة تشبه ما يقوم به سيرخيو راموس مع ريال مدريد الإسباني حيث سجل سانشيز أكثر من 20 هدفا مع مونتيري حتى الآن. ولكن قدرات سانشيز في هز الشباك تقل كثيرا عن نظيرتها لدى زميليه في هجوم الفريق الكولومبي دورلان بابان والأرجنتيني الآخر روجيليو فونيس موري.

ويلعب بابان وموري دورا هائلا في تألق مونتيري وينتظر أن يعتمد عليهما الفريق بشكل هائل في تحقيق طموحه بمونديال الأندية.

ورغم التغيير الذي طرأ على الإدارة الفنية للفريق مؤخرا، لم يشهد أداء مونتيري أي هزة أو تراجع بل إن مدربه أنطونيو محمد قد يكون من عناصر القوة التي تعول عليها الجماهير كثيرا في الفترة الحالية وفي مشاركته بمونديال الأندية.

وتولى الأرجنتيني محمد تدريب الفريق في تشرين أول/أكتوبر الماضي لكنه يعرف كل شيء عن الفريق خاصة وأنها الولاية الثانية له في تدريب الفريق بعدما تولى المسؤولية سابقا خلال الفترة من 2015 إلى 2018.

وفيما يتمتع السد بمساندة ودعم الجماهير، سيكون مونتيري أكثر ارتياحا من الناحية البدنية حيث خاض آخر مباراة له في الدوري المكسيكي يوم السبت الماضي قبل الحضور إلى الدوحة.

ولهذا، ينتظر أن تشهد مباراة الغد صراعا ملتهبا داخل المستطيل الأـخضر وكذلك بين المدربين خارج خطوط الملعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى